مواضيع اليوم

أربعاء الهلع والخوف والموت

صفاء أبو صالح

2009-12-04 15:03:13

0

 أشلاء ٌ ممزقة , جثث ٌ افترشت الأرصفة , وأخرى بين الوحول , لاجسادٍ استنشقت الموت , استشقت كل شيء الا الهواء .

هذه ليست مقدمة ً تحكي اعصارا في مشرق الارض ولا زلزالا في مغربها , هذه لم تكن مأساة أفراد ٍ أو عائلة واحدة او حتى جماعة .. كانت المأساة كـــبرى .. إسمها ( جــــــــدة ) .. المدينة ُ الغارقة ُ في أحزانها وبكائها ودموع ُ أهلها و أجساد  موتاها !!

ظلموا الماء كثيرا .. حين اتهموه بالفيضان عليهم .. ما فاض الماء بل فاض فسادهم .. فأغرق أفئدة بريئة .. أغرق المدينة التي شُبـِهَت ذات يوم ٍ بعروس ٍ .. فأضحت ِ اليوم شهيدة !!

ليـتهم ما اتهموا بالعشوائية ِ أحياء سكنت  منذ عشرات السنين , هم من رصف أغلبها وخططها وباعها ,   ليتعللوا  بعد ذلك - وكأنهم يستخفون بنا - بقولهم " حذرنا " , فهل حذروا شهداء طريق الحرمين من المرور به  ؟  أكان عشوائيا هو الاخر ؟

جدة .. المدينة ُ الوحيدة التي لم نسمع في غيرها عن مجاري صرف صحي وهمية , في تحدي ٍ علني ٍصارخ ٍ للعدل والامانة , من قبل من أؤتمن وخان الامانة !! 


يا سيد البلد العظيم .. أيا عظيم .. إنا نلوذ ُ إليك َ بعد الله من وعثاء ِ صنيعهم .. وكأبة أجساد ِ موتانا .. وسوء ما انقلبت مدينتا اليه .. يا سيد البلد العظيم .. إن بهجتنا بقراراتكم الصارمة  يتبعها تفاؤل بأن تـُستعجل نتائج اللجان ويُشهر بكل من هانت عليه أرواح العباد وخان الأمانه .. وان يحاكم شرعـًا من أجل الانفس التي تنفست الماء حتى ماتت , من أجل الأرواح التي تركت أجسادها باكية ً بين الوحول ورحلت الى السماء ,  إلى عزيز ٍ منتقم .

أما جدة فلن تنسى ضحاياها , ولن تنسى أربعاء الخوف والهلع والموت , حتى يـَقتاد عادلنا من خان الامانة الى مطارق العدل , وستبقى تلك الاشلاء حتى وان انتشلت , محفورة بذاكرتها كما كانت .. ممزقة تحت الوحول او مكفنة على الأرصفة بأشمغة المارة !!

 


علي الألمعي
16/12/1430 هـ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !