أزمة مياه الشرب........ من الأهواز إلى العراق

قدم برنامج ((من العراق)) الذي تبثه قناة العربية تقريراً إخباري في تاريخ 27/3/2009  حول أزمة مياه الغير صالحة للشرب في مدينة الفاو القريبة من مدينة  رأس الميناء (سر بندر لمن لا يعرف) الأهوازية.

و السبب يعود إلى تحريف إيران لمصب نهر كارون من واجهته الرئيسية (شط العرب) إلى داخل المدن الإيرانية المركزية. و هو بذلك يعيد إلى أذهاننا التقرير الإخباري الذي نشرته قناة الجزيرة قبل عدة سنوات حول مشاريع قصب السكر في مدينة رفسنجان و التي استخدمت فيه مياه نهر كارون لتروية الأراضي الزراعية مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه فيه ثم إلى جفافه.

التقرير شمل صور لمواشي نفقت، و أراض تركها أصحابها، و تهديد لجميع أشكال الحياة، و شكاوي أهالي المنطقة من شرب المياه الملوثة و مطالبتهم للحكومة العراقية أن تعتبر مدينة الفاو منطقة منكوبة.

التقرير الذي نشرته الجزيرة حول أزمة مياه كارون و الذي لم يلتفت إليه أي سياسي من العراق، كان ليكون درساً للعراقيين الشيعة حول كيفية تعامل مع هذه الأزمة القادمة مع إيران التي تعتبر الحليفة الكبرى لأكبر الحركات السياسية الشيعية في العراق، و لكن الأمر أسوأ من ذلك، إذ إن الأزمة قد مرت عليها سنة كاملة و لم تتخذ الحكومة العراقية أية إجراءات بعد.

من الواضح أن تأثير إيران على المشهد السياسي العراقي خصوصاً في الأقاليم ذات الأغلبية الشيعية بات واضحاً. فهذه ليست المرة الأولى التي تقوم إيران بانتهاك حرمة العراق، فبعد سقوط النظام السابق قامت الحكومة الإيرانية باعتداء على مدينة السليمانية بحجة وجود عناصر من قوات حزب العمال الكردستاني في المدينة فقامت بقصفها متجاوزة جميع قوانين و أعراف حسن الجوار، هذا مع العلم بأن إيران تمتلك علاقات قوية مع العراق الحديث.

على العموم فإنني أتمنى للعراقيين أن يكون هذا لهم درساً و خصوصاً للشيعة بعدم الانبهار بشعارات الثورة الإسلامية البراقة و عليهم أن يبدؤوا بطرح سؤال على أنفسهم: إذا كانت هذه الأزمة مرت مع العراقيين سنة و هم يشتكون بهذه الطريقة، فما بال الأهوازيين الذي تمر عليهم ثلاث سنوات منذ بدء مشروع قصب السكر؟