وزير الري يشير لأزمة مياه قادمة.. مطالبة النظام التحاور مع الاخوان والجماعة تحذر من توريث جمال
31/03/2009
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن كلمة الرئيس مبارك، في مؤتمر القمة العربي في العاصمة القطرية، الدوحة التي القاها نيابة عنه صديقنا الدكتور مفيد شهاب الدين وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، وإلقاء القبض على العاطل أشرف محمود أحمد الذي ألقى كرات من النار على الأكشاك ومغالق الاخشاب في حي الشرابية تسببت في حريق هائل، واعترافه بأنه فعل ذلك انتقاما من الأهالي لأنهم كانوا يبلغون الشرطة عنه، وإعلان مساعد وزير الداخلية ورئيس قسم الإعلام والعلاقات، صديقنا اللواء حمدي عبدالكريم، بأن الوزير اللواء حبيب العادلي أمر بتوزيع الحقيبة الطبية والمثلث العاكس، اللذين اشترط قانون المرور وجودهما في المركبات، مجانا، وإنقاذ السلطات الليبية ستة وثلاثين مصريا، غرق بهم مركب قبل تهريبهم لأوروبا وغرق عشرة منهم، وقيام عدد من العاملين في إدارة أطفيح التعليمية بمحافظة حلوان بالتظاهر احتجاجا على قرارات إلغاء تعديل الوضع الوظيفي لهم الذي صدر به حكم من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بأن من حق الحاصلين على الإعدادية الترقي إذا حصلوا على شهادة عليا أو متوسط، وكانت الإدارة قد ألزمتهم بالتوقيع في عقود العمل على عدم المطالبة بتعديل وضعهم إذا حصلوا على شهادات عليا أثناء مدة العمل، كما ألزمت الحاصلين على مؤهلات عليا وقبلوا العمل في وظيفة ساع أو عامل نظافة المطالبة بتعديل وضعه.
وكان كاريكاتير زميلنا بـ الأخبار والرسام الموهوب مصطفى حسين أمس - عن شاب حاصل على مؤهل عال ويبيع البطاطا على عربة يد، يكتب خطابا لوالدته يقول لها فيه.
- واعرفك يا والدتي العزيزة اني تخرجت من الكلية في فرع الحديد والصلب قدام الفرن.
وأشارت الصحف الى الحادث المأساوي الذي ابتلي به زميلنا وصديقنا وعضو مجلس الشعب حمدين صباحي، بمقتل شقيقته على يد خادمتها التي سرقت مشغولاتها الذهبية وعندما أرادت الهرب بالقفز للبيت المجاور سقطت في الشارع وماتت، وعقد رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف اجتماعا لبحث خطة تطوير منطقة شمال الجيزة التي ستحدث في المساحات التي ستخلو بعد إزالة مطار إمبابة، وتصريحات وزير الري - الدكتور محمد نصر الدين علام، التي ألقى فيها اضواء على المشاكل التي ستواجهنا في نقص المياه والتي يعاني منها كل من مشروع ترعة السلام في سيناء وتوشكى في الجنوب بأنه تم تكليف فريق من أساتذة الجامعات لوضع تقييم للمشروعين يشمل الايجابيات والسلبيات في مدة أقصاها شهر، وخلق رأي عام بتبصيره بحقيقة أن مصر مقبلة على مشاكل مياه.
ونحن ندعو الله أن تنزل رحمته على هذا الشعب المسكين.
فضيحة وزارات الحكومة ومافيا الاراضي
ونبدأ بحكومة البيزنيس وما أشبه، والقضية التي ضبطتها الرقابة الإدارية لنائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية بالتلبس وهو يتلقى الرشوة، وتورط آخرين معه، مما دفع زميلنا وصديقنا بـ الوفد محمد أمين لأن يقول يوم السبت: ولم يسأل أحد نفسه سؤالا: لماذا وزارة الإسكان، ولماذا هيئة المجتمعات، ولماذا أجهزة التعمير في المدن الجديدة، والإجابة بسيطة لأنها ترتبط بمافيا الأراضي، وترتبط بأصحاب الذمم الخربة، وتحقيق الثراء الفاحش من بيع مصر، من الأراضي مرة، والشركات مرة أخرى، وفي كل قضية مسؤول كبير وواحد من بنات الجنس الناعم، على ملعب مدينة 6 أكتوبر، فأي أعمال يقوم بها رجال الأعمال في مصر، لا شيء، وأي بيزنس يقوم به رجال الأعمال، لا شيء، غير بيع الأراضي وتحقيق مئات الملايين الحرام، وأي عمل تقوم به سيدات الأعمال، لا شيء غير التوسط بين التنفيذيين وغيرهم، والنتيجة بيع مئات الآلاف من الأمتار، بينما هناك آلاف من البشر وملايين ينتظرون مائة متر ليقيموا عليها أربعة حوائط، ولا يجدون، فماذا يفعل الوزير أحمد المغربي الآن، وهو يصحو كل يوم على فضيحة، فهل يفتح الوزير الباب لتسليم الأراضي للمستحقين بدلا من تركها، ليبيع ويشتري فيها رجال المافيا بوزارة الفساد، الإسكان سابقا.
امراض السمك الفيتنامي تشعل حربا وزارية
وفي مجلة أكتوبر هاجم زميلنا عاطف عبدالغني تضارب المعلومات حول سمك الفيليه الفيتنامي، وهل هو ملوث أم لا، وقال: ماذا عن السمك الفيليه هل هو خال من الميكروبات ومسببات الأمراض طبقا لتقارير وزارتي الصحة والزراعة أو أن رخص سعره وراء هذه الضجة المثارة حوله؟ أفيدونا يا سادة وارحمونا، ليس من الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي، لكن على الأقل من وسواس الشك والقلق.
أما صاحبنا اليساري الحاقد على رئيسنا، والحاسد له ولنظامه، وهو إبراهيم السايح، فقال في البديل يوم الاثنين: منذ أيام - قال الوزير مفيد شهاب إن مصر دولة نامية متخلفة فهاج ضده السادة نواب الحزب الوطني وتقدم بعضهم باحتجاجات رسمية قالوا فيها إن الوزير أساء لسمعة مصر بهذا الكلام الكاذب حيث إن مصر ليست نامية أو متخلفة ولكنها دولة عظمى!! وقبل ذلك بعدة أيام كان المجلس الموقر يناقش مسألة تفويض رئيس الجمهورية في التعاقد على صفقات السلاح دون الرجوع الى الشعب أو البرلمان، وقال بعض النواب إن التفويض يمثل انتقاصا من سيادة الشعب وسلطة المجلس، انتفض السادة نواب الحزب الوطني الذين استدعاهم المجلس من منازلهم - وانتفض معهم بعض نواب المعارضة والمقاومة والقومية العربية، عشقا وهياما وثقة وإيمانا في الزعيم المزمن بطل الضربة الجوية الأولى والأخيرة، والذي يتولى - وحده - مهمة الدفاع عن الوطن والعروبة والإسلام!!
وخلال الشهر الحالي - فقط - هاج المجلس الموقر ضد الوزير رشيد محمد رشيد بسبب تصريحات موضوعية أدلى بها حول الأحوال الاقتصادية في البلاد وحول أداء وزارته وحكومته، ثم هاج المجلس ايضا ضد تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي دان فشل وخيبة وفساد الحكومة هذا العام وكل عام، برلمان خائب قتله التزوير والتدليس والمصالح الشخصية والجهل والاستقطاب وعبادة السلطة، وكلما حاول أحد الوزراء العودة الى الحق أو الصواب أو يقظة الضمير، يواجهه النواب بثورة عارمة خشية تفشي عدوى الصدق في صفوف الشعب أو الحكومة مما يهدد فرص التزوير الكامل للانتخابات القادمة!.
والآن، ماذا أفعل مع هذا الذي يمتلىء حقدا وحسدا، على بارك الله لنا فيه بحيث يزج به في أي مشكلة؟ وهل هذا سؤال يحير مثلي؟ نتجاهله طبعا، على طريقة، يبقى يقابلني بعد كده لو وجدت أحقاده مكانا لها في التقرير، وهذا التعهد يذكرني بنكتة قديمة جدا، منذ الستينيات، عن مجموعة من أشقائنا السودانيين كانوا يعملون في دولة خليجية.
