يلغّم الكلمات ويدسّها في أكمام الورد ثم لا يهديها إلى أحد.. يتركها هكذا في العراء كي تختار توقيت انفجارها وفيمن ستنفجر.. مشاكس بلغة فيها من العمق والسخرية ما يكفي ليهب السماء لونا أسود وللبحر لونا أحمر.. أترك القارىء مع أسئلة إبريق ومع هذا "الباسط" الذي يحب التنقيط والفواصل والمسافات، يكتب بكل ما في البراءة من توحّش (تقديم اضطراري)
عبد الباسط ولد خيصال -- الحياة ، رحلة في طيف الزمن ، محطات تبدأ وتنتهي ، على رصيف العمر نقف لنراها أمامنا ، لحظات الألم بملح الدمع أيقظت الغصة في القلب ، كالعلق الذي ذكر في ما بعد " اقرأ" ..ندعي أننا " نريد"، أو " نحاول" لكن الحقيقة بعيدة عنا، وكأن ما وراء الباب سر، مخبأ في داخل سكر الفضول... !!!
كلنا نريد شيئين ، " الفهم" و " الحقيقة" ...وكأنها رسالة إنسانية أخذت من عنق الرحم ، السبيل أخذه الغلام ، لكن عدم الالتفات الذي فرض عن الأنبياء يحير شمعة يونيو ، كأن الوصول نسبي إلى حد بعيد ... !!!
من أجل لمس المدار الفكري الأول، " أي الفهم"..لابد من طرح السؤال، ليس من اجل إيجاد جواب يحد وسعة العقل التي تقتلها البرمجة، ليسلم نفسه إلى الانتظار...بل من اجل " مسح الغبار عن كل ما هو مبهم" ، ربما سنفهم يوما ما نريد آن نفهمه .. !!!
أفضل السؤال ، لأنه ينادي على التفكير بكل قوته ، أكره " الإشكالية" التي نجعل الفكر يفقد قدرته ووقته في إزاحة أول عائق " هل استطيع" ؟" ...ربما ...ولكن !!!
السؤال يحسس قلبي انه مازال ينبض ، الجواب يعني لي نهاية " متغيرة" في الأخير ، لكننا نسينا مراحل أخرى ربما " البحث" ..يا لها من مرحلة أعشق عندها " الفلسفة" خائنا دقة " الهندسة"... !!!
المدارس كلها ، كانت تطرح السؤال ، تضع الفرضية ، تبحث لتخرج بنتيجة نريد بها أن نصل إلى " الحقيقة المطلقة" ...إن كان كذلك ، لماذا تموت وتضمحل في الأخير ؟ ...أليس هذا تناقض...؟
كم حقيقة هنالك ؟ ...وهل هنالك فعلا حقيقة تقتل حقيقة ... !!!
انظر إلى المرأة، وأنا عاريا ...لأطرح سؤالا عن الأخر ، ماذا ترى في رقبتي ؟..أجبني بعد إن أجيبك "أنا الذي طرحت السؤال" : أنا شخصيا أرى خانتين ، وأنت ؟
يجيبني الآخر : أرى في" صدرك" احمرار ما !!!
هما حقيقتان ، لا أريد إن يصل القارئ إلى أنهما " مختلفتان" ...ما أريده أنهما لو اجتمعتا لحققتا " الوصف المطلوب" لما أردناه و ما لم نريده ...
ربما هو نفس الأمر الذي لابد ننتهجه في حل " جدليات" الكثير من الثنائيات ، مثلا : " إسلامي / علماني" !!!!
نناقش كثيرا " اختلاف الأفكار"، لكننا لم نضع اليد على ما نريد ، هل هو هروبا من الخوف ، أم خوفا من الهروب ؟
سؤال آخر ، يقودني إلى العرض الذي يأتي بين " السؤال " و " الفهم" و " الحقيقة " ، مما تتكون الهيولى الوسطية التي تسبح فيها كل ها ته الأفكار ؟ ..
ها ته الهيولى التي يختفي فيها ربما " إبليس" ؟ ...
أين هو هذا الأخير ؟ ...
نعرف البداية عند آدم و حواء ..
.نعرف الخطاب الشيطاني الذي عارض يومها الخلق
علمنا الخالق ، بإخبار النهاية ، ...
هنالك بداية ونهاية ...
أين " المنسي " في " الوسط" ؟ ...
هل هو اليد المختفية " المفردة الوحيدة التي لم يكررها" التي تكلم عنها " آدم سميث" في " ثروة الأمم" ؟
هل يختفي وراء " الحقيقة" ؟ ..أم أننا نحن من نخفيه ؟
هل الأزمات ، وبحثها الضائع عن الحقيقة " عفوي" إلى ها ته الدرجة ؟
ربما لأننا لم ندرك بعد، أن الأزمة سؤال، كغيره من الأسئلة لا يبحث عن جواب، بل يبحث عن فهم مرحلي ...
ما يشجعني على مواصلة المسار، هو أن جميع الأسئلة حققت لي معادلة رياضية، في مجموعة تعريف غير محدودة...
إنه البرهان بالتراجع الذي يقوم عليه كتابنا الكريم !!!
أنظر قسم: صيد المدونات
التعليقات (0)