مواضيع اليوم
أبنيتنا و منازلنا عموما يبنيها المواطنون في فوضى عارمة و بجهد شخصي يقع على عاتق رب العائلة نفسه و البناء لا يتم عن طريق المؤسسات أو المنظمات الحكومية و الأهلية مما يفقد البناء و عملية الإسكان أي نوع من التنظيم و التناسق مع البيئة و جمالية المدن و دون أي تنسيق مع الجهات القانونية و تخطيط المدن، كما أن التوسع على المستوى الأفقي و الأبنية ذات الطابق و الطابقين أهدرت مساعات واسعة كان من الممكن بناء عمارات سكنية فيها مضافا إليها الخدمات و المرافق الخدماتية و الاجتماعية و المتنزهات و إلى جانب هذه التجمعات السكنية المنظمة كان يمكن ترشيد هذه المجمعات بحيث تشكل ثقلا تجاريا و اقتصاديا، إلا أن عملية البناء بقيت إلى حد الآن منوطة بالمواطنين لا المؤسسات، و لحد الآن لا يبدو أن الحكومة جادة لمواجهة هذه الأزمة السكنية. و لكي نستفيد من خبرات الآخرين في البناء و بمتابعة بسيطة لنمط الأبنية في بلدان الغرب كالولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و اليابان، نجد أن غالبية المساكن مكونة من مواد بسيطة ـ و المهندسون أدرى مني بهذا الشأن ـ و غالبية هذه المساكن مبنية من الخشب أو الآجر و بالتالي لا تستهلك الكثير من الطاقة من حيث التدفئة و التبريد، و عملية بناء المساكن ليست شأنا خاصا بالمواطنين، و نادرا ما نجد شخصا يبني بيتا حسب الرغبة، بالتالي تم القضاء على أزمة السكن في تلك البلدان الديمقراطية لأن المسألة تجاوزت كون السكن من "الكماليات" و تم التعامل مع مسألة السكن كـ"أي خدمة ضرورية" أخرى حالها حال الماء و الكهرباء مع تنسيق كامل مع البلديات و الإدارات المحلية في خلق مظهر جمالي منظم للمدن، فتجد الرؤساء الأمريكيين مثلا يعدون "كل مواطن" لا "كل عائلة"!! بأن يكون له مسكن خاص به. أعتقد أننا لو قمنا بعد المبالغ المصروفة على الأبنية السكنية التي تبنى عندنا من "السمنت" و "الرخام" و غيرها من أنواع المواد المستخدمة في البناء، لوجدنا أن كلفتها تعادل بناء ملايين الدور السكنية الكفيلة بتجاوز أزمة السكن في بلاد الذهب الأسود، بالإضافة إلى أن كل منزل من هذه المنازل يحمل مظهرا قبيحا "أشبه بالقلاع الحربية" منه بالبيت و السكن إلى جانب العشوائية في تخطيط هذه المنازل فلا يتشابه بيتان، و المؤسف حقا أن هناك أحزابا من نمط "البعث القـــــــومي" لها يد في ارتفاع أجور المنازل و حتى الإيجارات السكنية، بل إن شركات كورية عرضت على السلطات المحلية بناء مجمعات سكنية و بأسعار مخفضة إلا أن الحزب "المناضل البطل"!! اشترط على الشركات أن تكون للحزب ملكية 55% من هذه الأبنية فما كان من الشركات إلا أن انسحبت، كما أن هذا "الحزب المناضل" ـ و الذي سيسقط قريبا ـ ساهم و للأسف في أرتفاع جنوني لأسعار المنازل و العقارات بلغت حد أن يعتبر شخص أمريكي شراء "فيلا راقية" في أرقى أحياء "واشنطن العاصمة" أرخص من شراء عقار كهذا. نحن في بناءنا نفتقر إلى الرخص و البساطة و السهولة في البناء و سوءا في التوزيع، حيث نجد شخصين يسكنان في قصر مكون من 25 غرفة (عدى المساحات الإضافية)، بينما تعيش ثلاث عوائل ـ قرابة 17 فردا ـ في بضعة غرف (مؤجرة)، إن هذه الطبقية تبقى على الدوام تهديدا حقيقيا لاستقرار المجتمع العراقي و لتذهب التيارات الدينية و القومية اللعينة إلى الجحيم، تلك التيارات التي تحتج على كل شركة تأتي لبناء الإنسان و الوطن بحجة "أن الشركة إسرائيلية أو أمريكية" و أقول لهم: إذا كانت الشركة "الصهيونية ـ كما تسمونها" ستبني للعراقي بيتا و سوقا و مستشفى و مدرسة و مصنعا للعمل؟ فمرحبا و أهلا و سهلا بـ"الصـــــــهـــــيونية". عاش الإنسان العراقي و ليذهب المتخلفون للجــحـــيم . كتب: سهيل أحمد بهجت - بغداد - خاص - - |
التعليقات (0)