أسئلة مصيرية ينبغى طرحها ثم الاجابة عليها .. بشأن الثورات العربية
----------------------------------------------------------------------------
aliyoucef@maktoob.com
أسئلة وأسئلة كثيرة كان ينبغي أن يطرحها على نفسه كل من يرتاد هذا الصرح الاعلامي ، وهي كثيرة وكثيرة تستحق وقفة ولو للحظة.. ان أوطاننا العربية تمر بمخاض عسير قد لا تلد فأرا و لا قطة ! . هل هذه الثورات العربية كانت نتيجة لـــــــــظروف سياسية واجتماعية وغيرها ، دفع ثمنها المواطن العربي على مدار 40 سنة وأكثر، وبين لحظة وأخرى وجد نفسه في العراء تتقاذفه الرياح ذات المــــيسرة والميمنة ، البطالة تنهش جسمه ، والمخدرات تخرب عقله ، والجريمة تعصف بمجتمعه وووووووو......
وهل يمكن أن نسمي الأحداث الدامية التي انطلقت شرارتها من تونس وعبرت الحدود الى مصر وليبيا واليمن والبحرين والســــعودية ، ومن قبل في الجزائر 200 ألف ضحية ولم يخمد نارها الى اليوم ؟... نعم هل يمكن أن نطلق على هذه الأحداث الدامية ثورة على الــحكام الفاسدين المرتشين ؟ أم ثورة على الأوضاع البائسة التي يعيشها المواطن العربي ؟ أليست هذه الثورات قامت بتحريض من دول أجنبية ولا سيما الغرب وأنصارهم من اليهود ووو... لخلق عدو وهمي يشغلون به المواطن العربي على الخصوص بعد أن سقط جدار برلـــــين وتفكك الاتحاد السوفياتي...
أحداث ليبيا بينت بجلاء تهافت الغرب على أوطاننا وثرواتنا بتواطؤ من بلدان عربية ، ومن قبله احتلال العراق بالتعاون مع بلـــــــــدان عربية مصر ودول الخليج وايران.. هكذا تحتل أوطاننا على نحو ما قاله الله تعالى عن أحغاد القردة والخنازير :( يخربون بيوتهم بأيديهم )....
فى الحقيقة ما يجري فى سوريا وما يقع من العذاب والتنكيل والتقتيل والحصار على الشعب السوري على مرأى من دول العالم ولا سيما العربية والاسلامية - ولا يهمني دول العالم الكافر من الشرق والغرب - يبقى الانسان العاقل تائها حيرانا مشدوها ! لماذا كل هذا الحــــنق والكره والحقد من نظام بشار الأسد تجاه شعبه ؟ ان هذا الشعب صبر على الأسد الأب أكثر من 30 سنة وجاء الابن فسار على نـــــــهج والده ، ولما قال الشعب لا.. لا.. كفانا عبودية ، لا .. لا .. كفى من القهر. ان عهد الخوف من الموت قد ولى بطريقة سلمية راقية قوبــل بالرصاص والتعذيب الجسدى والنفسى وهو نفس الأسلوب الذي استعمله الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين طيلة 130 سنة .. في أوج طغيان الاستعماري الفرنسي فى الجزائر، قال الامام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله : " كلما رأيت فرنسا تعجرفت وزاد طغيانها وجبروتها فرحت ! أدركت حينئذ أن فرنسا قد انتهت وانما القضية قضية فقط " ..
قال الله فى شأن الأسد ومــن على شاكــــــــــــــلته : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ، ..
ها قد رأينا كيف كانت نهاية المجنون الليبي " القذافي " ذات يوم كان يتقلب فى النعيم من الأموال والخدم ويصدر الأوامر، ويستقبل من قبل رؤساء العالم ويتحدث من على منابر الأمم والشعوب وبين الفينة والأخرى يفقد ذلك العز وتلك المهابة ويطارد فى شوارع ومـــــدن ليبيا على حد تعبيره المشهور ( زنقة زنقة ، داردار ) مثل اللص بله مثل المجرم .. ملايين الدولارات لمن يقبض عليه ميتـــــا أو حيا لا يهم .. مثل أفلام (الكوباي) الأمريكية التي تصنعها " هوليود ".. هل رأيتم كيف يؤتي الله عبدا من عباده الملك ؟ وكيف ينـــزعه منه ان تجبر وطغى ؟ وبأية طريقة ؟ وبأي كيفية ؟ وبأي وسيلة ؟
والله عندما أسمع رئيس اليمن " علي عبد الله صالح " يتحدث عبر وسائل الاعلام ويصرح دون خجل ولا حياء ويقول : " ينبـــــــــغى للمعارضة اذا أرادت الفوز بالحكم أن تمر عبر الصندوق ، ويقصد الانتخابات ، وهو أصلا لا يعترف بالانتخابات ولم يأت هو بواســطتها انه ديكتاتوري بدوي أعرابي والأعراب أشد كفرا ونفاقا .... الغرب خصوصا نسي أحداث اليمن، فلنقل ان الغرب نســــي الشعب اليماني لسبب واحد أن اليمن لا تتوفر على ثروات مادية كالذهب والبترول واليورانيوم، والشيء الآخر فاليمن لا تهــدد مصالح أمريكا و لا سيما اسرائيل فهي بعيدة عنها.. ولذلك أمريكا فضلت ليبيا ومصر وتونس والجزائر.. انه حسابات المصالح لا مجال للعواطف ..
البحرين بلد صغير غالبية شعبه من الشيعة وملكها سني، وقد تدخلت السعودية عسكريا وحسمت الأمر بموافقة أمريكا طبعا، وهـــــــــــل تستطيع السعودية أن تفعل شيئا من دون رضى أمريكا ؟ وهل بامكان الغرب أن يسمح في بلد يقع في دول الخليج الذي يتوفر على أكــبر احتياطي من البترول فى العالم أن يضيع منه ؟.. وسيأتي اليوم الذي تدفع فيه دول الخليج ثمنا باهضا وغاليا نتيجة سياستها الــــــــتبعية العمياء لأمريكا والغرب، فأمريكا واسرائيل بنت اقتصاديهما من بترول الخليج .
فى المرة القادمة نستعرض واياكم دور اسرائيل يعني اليهود فى خلق القلاقل فى المجتمعات العربية ، ودورها فى صنع الأحـداث الداخلية التي راح ضحيتها الخليفة عثمان صهر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغيرها من الأحداث...... كونوا معنا
التعليقات (0)