ووصل إلى أحدهم خطاب - ولم يكن موجودا، ففتحه زملاؤه وقرأوا فيه، أن شقيقه يبلغه بوفاة والده، واحتاروا هل يبلغونه الخبر عندما يعود أم لا، واحتكموا إلى زميل لهم مشهور بالحكمة وحسن التعرف، فقال لهم، اتركوها لي، وعندما وصل، أخذه الحكيم جانبا، وقال له: - انت بقالك أد إيه ما شفتش أبوك؟
فقال له - كتير. فرد عليه: وآدي دقني لو شفته تاني.
الفجر: وزير التجارة مسافر والاقتصاد منهار
ثم نعود سريعا الى الوزراء، وخاصة وزير الصناعة والتجارة المهندس رشيد محمد رشيد الذي نشرت الفجر الأسبوعية المستقلة موضوعا عنه، باعتباره سبقا صحافيا، قالت فيه: المهندس رشيد وصيف الدكتور نظيف فهو في موقف لا يحسد عليه، فهو يدفع ثمن طموحه وتدخله المستمر في اختصاصات رئيس الوزراء والوزراء مستغلا قربه من الرئيس خلال الفترة الأخيرة ومصاحبته له في بعض السفريات الخارجية.
وترك رشيد الأزمات تشتعل في اختصاصاته خاصة في الأسمنت والأرز وتفرغ لضرب 3 وزراء وهم الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار وزهير جرانة وزير السياحة والمهندس سامح فهمي وزير البترول، البداية كانت مع محيي الدين الذي يعد أقوى منافس لرشيد في المجموعة الاقتصادية والذي يتمتع بعلاقة وطيدة بأمين السياسات جمال مبارك، تدخل رشيد في قطاع التجارة الداخلية خاصة في سياسة العمل بالمجمعات الاستهلاكية التي تتبع وزارة الاستثمار كما تخلى عن محيي الدين في مشروع الصكوك الشعبية ورفض مساندته والوقوف بجانبه.
الرئيس يتدخل بخطة رشيد للطاقة
وتدخل رشيد في اختصاصات زهير جرانة وزير السياحة خاصة في عمليات تخصيص الأراضي وكان آخرها في محافظة الفيوم، كما زادت تدخلات رشيد في اختصاصات المهندس سامح فهمي وزير البترول حيث انفرد رشيد بالإعلان عن خفض أسعار المازوت متجاهلا العرض على رئيس الوزراء ووزير البترول والمجلس الأعلى للطاقة.
وتهدد خطة رشيد بتحرير وخفض أسعار المازوت بحدوث خلل في منظومة الطاقة وزيادة نسبة تسريب المازوت بعد انخفاض اسعاره كما يحدث حاليا في أنابيب البوتاغاز، كما تهدد خطة رشيد بأزمة في المازوت بعد استقرار أسعاره. وجاءت زيارة الرئيس مبارك لمواقع البترول في الصحراء الغربية وإشادته بالإنجازات التي تجري هناك بمثابة دعم ومساندة للوزير سامح فهمي وتسبب ذلك في ارتباك شديد لوزير التجارة خاصة بعد قيام الرئيس ايضا بتكليف محمود محيي الدين ببحث موضوعات مهمة بعيدا عن المجموعة الاقتصادية، بالإضافة الى استمرار وزيادة مساندة المغربي لجرانة في مواجهة ضربات رشيد.
وتراجع نفوذ رشيد داخل الحكومة بعد التعديل الأخير وكشفت مصادر رفيعة المستوى لـالفجر تعرض الوزير لموقف لم يحدث له من قبل بسبب استجواب الاحتكار ورفع الأسعار الذي تمت مناقشته في مجلس الشعب أوائل الأسبوع الماضي.
مبارك يمنع وزير الصناعة
والتجارة من السفر لامريكا
قالت المصادر إن الرئيس مبارك منع رشيد من السفر للولايات المتحدة الأسبوع الماضي عندما علم باعتذاره عن الرد على استجواب الاحتكار وارتفاع الأسعار بسبب ارتباطه بالسفر إلى الولايات المتحدة تضمنت تعليمات الرئيس لنظيف بتكليف رشيد شخصيا بالرد على الاستجواب وأن ذلك أهم من السفر لأمريكا.
وفي الحقيقة، فأنا أشك في الكثير من المعلومات الواردة في هذا التقرير، لأن وزير البترول سامح فهمي لا يواجه مشكلة من جانب رشيد بالمرة، انما مشكلته مع رئيس الوزراء ووزير الاستثمار والمالية يوسف بطرس غالي، لأن هذا الثالوث هو الذي تبنى وسعى لتنفيذ خطة لبيع معامل تكرير البترول، وشركات الوزارة، كلها، بدون استثناء، ورفضوا أشقاء، لا شيء اسمه صناعات استراتيجية، ولم يوقف هذا المخطط إلا تدخل الجيش وأجهزة الأمن، بل وصل الأمر الى حد أن رئيس الوزراء نفسه منذ أكثر من سنة وكان في زيارته لدولة الإمارات، اتفق مع مستثمرين على بيع معامل التكرير المملوكة لوزارة البترول ولم يكن سامح فهمي موجودا معهم، ولم يعلم بالأمر إلا من رئيس احدى الهيئات التابعة له كان موجودا ضمن الوفد وفوجىء بما يحدث، فأسرع بالاتصال بالوزير، وكان الحل السريع هو تسريب المعلومة الى زميلنا المحرر الاقتصادي بمجلة المصور غالي محمد الذي فجر الفضيحة وما حدث في الإمارات، ولم يرد نظيف أو محيي الدين أو يوسف غالي.
الاهرام مصدومة
من تفشي الفساد بالمجتمعات العمرانية
أما في أهرام الأحد، فقد أبدى زميلنا شريف العبد عظيم دهشته من تفشي الفساد في هيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان بعد إلقاء القبض على عدد من المسؤولين، قال: فوجىء الرأي العام منذ بضعة أيام بأن أجهزة الرقابة تعلن القبض على مساعد نائب وزير الإسكان وهو الرجل الذي له سلطة توزيع أراضي الدولة وكان واجبا ومفترضا أن يحسن اختياره وفقا لمعايير النزاهة التي يتم الإعلان عنها دائما، فإذا به متهم بتقاضي رشاوى قدرها 2.5 مليون في عدة أسابيع من اصحاب الشركات وفقا لما أعلنته الصحف القومية، وقدرت الجهات الرقابية حجم الرشاوى التي حصل عليها بنحو 15 مليون جنيه فعلى أي أساس تم اختيار هذا الرجل؟
وعلينا أن نتساءل عن هؤلاء المحظوظين الذين حصلوا على هذه الأراضي دون وجه حق وعن طريق الرشاوى، ألا يجب الإعلان عن أسمائهم ومحاسبتهم لأنه لولا مبادراتهم الحميدة في رشوة المسؤول أو إغرائه بالأموال لما كان الفساد قد استشرى الى هذا الحد في عمليات توزيع الأراضي.
ويبدو أن شريف لا يعرف الحقيقة رغم أنها كانت موجودة في كاريكاتير زميلنا بـالأسبوع محمد الصباغ وكانت عن مسؤولية لصوص وهم يغادرون الأراضي المصرية، وفي وداعهم الحكومة.
الاهرام تستهجن انتشار
زبيبة الصلاة لدى الكثير من المصلين
وثاني المعارك ستكون من المصري اليوم يوم الاثنين وصاحبها زميلنا بـ الأهرام نبيل شرف الدين، وكانت ضد ظاهرة انتشار زبيبة الصلاة على جباه الأتقياء، من السجد، والركوع، وهو ما أغضبه من هكذا زبيبة، فقال عنها: حالة الإدعاء السمجة التي تنطوي عليها ظاهرة الزبيبة في مصر لم تعد تخطئها العين، إذ أصبحت متكررة على نحو تجاوز الحواجز الاجتماعية والثقافية كافة، واخترقت هذه الظاهرة طبقات لم تكن طيلة تاريخ مصر قابلة للاختراق، حتى انه لم يعد أمرا مستغربا أن تشاهد تلك الزبيبة الشعار على جباه بعض كبار القضاة، والجنرالات والسياسيين من شتى المشارب ناهيك عن الموظفين والعمال والفلاحين وبقية أمة لا إله إلا الله في شتى ربوع المحروسة، تزعجني وتؤذيني لأنها تنطوي على قدر من الإدعاء وتكرس للمتاجرة بالدين وتمزق المجتمع بين هويات دينية وتسهم في خداع الناس، فمثلا حين يدفع صاحب متجر جميع العاملين لديه لأن يلتزموا بمظهر ما بأن تكون سيماهم على وجوههم، وهذا لم أسمع به بل رأيته وكنت شاهدا عليه في حياتي الاجتماعية والتاجر هنا ابن سوق يعرف من أين تؤكل الكتف ويبيع الناس كل ما يمكن بيعه سواء كانت أوهاما أو ذهبا لا فرق المهم أن هناك من يشتري لأن مظهر البائع التقي سيكون مدعاة لثقة الناس بأن هذا متجر مبارك. واللافت هنا أن الزبيبة باتت - فيما يبدو حكرا على المصريين فلم أشاهد هذه النسبة من الزبايب في بلدان عربية وإسلامية سافرت إليها كما هو الحال في مصر، أما الأكثر غرابة: فهو لماذا تظهر الزبيبة على جباه الرجال دون النساء مع أن الصلاة ليست فريضة ذكورية مثلا بحرص النساء على مظهرهن، مما يحول دون تعمدهن إظهار تلك (الزبيبة المباركة).
أما خبيب صحيح، ماذا يقصد بمتجر مبارك، والزبيبة المباركة؟! على العموم، أنا كنت دائم الشك فيه، وقد تأكدت شكوكي فيه الآن.
الشروق: أول من كشفت قصف اسرائيل للسودان
وإلى زملائنا الصحافيين ومعاركهم بادئين بالهجوم الذي شنه زميلنا والمحلل السياسي الكبير ورئيس مجلس تحرير جريدة الشروق اليومية المستقلة، سلامة أحمد سلامة يوم السبت ضد زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، وعضو مجلس الشورى المعين بقوله عنه دون ذكر اسمه وهو يعلق على رد فعله تجاه الخبر الذي انفردت الشروق به عن الغارات على السودان، ونقلته عنها المحطات والصحف العالمية، وكان عبدالله قد سخر من الخبر وأكد استحالته، فقال سلامة: هناك من لا يعمل ويشقيه أن لا يعمل الآخرون، عبارة قديمة قالها طه حسين، وفي مصر الآن اصبح هناك ايضا من لا يفكر ويشقيه أن يفكر الآخرون، أو يستخدموا عقولهم، وينتشر هذا الاتجاه بصفة خاصة بين عدد كبير من الكتاب والصحافيين الذين يتبوأون مناصب الإعلام والتوجيه والتنوير، فهم أسرع من يكونون حماسا الى الهدم والتشكيك دون ذرة ذكاء أو لحظة مراجعة، هؤلاء هم الذين يجلسون على حجر السلطة ويرضعون من لبنها دون عناء أو مشقة، فلا يفرزون غير السموم والأطعمة الفاسدة، وقد يكون في هذا الحادث درس للأدعياء الذين يلعبون على هامش الصحافة، ولو كانوا يدركون حجم المشكلات والأخطار والمتغيرات التي تتعرض لها مصر والمنطقة العربية لأنفقوا جهودهم فيما يفيد، وكفوا أيديهم وأقلامهم عما لا غناء فيه ولا طائل تحته.
