مواضيع اليوم

أريد حقي !

خلـود صالح الفهـد

2009-10-21 20:28:02

0

 

http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/68221

تقول: ذهبت إلى مركز الشرطة لأشتكي، فرفضوا شكوايّ بحجة أن ليس لديّ محرم، وذهبت لـ«الهيئة» لأشتكي، فرفضوا بحجة أنني متبرّجة، وقالوا لي «تستاهلين» ما حصل لك، وما وجدت غير سائق هندي يقدم عني البلاغ، فشعرت بعدها كم أنا غريبة وضعيفة.

بهذه المرافعة الشجاعة، تبدأ المواطنة خلود الفهد، حملتها تحت شعار «أريد حقي فقط»، والتي تهدف منها إلى توعية النساء بحقوقهن، التي لم يتخلين عنها طواعية، بل إن هناك من أجبر هذه المرأة على التخلي عنها، بسبب ضعف آلية الكثير من القوانين التي تحمي المرأة.


كل ما قالته خلود مهم جداً، لكن الأهم منه في نظري هو تلك النظرة الأصيلة للحياة وللحق والعدالة، وهي نظرة إنسانية تستغرب ألا تجدها عند كل الناس، فهي تقول إنها حين مرّت بهذا الموقف الظالم، فكرت «لو كانت صغيرتها هي من حصل لها هذا الموقف، فكيف سيكون رد فعلها؟».

«هذا هو المنطق الحر والأصيل»، وهذه الحملة يجب أن تقودها كل الأمهات، من أجل مستقبل بناتهن، لأنها حملة واسعة المدى تحتاج إلى وقت طويل وعمل مكثف لتتحقق، ربما ليس اليوم لكن لا بد غداً. فهذه الحملات لا بد أن تحرّك وعي النساء بحقوقهن، التي تسبب غيابها في معاناتهن، لكن الألم وحده ليس كافياً لتغيير الأشياء، إن لم يعاضده الوعي.

هناك فرق بين حملة من أجل منع الناس من حق لهم، وحملة من أجل المطالبة بحق، تماماً كالفرق بين حملة «أريد حقي»، وحملة «ولي أمري أدرى بأمري»، فالأولى أصيلة بينما الثانية مفتعلة. فالواقع يقول إن النساء تحت ولاية أولياء أمورهن، ومن تريد أن تستمتع بواقع مسلوب الحقوق، فإن أحداً لن ينكّد عليها هناءتها به، وتستطيع أن تتنازل طواعية عنه، ولن يجبرها أحد على أن تمارس حقها عنوة، ولكن لن يحق لها أن تعمم واقعها هذا على النساء الرافضات له، وللأسف أٌقول إن كثيراً من حركات تغيير الواقع في المجتمعات المتخلفة لا تتحقق عن طريق الوعي، بل عن طريق التقليد، إذ يتحوّل أشد معارضيها إلى أشد الحريصين عليها، تماماً كما حدث في حركة تعليم النساء، فالأجداد الذين عارضوه، صار لهم أبناء يبحثون عن الوساطات ليحصلوا عليه، لكن المحصلة الأخيرة لهذا الوعي المقلد هو انتشار التعليم، فهل في هذا الوعي تقدم للمجتمع وتنوره أم خرابه ودماره؟ ومن كان مخطئاً، من نادى بالتعليم، أم من عارضه؟

 


بدرية البشر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !