مواضيع اليوم

أزمة الصواريخ السورية لحزب الله

Hatem Dawoud

2010-04-27 11:02:13

0

 

أزمة الصواريخ السورية لحزب الله

• الملخص التنفيذي /
- حدثت ضجة يوم الثلاثاء الماضي في صفوف المسؤولين في دمشق وواشنطن في أعقاب إدعاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن سوريا تزود ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية بصواريخ "سكود" والتي بسبب دقتها ومداها تهدد المدن الإسرائيلية أكثر من أي وقت مضى.
- هذا الإعلان الغير متوقع على الرغم من قيام النظام السوري بنفي ذلك الإدعاء بشدة يهدد إشعال حرب جديدة بين إسرائيل وخصومها في المنطقة في الوقت الذي يقوض بصورة أكثر جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتعاطي مع سوريا.
• التفاصيل والتحليل /
- عملية نقل الصواريخ المزعومة تسيطر الان علي سير عملية التصديق التي يقوم بها مجلس الشيوخ الأمريكي لتعيين روبرت إس. فورد سفير في سوريا والذي من المقرر أن يكون أول مبعوث لواشنطن في دمشق خلال فترة زادت عن خمس سنوات وذلك بناء علي توصية الرئيس أوباما.
- قرار الرئيس السوري بشار الأسد على ما يبدو بنقل أسلحة أكثر دقة وذات مدى أبعد إلى حزب الله هو تطور محبط بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يأملون بأن الإنفتاح الدبلوماسي الذي يقوم به أوباما من شأنه أن يؤدي إلى قيام النظام السوري باتباع سلوك معتدل.
- في الوقت الذي تقوم دمشق بتسليح حليفها اللبناني بمجموعة من الأسلحة الفتاكة بصورة متزايدة يتم التشكك لدي الإدارة الأمريكية على نحو أكبر بمصداقية سوريا كشريك للسلام مع إسرائيل.
• تاريخ سوريا في تسليح حزب الله /
- تدفق الأسلحة من سوريا إلى لبنان مستمر منذ عشرات السنين ومع ذلك تؤكد المعلومات في الأشهر الأخيرة بأن التطور التقني لمنظومات الأسلحة المقدمة لحزب الله قد ازداد بصورة كبيرة.
- تدفقت شحنات الأسلحة و الصواريخ الي حزب الله عبر حدود سوريا قبل وخلال وبعد حرب يوليو2006
- تناولت المجلة البريطانية للشؤون العسكرية "جينز ديفينس ويكلي" في أكتوبر 2009 بأن سوريا قامت بتزويد حزب الله بصواريخ "أم-600" وهي نسخة سورية من صواريخ "فتح 110" الإيرانية التي بإمكان نظام توجيهها الأولي أن ينقل حمولة وزنها 500 كيلوغرام وإلى أهداف تبعد مسافة 250 كم.
- في أوائل مارس الماضي ورد تقرير من قسم الإستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي لجنة الشؤون الخارجية والدفاع التابعة للبرلمان الإسرائيلي الكنيست أن سوريا زودت مؤخراً حزب الله بمنظومات دفاع جوي محمولة من طراز "إيغلا – إس". وبإمكان هذه الصواريخ التي تطلق من الكتف إسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار وطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي تقوم بطلعات جوية بشكل روتيني فوق لبنان لجمع معلومات استخباراتية.
- أفادت المعلومات مرة أخرى عن زيادة نقل الأسلحة في أعقاب الجلسة التي عقدها الكونغرس في 16 مارس لسماع شهادة ترشيح السفير المعين فورد. وانتشرت شائعات في مبنى "الكابيتول هيل" بأن سوريا قد سلمت صواريخ "سكود-دي" إلى لبنان.
- لكن هذه التقارير لم تحدد فيما إذا كانت تلك الصواريخ روسية الصنع من طراز "سكود-دي" أو نسخ سورية منها والتي هي أيضاً من طراز "سكود-دي"، ولكنها إصدارات محسنة من الطرازات القديمة لصواريخ "سكود" التي أفادت الأنباء بأن سوريا بدأت تصنعها بكميات كبيرة خلال العام الماضي.
- لكلا النوعين من هذه الصواريخ مدى يصل إلى 700 كم وهذا يعني أن بإمكانها أن تصيب معظم إن لم يكن جميع، المدن الإسرائيلية حتى لو تم إطلاقها من شمال لبنان. ويمكن لكل منها حمل رؤوس كيماوية أو بيولوجية.
• تقييم للموقف السوري الفترة الماضية/
- بعد أقل من أسبوع من قيام وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز بزيارة دمشق 17 فبراير وهو أرفع مسئول أمريكي يزور العاصمة السورية خلال فترة زادت عن خمس سنوات, استضاف الأسد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على مأدبة عشاء في دمشق. وخلال الزيارة سخر الأسد علناً من جهود الولايات المتحدة لإبعاد سوريا عن إيران وتم التأكيد أن حكومته تعد نفسها لأي عدوان إسرائيلي.
- يبدو أن عمليات نقل الأسلحة هذه هي علامة على استمرار موقف الأسد العدواني.
- في الوقت الذي كانت لبنان ساحة المعركة بين سوريا وإسرائيل لفترة طويلة قد يشير نقل هذه الأسلحة إلى أن الرئيس السوري يعتقد بأن الحرب القادمة مع إسرائيل يمكن أن تشمل شن غارات جوية على الأراضي السورية.
