مواضيع اليوم

أزمة سكّر

ختام البرقاوي

2010-11-30 08:16:31

0

اجتمعت بأصدقاء أتقاسم معهم وجع الكتابة منذ زمن و كنت على أمل أن أجد حالهم على غير حالي حيث أن الإلهام منذ زمن جافاني.
طلبنا بعض القهوة و الشاي و العصير" بزائد سكّر" و هي ميزة لدينا نحن التونسيون.
ففي تونس نعشق السكر و نكثر منه و يحلو لنا نحن كشعب ان نطلب كل شيء " بزائد سكّر". ربما لتخفيف مرارة الأيام او لست ادري لماذا.
على كل دوّن النادل طلباتنا و انصرف.
السؤال الاعتيادي : ما جديدكم؟
حملق كل منا في الآخر و كان السؤال وزر أو كأن الكلام غير الكلام و اشتركنا في الإجابة كأنما جوقة عدّلت : لا شيء جديد!!!!!!!!!
انفجرنا ضحكا و لست ادري ان كانت القهقهات التي سمعتها ضحكا ام نواحا...ربما لان شرّ البلية ما يُضحك فقد حاولنا ان نخفف مرارة الموقف.
فأزمة حقيقية حين تُصادق الكتابة أن يُجافيك الإلهام. و ما الكاتب إلا امتداد لمجتمعه و مرآة له.
دار بيننا نقاش طويل فقال منا من قال:
- هي أزمة عواطف. فالكتابة حالة عاطفية بالنسبة لي...
علّقت صديقتنا جميلة الرقيقة :
- هي أزمة أفكار. فالكتابة فكر و أفكار و إذا غابت الأفكار شحّ القلم.
اطرد صديقنا الضاحك الضحوك المكلف بعمود في جريدة الشروق :
- هي أزمة مجتمع...إذا سادت التفاهة فمن أين لنا برجاحة العقول و سخاء القلم؟
قاطعنا النادل الذي بعد غياب وصل و هو يضع أمام كل منّا ما طلب و يعلمنا ان تعديلا طرأ فليس في المحل ذرّة سكر لذلك تم إعداد طلباتنا من دون سكر و كنا قد شددنا عليه اننا نريدها " بزائد سكّر".
اوقفنا السجال الذي كان بيننا يدور بعد ان ايقن كل منا انها "ازمة سكر"

ختام البرڨاوي
تونس في 13 اكتوبر 2010

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !