أرض اسرائيل.. شواهد تاريخية (1)
وعيا منا بان الشواهد التاريخية والحضارية لهي خير دليل لتحديد هوية الأقوام التي سكنت هذه الديار، وايمانا منا بان هذه الشواهد ما تزال شامخة تنبض بالحياة، فان الواجب الانساني والأخلاقي يحتم علينا تبيان بعض هذه الشواهد التي ما تزال تنطق بالحق، فالسكوت عن الحق شيطان أخرس.
كثيرة هي الشواهد التاريخية التي تحكي قصة الوجود اليهودي وأمجاد الحضارة اليهودية في أرض اسرائيل (فلسطين)، نستعرض منها بعض الشواهد للمثال لا للحصر:
1. أسماء المدن والبلدان: كثيرة هي البلدات والمدن الفلسطينية التي تنضح أسماءها بمصدرها العبري، فعلى سبيل المثال "نابلس" هي تسمية رومانية واما الاسم الأصلي فهو شكيم او شخيم الذي تطفح به الكتب والمراجع العبرية التي فرغ اليهود من تدوينها قبل الفتح العربي بقرون عديدة؛
"جنين" تنطق بمصدرها العبري "جنيم"؛ وبيت المقدس والقدس هي تسميات عبرية بامتياز؛ والخليل هي مدينة يهودية لا غبار عليها وهي منزل أبونا ابراهيم אברהם אבינו واحدى أربع مدن مقدسة لليهود اضافة الى بيت المقدس وصفد وطبريا، ولم يغادر اليهود مدينة الخليل الا بعد طردهم على يد العرب عام 1929؛
وبئر السبع وتحمل اسم "بئير شيبع" وهي مدينة عبرية ورد ذكرها في جميع المراجع العبرية القديمة؛ ويبنة وتحمل اسم "يبني" المدينة اليهودية التي غدت أهم مركز ديني يهودي بعد خراب بيت المقدس في أورشليم في القرن الأول للميلاد؛ وبيسان وأصلها "بيت شان"؛ وشفاعمر وتحمل اسم "شفارعام" التي احتضنت قديما أهم المؤسسات اليهودية الدينية "السنهدرين" ولم يغادرها اليهود الا في عام 1929 ؛
والناصرة وأصلها "نتسيرت" المدينة اليهودية التي نشأ فيها "يشوع" الذي صار يسمى يسوع وعيسى بن مريم؛ وصفورية وتحمل اسم "تسيبوري" البلدة اليهودية التي اشتهرت قديما بعد احتوائها لمؤسسات يهودية هامة؛ وقرية هوشة نالت اسمها من البلدة التلمودية "أوشة" التي شهدت ازدهارا للمجلس اليهودي الأعلى "السنهدرين" ؛ وقرية مدية شاهدة على البلدة اليهودية القديمة "موديعين"؛
وقرية دبورية وتحمل اسم النبية اليهودية "دبورا"؛ وأريحا تحمل اسم "يريحو" التوراتية؛ وقرية تعنك تحمل اسم "تعناخ" التوراتية؛ وسبسطية تحمل اسم الامبراطور الروماني سبستيانوس وكانت تسمى قبل ذلك "شومرون" وهي عاصمة مملكة اسرائيل القديمة؛ صفد وأصلها "تسفات" وهو اسم عبري بامتياز وتعد تسفات من المدن المقدسة لليهود وورد ذكرها في معظم المراجع اليهودية التاريخية؛
طبرية بناها الامبراطور الروماني طيبيريوس وكانت بحيرة طبرية تسمى "بحر الجليل" وهي تسمية عبرية قديمة؛ مرج بني عامر يسميه اليهود "مرج يزراعيل" على اسم البلدة اليهودية القديمة "يزراعيل" وانتقل الاسم الى القرية العربية "زرعين"؛ جبال اليهودية او برية اليهودية تخلد ذكرى مملكة يهودا القديمة التي حرّف الرومان اسمها بعد ثورة اليهود.... والقائمة طويلة لا يمكن حصرها في هذا المقال.
2. أرض اسرائيل هي مهبط الأنبياء اليهود الذين ورد ذكرهم في القرآن: ابراهيم واسحاق ويعقوب هم آباء اليهود الذين تضج بأخبارهم المصادر اليهودية التاريخية والدينية؛ موسى هو "موشيه" سيد الانبياء حسب العقيدة اليهودية وهو النبي اليهودي الذي نزلت عليه التوراة التي تسمى توراة موسى ويسمى اليهود أتباع ديانة موسى تيمنا به؛
نوح القرآني هو نوح التوراتي الذي اقترن اسمه بالطوفان ، وقصة الطوفان التوراتية سابقة على الرواية القرآنية بقرون طويلة؛ آدم هو "أدام" الأول ابو الخلق حسب توراة اليهود؛ شعيب هو "يترو" الذي ذكرته التوراة؛ لوط هو ذاته لوط الذي ذكر في التوراة؛ اسماعيل هو "يشماعيل" الذي ورد ذكره في التوراة؛ هارون هو "أهرون" الوارد ذكره في التوراة أيضا؛ يوسف هو "يوسيف" الذي ذكرته التوراة ولا تختلف حوله الروايتان التوراتية والقرآنية؛
داوود وسليمان هما كبار ملوك اسرائيل الذان أسهبت المصادر اليهودية في ذكر سيرتهم؛ أيوب قصته معروفة في سفر أيوب في التناخ اليهودي؛ ذو الكفل هو "يحزقيل" النبي اليهودي الذي يفرد له التناخ سفرا كاملا؛ يونس هو "يونا" النبي اليهودي الذي يحمل أحد أسفار التناخ اسمه؛ الياس هو "الياهو" النبي اليهودي من أولي العزم وقصته مشهورة في كتاب اليهود "التناخ" ذكرتها أسفار التناخ قبل نزول القرآن بأكثر من ألف عام!!..
اليسع وهو النبي "اليشع" اليهودي وتلميذ النبي الياس؛ زكريا هو النبي "زخاريا" العبراني اليهودي؛ يحيى هو "يوحنان" اليهودي ويعتبر من المبشرين بالديانة النصرانية؛ عيسى هو "يشوع" اليهودي وهو "يسوع" حسب الديانة النصرانية....وكل هذه المراجع سطرها وجمعها ودونها اليهود في أرض اسرائيل (فلسطين) قبل الفتح الاسلامي بعصور طويلة......
بل هذا نزر يسير من أسماء بلدان وشخصيات يهودية لعبت وما تزال دورا مهما وبارزا في حياة الأمة الاسلامية بوجه عام وتاريخ فلسطين بوجه خاص....فكيف يقال ان اليهود "عابري سبيل" في فلسطين وقد سطروا على روابيها وتحت أشجارها كل هذه الشواهد الحضارية الخالدة........
التعليقات (0)