مواضيع اليوم

أسباب النصر المصري على الجزائر في أنغولا

 

أسباب النصر المصري على الجزائر في أنغولا

(رباعيات الكنانة)

 

[سمير زاهر]

صدق رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر في تصريحاته التي أدلى بها يوم الجمعة الماضي لصحيفة الحياة العربية اللندنية القريبة من مصر ، منذرا فيها بهزيمة مدوية للمنتخب الجزائري على يد منتخب مصر ... وفعلها أبناء حسن شحاتة (رمسيس الرابع) ؛ وتمكنوا هذه المرة في بلاد الأغراب من قطف رؤوس بني سعدان بأربعة أهداف نظيفة .... وجاءت النتيجة وبكل المقاييس سحقا حقيقيا للمنتخب الجزائري وإرهاصا بأن مصر في طريقها لإحراز اللقب الأفريقي للمرة السابعة بالمفرّق والثالث لها على التوالي إنشاء الله ، في سابقة لن يكون بالإمكان لبلد آخر تكرارها بسهولة على مدى تاريخ البطولة الأفريقية المنظور ......

حتى الفراعنة خرجوا من قبورهم حاملين أبواقهم النحاسية لتشجيع مصر غير عابئين بقوله عز وجل (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب ) ..... وعلى الرغم من التغيرات التي لحقت بوجه مصر وضميرها من إستيطان للجنس العربي وسيادة مطلقة للدين الإسلامي واللغة والثقافة العربية


كانت مبارة الأمس الخميس 28/1/2010م بين مصر والجزائر مباراة شكل فيها "الدافـع" السلاح الحقيقي الذي خاض به حسن شحاتة المباراة ، ورمى فيها بكل ثقله في هذا الجانب من باب قاتل أو مقتول . فترك للاعبيه الكثير من الخيارات المفتوحة لكي يؤدوا مباراة هدفها الأول والأخير هو إستعادة كرامة مصر بأكملها (حسب إحساسهم) . والتي ووفقا لحسابات الشعب المصري الخاصة بهم يرون أنها قد أهدرت في إستاد المريخ بأمدرمان ليل الأربعاء 18/11/2009م ....

شريحة من فقراء مصر أتاح لهم صاحب محل بيع ألكترونيات فرصة متابعة منتخبهم الوطني  في لقائه  الثأري مع المنتخب الجزائري ... تناسى الجميع تجارتهم وأرباحهم وألوانهم وأعمارهم وهمومهم المعيشية اليومية ولم يعـد سوى وجه مصر وعشق مصر


وبغض النظر عما إذا كان البعض من العرب متفقا مع المصريين بهذا الشأن من عدمه ، لكن الجمر كما يقال لا يحرق سوى من يطأه بباطن قدميه ... أو كما يقول المثل السوداني : (الجمرة ما بتحرق إلاّ الواطيها) .... وبالتالي نحترم مشاعر الشعب المصري وحريته فيما يراه صوابا من وجهة نظره حيال أمور تتعلق بكرامته ومقاييسها.
جاءت المباراة إذن ومنذ بدايتها محصلة لشحن نفسي إعلامي إيجابي في المعسكر المصري يقابله شحن إعلامي سلبي في الجانب الجزائري.

نـاطـحـــات الكــرة أم الـرؤوس ؟

كان واضحا منذ بداية المباراة أن ثقة اللاعب الجزائري بنفسه كانت أكثر من اللازم وأنه يتعامل من فوق برج عاجي ؛ أو كأن النصر على مصر قد كتب له ضمنا في اللوح المحفوظ ولن يتحقق سواه.
ولأجل ذلك لم تحتمل نفسيات لاعبيه أو يصدقوا الهدف الأول الذي كان في حقيقة الأمر قاصمة الظهر قبل الثلاثة الآخرين رغم أنه جاء من ضربة جزاء صحيحة .... وبغض النظر عن صحة تنفيذها وفقا لقانون كرة القدم ؛ فقد كان على الحارس الجزائري الشاوشي أن يدرك أن لا مجال لتغيير الحكم لرأيه حتى لو أدى ذلك لموته وليس مجرد معاجلته بضربة راسية على طريقة النجم زين الدين زيدان ، وحيث لم يجني الشاوشي من ذلك سوى أنها أدت فيما بعد إلى طرده من الملعب بعد الركلة الغير مبررة وبدون داع ولا فائدة منها التي وجهها بحماقة لساق جدو (رغم حداثة سنه) دون الكرة خلال إنفراده به ، والتي كان بإمكانه الإرتماء عليها...... ولكننا نعود ونقول أنها إحدى الثمار الخبيثة للشحن الإعلامي السلبي في المعسكر الجزائري.
إذن كانت تصرفات الشاوشي و نذير بلحاج مثالا صارخا على النفسيات والقناعات الغير سليمة أو المبررة التي دخل بها المنتخب الجزائري أرض الملعب الأنغولي لأداء هذه المباراة الفاصلة مع مصر . والتي لا يمكن تخليصها في ظل هذه الأجواء المشحونة والثقة الزائدة بالنفس من جانب الفريق الجزائري. والذي بسببها أكمل المباراة بسبعة لاعبين فقط بعد طرد كل من نذير بلحاج و رفيق حليش و فوزي شاوشي .... وبعد أن فقد منتخب الجزائر مجهودات المدافع المهاجم "رفيق حليش" ؛ الذي ما أن تم طرده حتى هبط أداء الجزائر الهجومي والدفاعي معا إلى القاع ومنح (الصعيدي) أحمد حسن المتعطش للثـأر سهولة الإنطلاق من الخلف لمساندة الهجوم المصري فكان ما كان من مجزرة ومذبحة حقيقية لمنتخب الجزائر في قلعة أنغولا على يــد "الباشا الوالي".

 

فرحة الشعب المصري وهو يتابع إعادة لأهداف فريقه الأربعة

على أية حال نقول للمصري مبروك ؛ ونرجو أن تكون نفسك وخواطرك قد هدأت بعد أن إسترجعت ما قد تخيل لك أنه مساس بكرامتك . وكل الأمنيات الصادقة أن تحصل على كأس بطولة الأمم الأفريقية للمرة السابعة بالمفرق وكذلك الثالثة على التوالي محققا رقما قياسيا يريحك من حالة الجز على أسنانك وضروسك ويمنحك الراحة ، ويعيد لشفاهك البسمة وللسانك طعم الحلاوة التي إفتقدها عقب مباراة أمدرمان وضياع الذهاب إلى المونديال .....

وأما للشقيق الآخر الجزائري فنقول له هارد لك ويوما لك ويوم عليك .... ويكفيك تسلية لما جرى في قلعة أنغولا أنك ذاهب في طريقك نحو المونديال البطولة الأولى والأهم وأكثر زخما وجاذبية على مستوى العالم.
................
ولكلا الشعبين المصري والجزائري نقول لهما حان الوقت الآن وبعد أن أخذ كلاكما حقه ؛ أن تهدأ الخواطر وتنبسط الأعصاب وتعود المياه إلى مجاريها ، لأن الخلاف العربي العربي لا يزيد العرب إلا ضعفا وهوانا على الناس بشكل عام ، وحتما على أعدائهم الإستراتيجيين إسرائيل والمحافظين الجدد في حلفهم مع الصهيونية العالمية بشكل خاص.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات