أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!
اصل احنا شعب طيب
و الطيبة فينا بلوى
تاخذنا من قريب
وتجيبا كلمة حلوة
هكذا قال احمد فؤاد نجم ذات مرّة في وصف شعوبنا و لقد أصاب، فهكذا هي شعوبنا: عاطفية الي حد قاتل، و حسنة النيّة الي حد كارثيّ، و جاهلة الي حد يدعو الي الإحباط.
في الماضي غرت شعوبنا انتصارات مصطفى كمال اتاتورك المبرمجة ضد اليونان و القوات البريطانية فتعلقت به الآمال حتى رفعته الجماهير الإسلامية الي عنان السماء قبل ان يكشف عن وجهه القبيح.
بعد ذلك هللت الشعوب لثورة الخميني وظنتها اسلامية غايتها نصرة المسلمين قبل ان ينكشف امرتعاملها العسكري مع اسرائيل و الولايات المتحدة. و قبل ان تتورط في العراق و قبل أن تضع يدها في يد "الشيطان الأحلى" في افغانستان الي حد صرح فيه رفسنجاني بانه لولا التعاون الإيراني هناك لغرقت امريكا في مستنقع افغانستان.
ايمان شعوبنا باسلامية الثورة الخمينية، هو الذي جعلها تضع ثقتها في حزب الله (ذيل ايران في لبنان) و تهلل " للنصر العسكري" الشيعي على اسرائيل، قبل ان ينكشف المستور و يصرح صبحي الطفيل الأمين العام السابق لحزب الله بان الحزب الشيعي المذكور كان يقوم بدور حارس الحدود الاسرائيلية من كل مقاوم يستهدفها. و لعلّ في سقوط سروال حسن نصر الله بتاييده مراجع شيعة العراق في فتواهم عدم مقاومة المحتل الأمريكي أعظم دلالة على أن شعوبنا العربية لم تبرع في شيء قدر براعتها في الرهان على الأحمرة الجربانة الخاسرة.
كما خدعت شعوبنا بالأمس هاهي تخدع اليوم باخواني ديماغوجي تركي ذليل و عاجز و غوغائي هو الطيب اردوغان الذي هبّ بكل شجاعة (هذا في حسبان الشعوب العاطفية) الي تحدي اسرائيل و فك الحصار لمساعدة اخوان العقيدة و الدين في فلسطين!) و الحال ان السياسي التركي الخنوع قد باع دينه للشيطان حين رضي أن يكون عبدا امريكيا ذليلا يرضيه منصب شكلي لا يتيح له حتى سن قانون يتيح الباس تلميذة تركية حجابها على حساب اقصاء و استنكار الخيار العسكري الذي من شانه اعادة الإعتبار للثقافة الإسلامية في تركيا، كما بلغت الخيانة الوطنية باردوغان الى رضاه بتمرير ثمانين في المائة من العتاد الحربي الذي يستعمل ضد الشعب العراقي عبر الأراضي التركية كما بلغ السقوط باردوغان الي قصف مواطنيه الأتراك ـ حزب العمال التركي ــ و بطريقة بشعة لم يتورط فيها حتى الحكومات العسكرية في تركيا كل ذلك في سبيل اقامة البرهان على استعداد حزبه الإخواني للقيام باقذرالمهام
و اخيرا من اين لشعوبنا المسكينة أن تعلم ان اردوغان مجرد دمية امريكية لا تحقق لشعوبنا لا أمنا و لا تنمية و لا نصرا
ثم هل يعقل لعدوّ الحرية ان ينصر الحرية ان لم تكن تلك النصرة خدمة لأهداف اخوانية رخيصة اي خدمة حماس المتطلعة الى مشاركة اكثر " انصافا" في المخفر اليهودي الذي تتقاسمه مع حركة فتح.
ثم هل يعقل ان تكون الحرية لا الدعاية السياسية الرخيصة هي دافع اردوغان في ارسال سفينة الحرية و الحال ان السياسي التركي الميكافيلي قد أبدى عداء للحرية حين وقف في الصف الأمريكي ضد ابناء العراق وحين قاتل ابناء بلده من الأكراد؟!!!
التعليقات (0)