- على العكس من ذلك يوجد فرضية أخري هي أن عمليات نقل الأسلحة يمكن أن تهدف أيضاً للضغط على الولايات المتحدة من أجل عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات وهو أسلوب غريب من الواضح أنه غير قابل للتحقيق في الوقت الحاضر.
• تعامل الولايات المتحدة و لبنان مع هذه القضية /
- تمت زيارة السناتور جون كيري لدمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية وحاول التعاطي مباشرة مع الأسد في هذا الموضوع. ولم يتم الإعلان عن نتائج تلك الاجتماعات علناً.
- في الوقت نفسه قامت الولايات المتحدة بعدد من المساعي الدبلوماسية تجاه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري شكت خلالها من نقل الأسلحة. ونظراً لأن الحكومة اللبنانية لا تمارس سيطرتها على الحدود السورية اللبنانية من المرجح أن تذهب تلك المساعي بلا فائدة.
- التعامل الغير المنسقة التي تقوم بها فرنسا والمملكة العربية السعودية والإتحاد الأوروبي والآن الولايات المتحدة نتج عنه شعور بالرضا والسعادة في دمشق لأن هذا يعكس تفوق سوري مما أدى إلى عدم قيام الرئيس الأسد باتخاذ الحذر.
- قرار سوريا إرسال صواريخ "سكود" إلى لبنان يثبت بأن دمشق لا ترغب أن تبعد نفسها عن طهران.
- إرسال سفير أمريكي إلى سوريا في ظل الظروف الراهنة من المحتمل أن يبعث برسالة خاطئة إلى دمشق الأمر الذي سيقوي من عزيمة الأسد بصورة أكثر.
- يوجد وجهة نظر أخري تري أن إرسال سفير إلى دمشق سيحسن الاتصال مع النظام السوري وبالتالي سيجنب حدوث أزمات في المستقبل.
- عودة سفير أمريكي إلى دمشق يمكن أن توفر قنوات لتجاوز الخلافات وتساعد أيضاً على تجنب قيام "حادث غير متوقع" يمكن أن يهدد بإثارة شرارة نزاع في ظل تصاعد التوتر بين سوريا وإسرائيل.
- قدرة الدبلوماسية الأمريكية على تجنب وقوع أزمة تعتمد الآن على الموقع الحالي لصواريخ "سكود".
- هناك صواريخ قد عبرت بالفعل الحدود ولكن من غير الواضح عدد الصواريخ التي ربما لا تزال على الأراضي السورية والتي يحتمل أنها معدة للإرسال إلى حزب الله.
• تداعيات إحتمال تجدد الصراع السوري الإسرائيلي /
- إذا اندلعت المعارك يمكن أن يؤدي ذلك الي صرف الإنتباه الدبلوماسي عن القضية الأكثر إلحاحاً والتي تصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة وهي وقف البرنامج النووي الإيراني.
- في حال وقوع حرب إقليمية فإن ذلك سيؤدي أيضاً إلى انصراف واشنطن عن مهمتها المتمثلة في تعبئة الدعم الدولي لفرض عقوبات دولية على إيران.
- ساعدت الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 على كسر العزلة الدولية التي كان يعاني منها نظام الأسد من خلال الإظهار الواقعي بأنه لا يمكن تحييد حزب الله دون تعاون سوريا وهي عبرة لم تنساها طهران.
- ردت إسرائيل على مثل هذه التهديدات سابقاً بالطريقة التقليدية بقصفها مواقع صاروخية تابعة لحزب الله في لبنان.
- الصراع المقبل قد يشمل شن غارات داخل سوريا أيضاً أو ربما استهداف قوافل أسلحة أثناء عبورها الحدود السورية اللبنانية المليئة بالثغرات.
- على الرغم من أن مخاطر قيام ضربة سورية مضادة هي كبيرة فضربة إسرائيلية ضد سوريا والمعدات العسكرية في لبنان يري الإسرائيليين أن لها ميزة كبيرة .
- معظم القرارات التي ستتخذ للجوء إلى الحرب ستكون مبنية على حسابات إسرائيل الإستراتيجية في شمال البلاد.
- في حالة قيام إسرائيل بتدمير أسلحة حزب الله يمكن أن يوفر ذلك نافذة من الوقت تكون فيها المدن الإسرائيلية تحت تهديد أقل من إمكانية وقوع هجوم صاروخي عليها.
- سيعطي ذلك إسرائيل فرصة مثالية لضرب إيران من دون المجازفة بحدوث انتقام فوري من جانب حلفاء طهران في شمال إسرائيل.
- لن تكون لهذا السيناريو تكلفة مجانية بالنسبة لإسرائيل ولكن نظراً للقلق الذي يهيمن عليها من قيام إيران بامتلاك سلاح نووي قد يقرر الزعماء الإسرائيليون بأن ضرب المعدات العسكرية لحزب الله يستحق المخاطرة.
- التصعيد المفاجئ من جانب النظام السوري يمثل تحدياً آخر لسياسة التعاطي الذي يتبعها أوباما فقد تمكنت الدبلوماسية الهادئة حتى الآن من منع الوضع من التفكك ومن وقوع حرب شاملة.
- مع ذلك إذا استطاعت إسرائيل كشف مواقع صواريخ سكود في لبنان قد لا يدوم هذا الهدوء الخادع فترة طويلة.
- أرسلت تل أبيب أول رسالة لها أمس السبت الي لبنان وحزب الله بإطلاق قنبلة ضوئية علي بلدة العديسة الجنوبية.
- من المتوقع إستمرار حالة الإستنفار الأمني من الجانبين الإسرائيلي وحزب الله علي الحدود بين البلدين.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !