اجتمعت بأصدقاء أتقاسم معهم وجع الكتابة منذ زمن و كنت على أمل أن أجد حالهم على غير حالي حيث أن الإلهام منذ زمن جافاني.
طلبنا بعض القهوة و الشاي و العصير" بزائد سكّر" و هي ميزة لدينا نحن التونسيون.
ففي تونس نعشق السكر و نكثر منه و يحلو لنا نحن كشعب ان نطلب كل شيء " بزائد سكّر". ربما لتخفيف مرارة الأيام او لست ادري لماذا.
على كل دوّن النادل طلباتنا و انصرف.
السؤال الاعتيادي : ما جديدكم؟
حملق كل منا في الآخر و كان السؤال وزر أو كأن الكلام غير الكلام و اشتركنا في الإجابة كأنما جوقة عدّلت : لا شيء جديد!!!!!!!!!
انفجرنا ضحكا و لست ادري ان كانت القهقهات التي سمعتها ضحكا ام نواحا...ربما لان شرّ البلية ما يُضحك فقد حاولنا ان نخفف مرارة الموقف.
فأزمة حقيقية حين تُصادق الكتابة أن يُجافيك الإلهام. و ما الكاتب إلا امتداد لمجتمعه و مرآة له.
دار بيننا نقاش طويل فقال منا من قال:
- هي أزمة عواطف. فالكتابة حالة عاطفية بالنسبة لي...
علّقت صديقتنا جميلة الرقيقة :
- هي أزمة أفكار. فالكتابة فكر و أفكار و إذا غابت الأفكار شحّ القلم.
اطرد صديقنا الضاحك الضحوك المكلف بعمود في جريدة الشروق :
- هي أزمة مجتمع...إذا سادت التفاهة فمن أين لنا برجاحة العقول و سخاء القلم؟
قاطعنا النادل الذي بعد غياب وصل و هو يضع أمام كل منّا ما طلب و يعلمنا ان تعديلا طرأ فليس في المحل ذرّة سكر لذلك تم إعداد طلباتنا من دون سكر و كنا قد شددنا عليه اننا نريدها " بزائد سكّر".
اوقفنا السجال الذي كان بيننا يدور بعد ان ايقن كل منا انها "ازمة سكر"
ختام البرڨاوي
تونس في 13 اكتوبر 2010
التعليقات (0)