مُذ ظهور فيروس الربيع العربي وقناعتي تزداد يوما بعد الآخر أنه لا توجود ثورة تصحيحية محظة مبنية على أرضية وطنية تتطلع إلى مستقبل زاهر للبلاد والعباد ،بعيدا عن الحسابات السياسية الخاصة، وما رسخ هته القناعة ونحن نراقب الشأن العربي خظم هذا الفيروس الفتاك المقصود به (الثورة المصطنعة) ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية من تفرقة وحروب أهلية وإبادة جماعية في هته الظرفية الحساسة والعرب في أمس الحاجة للإتحاد ووحدة الصف لإستشراق مستقبل الأمة العربية بعدما عز عليها فرض وجودها إبان الهيمنة الأمريكية..؟ ربما في بعض الأحيان الحقيقة أو الواقع إن صح التعبير يكونان كوقع السيف على من يهمهم الأمر.. فمن أوكلت لهم أمور الأمة العربية هم أصلا عبيد للقوى الدولية بعدما إستعبَدوا بدورهم الشعوب المنكوبة، وهذا ناتج عن جهل هته الشعوب لحقوقها وواجباتها تُجاه الوطن والحاكم (...) وإن كانت تُساق كقطعان الغنم إلى المجهول..؟ إذن فلما نعيب حكامنا والعيب فينا وما لحكامنا عيب سوانا، ونهجو هؤلاء الحكام بغير ذنب.. أقول هنا فقد نطقوا لنا فأبادونا
سآخذ المغرب نموذجا في فشل الثورة بعدما إكتسب مناعة ضد فيروسها متداركا الوضع في إستباق الزمن بإخماد نار غضب الشارع المغربي قبل إشتعالها..، المخابرات المغربية لم يُغض لها جفن وهي ترى العدوى الثورية تنتقل من شعب إلى آخر تنخر الأنظمة العربية، وقت ذاك لم يكن النظام المغربي ببعيد عن مصائر نظرائه لولا الخبرة المغربية في إخضاع المغاربة بطريقة سلسة مستبلدة.. فكان خطاب التاسع من مارس التاريخي والجريئ كما يحلو للملكيين وصفه، تلاه تعديل دستوري بإشراف لجنة ملكية ألف بالمائة غابت فيها اللمسة الشعبية.. وإن كان قبل هذا وذاك ولادة حركة العشرين فبراير المخابراتية لتأطير المحتجيين والتحكم في سقف مطالبهم تحت أعين متزعمي هته الحركة المواليين لجهاز (الديستي) المخابرات المغربية لتكون ثورة النظام على الشعب وليس العكس
حقيقة المغاربة شعب مقترن بالملكية خاضع لملكه رغم المشاحنات والإنتقادات، وبالرغم أيضا من إستعباده من طرف النظام الحاكم.. فلا صحة ولا سكن ولا توظيف ولا عدالة، ناهيك عن الركوع والخنوع لولي الأمر اللذان أصبحا سمة مغربية في ظل موضة الربيع العربي، ربما كانت هناك أصوات غردت خارج سرب حاشية النظام ومواليه قوبلت بالتجاهل بسبب عدم التنسيق وغياب الوعي النضالي، أو الأرجح قد تكون قُصفت بسلاح "فرق تسود"، كل هته الأسباب ساهمة بشكل أو بآخر في فشل التجارب التونسية المصرية الليبية على أرض المغرب للأسباب التالية: أولها أن المغاربة تلزمهم في المقام الأول ثورة فكرية ترفأ بهم على بر الديمقراطية الحقة والعدالة المنشودة، ثانيا الخنوع لنظام حاكم على طريقة العهد القرشي والمثل يقول ما أفسد الأنظمة إلا نفاق الشعوب، ثالثا مبدأ (الأنا) المهيمن على الشأن المغربي على سبيل المثال لا الحصر اليساريين من جهة والإسلاميين من أخرى ومصلحة البلاد على الهامش فما السبيل إلى ثورة توقظ المغاربة من سباتهم الذي يضاهي نوم أهل الكهف
نطرح أسئلة علها تكون بلسما لجروح الثورة المغربية التي كُتب لها الفشل قبل إندلاعها.. هل الشباب المغربي مؤهل لأخذ زمام مسؤولية ثورة بكل مفاهيمها وهو الجاهل لمعانيها وأبعادها..؟ هل هذا الشاب المغربي الذي لا يفرق بين المجلس الوزاري والحكومي ومن يترأس كل منهما أن يكون حربة ثورة تقرر مصير البلاد..؟ أليس عين الحكمة ورأسها أن نُبقِي على المؤسسة الملكية كرمز للبلاد ونناظل من أجل إسقاط نظامها السياسي وأسطر سطرين على كلمة النظام السياسي علما أن الحاشية هي القابضة من حديد..؟ إذا وجدنا حلول لهته المعادلة المستعصية مغربيا حتما سترفأ سفينة الحرية والكرامة والديمقراطية في مغربنا الحبيب ونجنب الوطن مأساة الشعوب العربية إبان الثورة وبعدها
التعليقات (0)