موت السبق في الصحافة المصرية
ويوم الاثنين استأنف زميلنا في الشروق عماد الدين حسين المعركة قائلا: جميع الإعلاميين في مصر يتحدثون ليل نهار عن القيم المهنية، وأخلاق المهنة، وميثاق الشرف الصحافي، ومصطلحات ضخمة كبيرة، لكن 99% منهم لا ينفذ شيئا مما يقوله.
السبق الصحافي العالمي الذي انفردت به الشروقخلال الأسبوع الماضي بشأن العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على السودان، كشف حقائق كثيرة وغريبة لا تمت إلى عالم الإعلام والصحافة بصلة، وبعيدا عن الغيرة المهنية أو حتى الحقد المهني تطبيقا للمثل القائل ما عدوك إلا ابن كارك فإن قصة السودان الأخيرة كشفت شيئا في غاية الغرابة، وهو أن الإعلام عموما والصحافة في مصر خصوصا ينفردان بأشياء يستحيل وجودها في أي مكان آخر، الشروق انفردت بالقصة فكان الطريف أن صحفا كثيرة في مصر رفضت أن تشير من قريب أو بعيد الى الخبر، وكأنه لم يحدث.
لو حدث ذلك في أي دولة محترمة لقامت الدنيا ولم تقعد، لكنه يحدث في مصر، وكأن شيئا لم يكن لأنه للأسف، فإن صحفا كثيرة شعارها الرئيسي ليس إرضاء القارئ بل إرضاء من بيده الأمر والنهي والدفع.
كنت ساذجا وواهما حينما اعتقدت أن مثل هذه الأشياء الغريبة لا يقع فيها إلا الصغار أو عديمو الموهبة، لكن عندما يفعل ذلك عن عمد كل من يدعي المهنية والحيادية وعرض كل وجهات النظر، فإن الأمر يدعو الى الأسى ويقدم صورة قاتمة لمستقبل الصحافة في مصر.
مشكلة الصحافة في مصر وفي قلبها الأخلاقيات المهنية ليست بسبب التضييق الحكومي فقط، لكنها اصبحت داء يستوطن غالبية الممارسين لهذه المهنة وكم من جرائم ترتكب باسم المهنة!.
حدث هذا، بينما انشغل عبدالله كمال، في نفس اليوم - الاثنين - بمعركة أخرى في احدى فقرات بابه ـ ستة في ستة ـ التي يوقعها باسم جدول الضرب، وهي: صحافي بـالأهرام، قاد الاحتجاجات الأخيرة في المؤسسة تظاهرا وكتابة ودعاية فضائية، تمت استضافته صباح يوم الجمعة في برنامج صباح الخير يا مصر حيث عرض الصحف واشاد عشرات المرات بصحيفة مستحدثة وسبقها الصحافي المغوار، فهل غفر له الأهرام، أم يعضده التليفزيون؟.
الكرامة: موقف الإخوان من التوريث حاسم
وإلى الإخوان المسلمين، وهجوم استاذ الجامعة الإخواني وعضو مجلس الشعب السابق الدكتور محمد جمال حشمت على النظام في عموده ـ قذائف الحق - بجريدة الكرامة لسان حال حزب الكرامة - تحت التأسيس - ناصري - وقوله فيه: فمن غير المفهوم كيف تحوز القوى الصهيونية التي تحتل فلسطين ثقة وود النظام الحاكم في مصر بينما لا تمنح الفرصة لحوار مع أبناء الوطن من القوى الوطنية مهما كان عمق الخلافات الداخلية، فغير متصور - لكنه واقع، أن أولمرت وليفني وباراك ومن قبلهم بيريز وشارون أقرب لنظام الحكم في مصر من أبناء مصر من الإخوان المسلمين والقوميين واليساريين وغيرهم من القضاة وأساتذة الجامعات والأطباء والعمل والموظفين ممن يحرمون من حقوقهم الطبيعية في بلدهم لأنه لا حوار معهم!.
طبعا، من مصلحة الإخوان أن لا يتحاور معهم النظام لأنهم قد يفكرون فيما حذرهم من الوقوع فيه واحد منهم وهو زميلنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس، الذي قال في نفس عدد الكرامة وكأنه يرد على حشمت: موقف الإخوان المسلمين من التوريث المتوقع بالغ الأهمية بل وأراه بمثابة القول الفصل في نجاحه أو فشله، ويا خوفي من أن يقعوا خديعة لولي العهد جمال مبارك الذي قد يعطيهم بعض الامتيازات لحين تقوية قبضته على الحكم ومن منطلق الحب للإخوان الذين أتشرف بالانتماء إليهم أقول لهم احترسوا جدا جدا، فالتوريث مرفوض مرفوض وعندي امل كبير في أن تتجنب كبرى الجماعات الإسلامية الوقوع في تلك الغلطة القاتلة.
الجمهورية تسخر من نظريات الاقتصاد الإسلامي
وتعرض الإخوان يوم الاثنين الى عدة غمزات من زميلنا رئيس تحرير الجمهورية وعضو مجلس الشورى المعين، محمد علي إبراهيم في بابه - مختصر ومفيد - هي: سؤال لأصحاب نظريات الاقتصاد الإسلامي والإخوان المسلمين، إذا تواجد مسلم في بلد ليس به مصارف إسلامية هل يحول أمواله لأهله من بنك ربوي وإذا حدث ذلك وقبل البنك الإسلامي، التحويل أليس هذا - وغيره - تعاملا مع الربويين؟
- صحيفة الدستور الإخوانية صارت تنقل مانشيتاتها عن الصحف الإسرائيلية وتسوقها للقراء في مصر على أنها حقائق! هل يكره الإخوان إسرائيل كشعارات ويصدقونها إذا ما كان الأمر يتعلق بالإضرار بمصر.
- مهدي عاكف المرشد العام للإخوان يفكر في عدم ترشيح نفسه، تفتكر ممكن تبوظ أكثر من كده، أناشدك البقاء لأنك لو استقلت مش حنلاقي حد نلاعبه اترك لنا عنوانك إذا كنت مصمما.
وصحيفة الدستور ليست إخوانية، وعليه مراجعة معلوماته، ويتابع ما ينشر فيها من هجمات على الإخوان من وقت لآخر من عدد من محرريها وعلى رأسهم رئيس تحريرها إبراهيم عيسى.
القمة العربية وانتقال
حروب العرب من الرعي للفضائيات
وأخيرا إلى القمة العربية وأنظمة حنا للسيف، حنا للخيل، التي قال عنها زميلنا بـالأخبار وإمام الساخرين أحمد رجب يوم الاثنين: العرب منذ نشأتهم يقتتلون في ما بينهم، فلما سكنوا الحضر تحولت حروبهم من القتال على المراعي والماء الى خلافات في الرأي والمعتقدات اتخذت في شكلها النهائي سنة وشيعة وفي عالم متحضر قرر نبذ الحروب، رأى كبار قادة العرب أن يكون قتالهم مرة واحدة في السنة خلال شهر مارس إله الحرب والضرب وشتائم الفضائيات.
لا، لا، هذا كان زمان، وسوف ينتهي الآن، عندما يسمع العرب نصيحة مخلصة خاصة إذا جاءت من جميلة، رقيقة مثل زميلتنا سناء السعيد، وقولها في الأسبوع:
قمة الدوحة يمكن أن تنجح في رأب الصدع وحسم المواقف واتخاذ القرارات من خلال خريطة عمل واحدة تساهم في وضعها كل الدول العربية بعيدا عن دبلوماسية العناق والقبلات.
ليت العرب يخرجون من قمة الدوحة وقد طووا صفحة الماضي بكل عثراته وهزائمه، ليتهم يعتمدون أسلوبا اكثر نجاعة من أساليبهم العقيمة التي عفا عليها الزمن، ليتهم يتبنون مقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغييرات الحادثة حولهم بما يدفعهم الى تغيير النمط وأسلوب إدارة الأزمات، ليتهم يتوجهون بعلاقاتهم مع كل الدول بحيث لا يصبح هناك إصرار على عزل دولة إسلامية كإيران أو معاداتها فهذا بالقطع لا يصب في مصلحة العرب على المدى البعيد.
