أرب
عرفته منذ عشر سنوات تقريبا، كان يتردد بانتظام على نفس الحانة التي أعتدت الإختلاف اليها، كان فاسقا من الطراز الاول، كلّما رأيته مع إمرأة تبين لي فيما بعد انها مومس... و كلما ابصرته رفقة شابّ تبيّن لي بعد التحري الشديد أنه من بقية قوم لوط.
ما اثأر عجبي انه كلما ورد اسم إيران في تلفزيون الحان الا وصاح بأعلى صوته:
" خميني أكبر خميني اكبر، أما آن لهذه الثورة أن تصدّر!؟"
هممت بسؤاله ألف مرة :" ما شانك و التشيع و أنت لا تكاد تفيق من السكر"، لكنني كنت أعدل عن ذلك خشية ان يكون سؤالي فاتحة صداقة اتجنبها قدر المستطاع. بعد أن جنى عليّ الاصدقاء، ولم الق من افضلهم غير الجحود و الجفاء.
كان اذا بلغ به السكر حدا كبيرا نثر امامه مجموعة كتيبات ثم انغمس في تقليبها مرددا بين الفينة و الأخرى:
ــ متى يقدم الأسياد، و يتحقق المراد ؟!
بمرور الزمن أصبح ممقوتا من جميع رواد الحانة .. كانوا يقولون له مؤنبين" لا تعكر صفونا بذكر الدين و التدين.. لو اردت التوبة فليس هذا مكانها" ذات مرة عنفه احدهم حتى اوشك ان يزهق روحه... بقينا نكابد حضوره الكريه حتى جاء الفرج من حيث لم نتوقع... ذات مساء، اقتحم الحانة كهل هائج إستل سكينا من بين ثنايا ثيابه ثم سدد له طعنة وحيدة في عنقه كانت كافية لنقله الى معسكر الأموات.
حين رفعت جثته، خلف المحققون وراءهم حقيبة جلدية تعمدت( بدافع الفضول) دفعها تحت منضدة... كنت اعلم انها تضم كتيبات وددت طويلا إلقاء نظرة عليها.
فور دخولي الحمّام، وافراغي محتويات الحقيبة على أرضيته انفجرت ضاحكا حين طالعتني العناوين الآتي ذكرها:
ــ كتاب المتعة للعلامة حيدر الشبقاني القمّي.
ـــ خضر المروج في إعارة الفروج. لنفس المؤلف.
ــ كيف تستمتع بلا ثمن، لحجة الإسلام ناعظ الكربلائي.
ـــ رفع الملام عمن ترك الصلاة و الصيام و اشتغل بنكاح الشابة و الغلام. للعلامة شهوان منتصبي !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوسلو 22 جويلية 2009
التعليقات (0)