مواضيع اليوم

أساتذة فراعنة

مولاي محمد

2010-07-20 12:59:25

0

بقلم: مولاي محمد إسماعيلي
أنتم مجرد طلبة ليس من حقكم أن تتكلموا عن أي مسألة دينية، لأنكم ببساطة مازلتم تتعلمون ومازلتم تحصلون العلم، ومن تجرأ منكم وتحدث عن أمور الدين بغير علم فسيكون مصيره الهلاك والخسران المبين في الدنيا والآخرة، أنتم عليكم الآن فقط أن تكتبوا ما نمليه عليكم نحن الأساتذة، ويوم الامتحان تردوه إلينا بالحرف الواحد والكلمة الواحدة، وأي خطأ يكلف صاحبه سنة كاملة، أما من حاول منكم أن يجتهد ويستعمل عقله فإنه يتجرأ على الله والدين وأهل العلم، - الذين هم نحن بالطبع- فسيكلفه ذلك نقطة لا تعطى إلا لصاحب الورقة الفارغة، والتي تعني الصفر، أسمعتم كل هذا؟، بل سأضيف لكم بعض الأمور المهمة : من شاهدنا منكم في الشارع فليأت إلينا لأننا نحن علماء الأمة، و يقبل أكتافنا ورؤوسنا وحتى أيدينا، ويأخذ منا ما يشغل أيدينا من محفظة، ومن أمهات الكتب لكي نربت على كتفه ونقول له "الله يرضي عليك" ومن لم يفعل هذا حتما عندما نلتقي في طاولة الامتحان وجها لوجه، سنوجه له سؤالا صعبا لكي لا يقدم إجابة صحيحة، ويصبح أمر رسوبه قانونيا في أي نتيجة يتلقاها لأنه لم يستحق النجاح، ولا يحترم علماء الدين وسادة الأمة في العلم و المعرفة.
أما أنتن أيتها الطالبات المتبرجات، فأولا وقبل أن نبدأ الحديث، فأنتن الحطب الذي ستشتعل به جهنم ويشتد سعيرها، وثانيا من جاءتني منكم متبرجة لن تجد مقابل اسمها في ورقة الامتحان إلا صفرين مصفرين، وسأكون صادقا لأن العلم لا يأخذه المتمردون والكسالى والمتبرجات، علمنا طاهر ولن نرضى أن تدنسه أيادي لا تحترم سادتها، ولا تقدم فروض الولاء لعلماء الإسلام وسادته، الذين هم ورثة الأنبياء، أمر آخر أود الحديث عنه معكم، هو أن هؤلاء الأساتذة الذين يحلقون لحاهم ليسوا أساتذة، وليسوا حتى تلاميذ مجتهدين، فهم مجرد أناس متطفلين على أهل العلم، ويزاحمونهم في الندوات واللقاءات الوطنية والدولية، التي نحضرها نحن أهل العلم لتمثيل الدين أيما تمثيل.
هذا الكلام ليس محضا من الخيال، بل هو كلام حقيقي وواقعي، يصدر دائما من فم احد أساتذة الدراسات الإسلامية، الذي يدرس في إحدى الجامعات بجنوب المغرب، ففي بداية كل عام دراسي يلقي هذا الدرس الافتتاحي في وجه كل الطلبة الذين سيقوم بتدريسهم، ويعطي للأسف الشديد الانطباع على نفسه انه رجل يكره كل شيء، ولا يحب إلا الذين يمتثلون للشروط التي يضعها، والتي في نظره مقومات الطالب المجد المطيع الذي يريد اكتساب العلم و المعرفة.
مشكلة هذا الأستاذ وغيره من الذين درسوا بالمملكة العربية السعودية، أنهم يعتبرون أنفسهم علماء ورجال دين بارزين، لا يشق لهم غبار، بمجرد العودة إلى المغرب وهم يحملون في أيديهم شهادة من الشواهد العليا من إحدى الجامعات السعودية، يحسون أنهم قد وصلوا من العلم مبلغا، ويحسون في قرارة أنفسهم أنهم العارفون الوحيدون بالعلوم الشرعية، والدارسون دون غيرهم لعلوم الدين والشريعة الإسلامية، هذا الإحساس يولد لديهم عقدة نفسية، يحسون من خلالها دائما أنهم هم العلماء الجهابذة، الذين يجب أن يرجع إليهم الناس في كل صغيرة وكبيرة.
والأدهى من كل ذلك، انه عندما يتم اختبارهم في العلوم الشرعية، وبعض المسائل المتعلقة بالدين، تجدهم دون المستوى المطلوب، وكثيرا ما أبدى الأساتذة الذين أتموا دراستهم بالمغرب قوة في الرد، وبراعة في الحجة والدليل، ويبدو القادمون من الشرق ضعفاء أمامهم وكأنهم بدون تكوين أولي حتى.
فمتى سيعرف هؤلاء حجمهم الحقيقي، ويرجعوا إلى الوراء، ويتركوا الشباب يعبر عن آرائه بحرية، مع استعداد شامل للتحاور معه في كل شيء، وليس لجم أفواه الشباب، وتهديدهم بمثل هذا الكلام الصادر عن أشخاص غير مسؤولين، يعتقدون أنهم الناطقون باسم الله في هذه الأرض.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !