إستكمالا لما بدأناه من دراسة التاريخ النصرانى فى مصر
والدعوة الطائفية التى ينادى بها بعض الغوغاء من المتشددين النصارى والذين يبثون أحقادهم داخل المجتمع النصرانى على كافة المستويات والذين يعلنون عن أطماعهم رويدا رويدا لتنكشف عوراتهم
نبحث اليوم عن أحد أهم أسباب إنقراض النصارى فى دول المشرق , فبعيدا عن إتهامات التعريب والأسلمة التى يروج لها هؤلاء الطامعون
فإن أحد أهم أسباب الإنقراض هو الهجرة أو لنقل بمعنى أكثر واقعية هو الرحيل بل والهروب من أرض الكفاح وتحدى الصعاب ومواجهة التحديات والمشكلات السياسية والإقتصادية إلى حيث الترف والتنعم فى بلاد الغرب حيث الثراء والدعة .. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل النصارى عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة.. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل النصرانى حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب:
ـ تركيا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15%
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1%
ـ إيران: عدد أو نسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 100.000
ـ سوريا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 10 %
ـ لبنان: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55 % في سنة 1932م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30%مع ملاحظة أن حرب 2006 دفعت مليون للهجرة.
ـ القدس: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53% في سنة 1922م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2 %
ـ بيت لحم: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85 % في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 12%
ـ فلسطين: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20 % في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10 %
ـ الضفة الغربية: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 51.000
ـ غزة: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 3.500
ـ العراق: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م =5 %
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3% مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5 %
ـ الأردن: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4 %
أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70 % من عدد المهاجرين ـ مع العلم أن نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8 %.. و95 % من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين!..
كما أن إحصاءات سنة 2006م تقول: إن جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هو من 40.000 إلى 50.000
الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة.. وبعد أن كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يواجهون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين.
ـ لقد كتب الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ قال فيه:
"إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة:
أولها: الهجرة إلى الخارج.
وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي.
وثالثها: أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين.
وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام"
ـ وكتب الباحث القبطي ـ سامح فوزي.. يقول
"إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا.. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، وهكذا تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هو الدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان..
وتشير الدراسات إلى أن تعداد المسيحيين في تركيا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف.. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان.. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10 %. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55 % من السكان.. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول30 % .
وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي.. وفي القدس.. قال الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس!"
والملاحظ أن كل البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق!.
ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت:
"إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م.
ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56% من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30 % . وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون شخص سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80% من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16% .
وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"
ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ أن البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل!..
لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون!..
التعليقات (0)