ابرز معاني كلمة مبارك
في القمة التي القاها مفيد شهاب
وعلى طريقة ختامها مسك، ننهي هذه القضية في تقرير اليوم، بأبرز ما جاء في كلمة بارك الله لنا فيه، التي ألقاها نيابة عنه، صديقنا الدكتور مفيد شهاب، قال - وأنعم بما قال: ان مصر قد تجاوبت مع الجهود الرامية لتجاوز بعض الخلافات، متطلعة لمصالحة عربية حقيقية وشاملة واعية للتحديات التي تواجه أمتنا، ومدركة لمسؤوليتها في جمع الشمل العربي وتحقيق المصالح العربية.
وهنا أود أن أشــــير إلى بعض مرتكـــزات التناول المصري لهذا الموضوع الهام.
اولا: أن المصالحة لا بد أن تتأسس على المصارحة والوضوح، فلا مجال للمواربة أو لإخفاء الحقائق أو انكارها أو تجاهلها، فالمكاشفة هي الطريق لتجاوز الخلافات، اما المصالحات التي لا تقوم على هذا الأساس فستظل ذات طابع شكلي هش، وهو ما لا نرضاه أو ترضاه شعوبنا.
ثانيا: أن مصر تحمل كل التقدير لكافة الدول العربية الشقيقة، كبيرها وصغيرها تقدر أدوارهم وإسهامهم المادي والمعنوي في دعم قضايا أمتنا، كما تعلم مصر أن دورها وإسهامها هما موضع تقدير عالمها العربي فإذا ارتضينا ذلك قاعدة لتعاملنا فلن يكون هناك مجال لشطط يفتقر الى الفهم السليم والاحترام المتبادل، على نحو يعرض العلاقات العربية لاختبارات قاسية، صحيح أن مصر - بدورها ومسؤوليتها - تترفع دوما عن الصغائر إلا أنه لا ينبغي في المقابل أن يستعديها أحد من الأشقاء، أو أن يتقول عليها بالتصريح او الغمر واللمز، كما لا يجب أن يكون دور مصر مسوغا للهجوم عليها أو للتجاوز في حقها، ثالثا: ان احترامنا لبعضنا البعض - فعلا وقولا - يفرض الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دولنا، صحيح أن الانفتاح الديمقراطي في بعض مجتمعاتنا قد يغري البعض بأن يسعى للزج بنفسه في أمور لا تعنيه، إلا أنه من المهم أن يدرك الجميع أن محاولات التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة هي محاولات مرفوضة، تستعدي الدول بعضها على البعض، وقد تصل بالعلاقات الى مراحل التأزم والمواجهة، وهو ما يجب تفاديه.
رابعا: لقد أصبح إعلامنا العربي يلعب دورا هاما ومحوريا في عصر الفضائيات، ومن مصلحتنا جميعا أن ندعم الإعلام العربي الواعي والمسؤول، ومن المهم أن يكون الإعلام العربي، حكوميا كان أو غير حكومي، على مستوى المسؤولية، وأن يلتزم في مادته الإعلامية بالحقائق، وينأى عن تأجيج الخلافات بين الدول والشعوب العربية.
خامسا: ان تنقية الأجواء العربية تحتم تكثيف التشاور فيما بيننا، وقد سبق أن دعوت لتفعيل آلية عقد القمم المصغرة على مدار العام للتشاور والتنسيق فيما بين القادة العرب، حتى نتجنب أن يتحول أي اختلاف عارض الى خلاف فخصومة تستعصي على المعالجة الموضوعية السريعة والسليمة، وأؤكد لكم أن مصر، الشقيقة الكبرى ودولة المقر للجامعة العربية، تفتح أبوابها دائما لكافة القادة العرب، خاصة عندما يتعلق الأمر بإنهاء خلاف أو تحقيق مصالحة الإخوة القادة العرب.
وهكذا يكون كلام الزعماء وإلا، فلا، فإن وافق الآخرون على هذه الشروط، فأهلا وسهلا، وإن لم يوافقوا وتمادوا في عدائهم لنا فستظل مصر كبيرة وراعية، وحامية لهم.
التعليقات (0)