السلام عليكم
لا بد من العلم أنَّنا نتناول مواضيعنا تناولا طبيعيا، ولا نتناول الطَّبْعُوانيات (الماورائيات)، فهي خارج المعادلة.
ما أسباب انعقاد اللسان واللعثمة؟
أولا: ممكن أنْ يكون السبب فكرة تدور في الذهن، فتعيق حركة اللسان الطبيعية لمدة قليلة، هذا إنْ لم يكن في أعصاب اللسان والفم عموما مواد (روت مرضي) تُسبِّب انعقاد اللسان، وكذالك اللعثمة.
قد يسأل أحدكم: لديَّ صديق عندما يصلي ينعقد لسانه، ويتلعثم، فمَ السبب؟
نقول: ربما لدى صديقك شكوك في معتقده، فربما شاهد نقد لمعتقداته من قِبَل أصحاب معتقدات أخرى، وتألم كثيرا من النقد، حتى وصل الحال به إلى أنْ اقترنت معتقداته باﻷلم الذي سببه أصحاب المعتقدات اﻷخرى لصاحبك، فما أنْ يتذكَّر شيئا بشأن معتقده إلا ويجيئه اﻷلم؛ ذلك أنَّ قرين المؤلم: مؤلم، أقصد أنَّ الشيء الذي يقترن بالألم تحتفظ به الذاكرة، فإذا أُسْتُرْجِعَتِ ذكريات اقترنت سابقا بألم؛ فإنَّ ألمًَا يقترن بالذكريات المُسْتَرْجَعَة، ولكن الذي يَعْقِل هذا الحال؛ فإنَّه يعزل الألم عن اﻷفكار، على اﻷقل على مستوى الفكر، أو يعلم بخطأها رغم تشبثها في ذهنه، هذا إنْ تشبثت.. إذا كانت الفكرة متشبثة؛ فإنَّها يمكن أنْ تُسبِّب في صديقك موادا (روت مرضي) تقيم في أعصاب اللسان.
قد تسأل: وما سبب إقامة المواد التي تتكلم عنها في أعصاب اللسان؟
أقول:
ثانيا: السبب الذي يجعل المواد (الروت المرضي) تقيم في أعصاب اللسان هو: أنَّ صديقك عندما يريد أنْ يتلفظ بالكلام الذي يقترن باﻷلم؛ فإنَّه يجد صعوبة في لفظه باللسان، وهذه الصعوبة تزيد اﻷلم، وهي عملية توترية شديدة، وكلما تكرر هذا الحال في صديقك؛ فإنَّ المواد تتراكم وتشتد في أعصاب اللسان، ومن ثم تنتقل إلى المواطن المجاورة.
بعد أنْ تقيم المواد - التي نتكلم عنها - في اﻷعصاب؛ فإنَّ اللسان ممكن أنْ يواجه صعوبة في الحركة الطبيعية حتى بشأن ليس اﻷشياء التي لم تقترن بألم، بل والتي اقترنت بلذة أيضا.. هذا الحال كثير ما يكون إلى جانب لعاب كثير في الفم.
من هنا نقول: راقبوا ابناءكم الذين يدخلون المشباك (الإنترنت)، فإذا كانوا يدخلون المواقع التي تنتقد عقائدهم الدينية؛ فيمكن بسهولة أنْ يقعوا في هذا الحال، خصوصا، إذا لم يستطعوا مواجهة الناقد بسبب قلة علمهم بمعتقدهم، بغض النظر عن نوع المعتقد، فمعتقدات البشر في هذه الدنيا كثيرة.. ولا بد من مراقبة المواد الدراسية التي يدرسها صاحب هذا الحال، وهل اﻷساتذة يتنقدون العقائد الدينية، أو لا، وكذلك لا بد من مراقبة اﻷصحاب، فيمكن أنْ يكونوا من نفس الملة، ولكن لدى بعضهم شكوك، فيطرحونها كثيرا؛ فتقرن العقائد المنتقدة بألم، وربما يكون اﻷصحاب من ملل أخرى؛ وهنا يزداد الخطر، إنْ انتقدوا الدين ولم يجد صاحب المعتقد الذي يتعرض لنقد حجة، ﻷنَّه ليس عالما، على اﻷقل ليس عالما في المسألة التي تتعرض للنقد.
قد تسأل: هل يمكن أنْ تَحْدُث الحالة السابقة دون قرين مؤلم؟
أقول: بالتأكيد، فالتوتر وآثاره هما السبب، فيمكن في مريض معين أنْ تنتقل المواد من موطن معين إلى اللسان، ويمكن أنْ تُنْتَج في اللسان، خصوصا عندما تكون المواد قد ملأت أعصاب الجسد اﻷخرى.
هذا الموضوع له علاقة كبيرة بمواضيع الوسواس القهري التي في الصفحة الرئيسية.
التعليقات (0)