مواضيع اليوم

أسئلة حارقة إلى الأصوليين ..؟

mohamed benamor

2011-06-15 16:51:26

0

أسئلة حارقة إلى الأصوليين ..؟
بقلم: محمد بن سالم بن عمر ،كاتب و ناقد تونسي
عضو اتحاد الكتاب التونسيين، و مؤسس حزب الشعب التونسي

أليست الدول الإسلامية الأكثر تخلفا... في مشارق الأرض و مغاربها منذ قرون ؟ أليست الأنظمة الإسلامية الأكثر جهلا وعنفا... بقينا أضحوكة بين الأمم وعالة على البشرية قاطبة... ويوسم المسلم والعربي أينما ولى وجهه ، بالخبث والجهل والرجعية والإرهاب و الوسخ ...أين كان المسلمون لما منع الرق وسوى بين الرجل المرأة أين هم من كرامة الإنسان وحقه في الرأي والتعبير و الاتيان بما لم يأت به الأوائل وهو أبسط تعريف للإبداع و الابتكار ؟ أين هم من الحكم الرشيد و الشورى في أمور دنياهم لاختيار أصوب الآراء للنهوض و التقدم بمجتمعاتنا و اقتصاداتها و أمنها ...؟ أين هي المؤسسات و الجمعيات التي تنادي بحماية الأقليات في مجتمعاتنا ؟.... أين أدبهم أين فكرهم أين علمهم..... أين المسلمون مما بنته البشرية من حضارة وقيم ساهمت في رفاهية الانسانية و تيسير حياتها ... أنبؤوني عن فلسفتهم عن اختراعاتهم واكتشافاتهم ... جبلنا على التخلف والجهل وترداد ما أثمره الآباء تفاعلا مع عصورهم السحيقة ... تتحدثون عن أيران و حزب الله و تركيا ... و حماس و كأنهم في جنة ينعمون ؟
بقينا نجتر الماضي .. لن نعيد بناء الماضي على أنقاض الحاضر وأسباب التخلف قائمة ... يجب طرح الإشكال الصحيح والابتعاد عن المقارنات المغلوطة ... قد تجيبوني أنه كان للعرب حضارة ودولة تمتد من المغرب إلى الصين ... سأجيبكم والرومان كذلك والإغريق والفينيقيون واليوم الأمريكان... تلك أيام تتداول بين الناس ... تصور الإيطاليين اليوم يعيدون القيصر والإمبراطور بتعلة أن روما حضارة عريقة ... سيكون خطابا غبيا مضحكا ساذجا... تريدون رفع راية الإسلام ؟ هذا ما توهمون به أنفسكم و أتباعكم ، دون فعل حقيقي لرفع راية التوحيد ؟
تتوقون إلى التقدم والرفعة ، كما هي رغبة كل شعوبنا الثائرة على أوضاعها التعيسة ... لكن ذلك لا يكون بالعودة إلى الوراء بدعوى التمسك بالسنة و السلف الصالح ؟ ... وجب على المسلمين نقد تاريخهم بعد إعادة كتابته ... وجب عليهم إعادة النظر في قيمهم وفكرهم وإثرائه...؟
إيران لن تكون مثلا لا لتونس و لا لغيرها من الدول العربية ولا حزب الله .. و لا حماس رغم تقديري لما أبرزوه من عزم على صد العدو الصهيوني ... و لا تركيا نفسها... ؟
تركيا هي علمانية للنخاع و نجاح اي حزب فيها ذو اي خلفية هو نجاح لنظام الحكم الذي اعطى الفرصة للجميع دون اقصاء ...؟
السعودية دولة اسلامية وهي رمز للتخلف الفكري و الرجعية الانسانية بكل المعايير التي تريدون ... و مثيلاتها كثر.

فشل الدول العربية الاشتراكية او العلمانية كما يعتقد الاغلبية هو فشل الدكتاتورية و ليس نظام الحكم . الدكتاتورية تتلون بكل الالوان الأيدولوجية و لكنها تشترك في الاستبداد. فكما نجد استبداد باسم العلمانية كتونس بن علي .. نجد استبداد باسم الدين كالسعودية آل سعود.

أن التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي رهين جملة من العوامل الموضوعية وجب البحث فيها بعقل علمي صرف ..؟

تخلف العرب و المسلمين في الوقت الراهن سببه الاستبداد باسم الدين ...؟
الإسلاميون في تونس كما هو الشأن في العالم الإسلامي لم يأخذوا على عاتقهم مهمة إصلاح الفكر الديني... وما يسوق من انتاج فكري لا يعدو أن يكون سوى إنتاج لفكر سلفي أسبغت عليه التيارات الإسلامية بعض القيم الحداثية المركبة ... دون أن تؤسس لفكر إسلامي حداثي متأصل ...؟
إذ لا يمكن اعتناق القيم الإنسانية الحديثة والدفاع عنها على أساس الموروث الإسلامي الذي استمد و كان ثمرة من ثمرات قيم ربانية أزلية تفاعلا مع عصره ... ذلك أن الفكر الإسلامي بقي بعيد لمدة قرون عما أنتجته و تنتجه البشرية كل يوم في تفاعل مباشر مع متغيرات الحياة الانسانية و متطلباتها في كل حين ... والعودة إلى التراث الإسلامي تؤدي حتما لنقض قيم الحداثة التي يتبناها الأصوليون ، تقليدا للغرب المتحضر ؟
لقد أنتج العرب القدامى قيمهم الحداثية آنذاك بناء على ما تنزل من القرآن المجيد من قيم كونية أزلية مطلقة كقيمة : ) ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ...فنتج عنه مجتمعا اسلاميا متنوعا من كل الأعراق و الأجناس و الديانات ... ساهم كل من موقعه في بناء حضارة اسلامية متقدمة آنذاك ، و جعلت من أمة الاسلام خير أمة أخرجت للناس ... لا نزال نفتخر بمنجزاتها ؟
كما أنتج الغرب قيمه الحداثية في العصر الحديث بناء على ما حددته فلسفة الأنوار من قيم الأخوة و الحرية و المساواة و التعاقد الاجتماعي ... أنتجت مجتمعات متقدمة في حضارتها متماسكة فيما بينها ... و متوحشة في سلوكها تجاه بقية الشعوب و الأعراق.. لأن قيمها كانت وليدة العقل البشري الناقص بطبعه النسبي في ماهيته... المتحيز و الأناني في تقديراته ...؟
و ما على العرب في العصر الحديث إذا أرادوا حداثة مؤصلة في بيئتنا الاسلامية إلا الانطلاق مرة أخرى من القيم الكونية الأزلية للقرآن المجيد دون غيره من موروثاتنا ، لإثمار قيم انسانية كونية حداثية جديدة و مبتكرة تستجيب لتطلعات الانسان الشرقي و الغربي على حد سواء ، سعيا لبناء حضارة متفوقة تقود البشرية الى شاطئ الأمان .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !