أريد بعثةً إلى الموت !
..
لقد فقد عقله .؟ ، نعم لقد حصل ..
في تلك الوشوشة بجانبي كان هذا هو الحديث فيما يتعلق بعبارتي ” أريد بعثة إلى الموت!” ولكن بشرط العودة! ، هل بالإمكانِ فعلُ ذلك أم لا ؟.. ما هي مميزات هذا الإبتعاث ومساوئه .. وما يترتب عليه .. هل هناك شروط لأتقدم على هذه البعثة ؟ هل نسبتي في الثانوية العامة ستحرجني كما تفعل دوماً !
الأسئلة كثيرة .. وفي كل الأحوال أنا أريد بعثةً ولو على حسابي ، لكن سؤالاً مشاغباً يعبث في مخيلتي .. هل بإمكاني الالتحاق بالموت على حساب الأحلام إن كانت نتائجي في الموت رائعة ؟!
وجدت إجابات مختلفة من أصدقائي مختلفي الأفكارِ والتوجهات فذاك رحب بفكرتي وأعلن ثورتي من أجل “الوجودية” التي يدافع عنها وآخر وصفني بنقص العقل وتمردي على الذات الإلهية ..!
لم أرد بحلمي الوليد أن يقفز في كل هذه الأذهان ويحرك كل حروف النقد والمدح .. ولكن كلّ ما في الأمر
أن أموراً كثيرةً أريد أن أراها تتغير ، وبما أني عربي فبالتأكيد أني كسول .. مما يعني أني أريد تغيير هذه الأمور
دون أن أشارك في ذلك .. أنامُ في الليل ..أستيقظ فأجد كلّ ما أحلم بهِ قد تحقق وكل ما أمله قد تيسر .
قفز صديقي إلى أفكاري وقال لي أن هذا ما يمسى بالتواكل .. المشكلة ليست في طريقة معرفته لحبل أفكاري
ولكن في قطعه علي ! ، لم أبالي بكل ما قيل .. على أمل أن يتحقق حلمي الجميل ..
،،
فما أجمل أن أستيقظ في صبيحة ذاك اليومِ الموعود ، يوم عودتي مظفراً بشهادةٍ من الموت
فأحتسي فنجاناً من القهوة ” كما يفعل المفكرون دوماً ! “
وأتصفح مواقعي المعتادة وصحفي اليومية .. فلا أجد هوس التصنيفاتِ المعتاد ولا حرب التيارات اليومي !
أن أجد الرأي الآخر يجد القبول .. ويُناقش بكل أدب ، لا أجد حرب الأعمدة الصحفية والتقارير .. كل فئة ترد بطريقتها على الآخر .. دون أدنى مستوى لتقبّله وكلّ البعد عن نقاشه والتزام المنطق بضرورة وجوده
فلو لم يخلق الندّ لبقيت الكثير من العلوم قابعة في مكانها .. متخلفة عن ركبها .. ليس هناك من يختلف ويشعل ثورة التفكيرِ في أحشاءها حتى يتبين سيئها وتعالج نواقصها ويكمل بذاك شعاعها .
والأهم من هذا كله .. أن أختتم جولتي اليومية بفتح بريد الرسائل .. فلا أجد الكثير من الشتائم ، والأوصاف ، والتصنيفات الحزبية !
التعليقات (0)