تضاربت الاراء وتنافضت التصريحات وبدأت مفاوضات أمريكا والدول الاوربية مع مندوبي القذافي لمناقشة الحل السلمي مع تخلي العقيد الذي تطالب به أيضا روسيا والأتحاد الأفريقي والبعض ينادي ببقائه في ليبيا (كرمز) أو أن مصيره يتوقف على قرار الشعب الليبي . كلام أجوف ليس له معنى وكيف يحاور الضحية الجلاد . الخلاف في ليبيا ليس خلافا إقليميا أو أثنيا يحتاج الى حل بالتفاوض أنه خلاف بين فرد وشعب ورحيل القذافي هو قرار الشعب وهدف الثورة . القذافي ونظامه يقولون أتركوا الأمور للشعب ليقرر. ولكن كيف يقرر الشعب ونصفه تحت سيطرة القذافي والنصف الأخر تحت سيطرة من يريد رحيل القذافي . هذ لن يتحقق إلا إذا كان الحل تقسيم البلاد إلى غرب وشرق ووسط وجنوب كما حدث وسيحدث في السودان ودول البلقان . أو وجود قوات أجنبية تحكم البلد وتجري إستفتاء عادلا غبى بقاء القذافي أو رحيله وهذا يرفضه الجانبان . وعلى هذا فأنصار الحل السلمي إما أن يكونوا دعاة تقسيم أو دعاة إحتلال اجنبي وخيار التقسيم أكثر تعقيدا فمصراتة والجبل الغربي لا تقبل هذا وسيكون بداية حرب لا تنتهي حول حقول ومواني البترول ومن يملكها وكيف يمكن تقسيمها , هل هو حسب عدد السكان أو حسب وضعها الجغرافي .لهذه الأسباب إذا أردنا ليبيا موحدة حرة من القذافي فالخيار العسكري هو الحل الوحيد . ومن هذ االمنطلق على الأطراف التي تنادي بالحوار وبقاء القذافي أن توضح رايها وأختيارها بين التقسيم أوالأحتلال العسكري أو التمسك بالوعود الدولية ودعم المجلس الأنتقالي وتسليح الثوار للقضاء على عصابات الكتائب التي أطلقها تقتل وتدمر وتغتصب والتعامل مع القذافي بمحاكمته في ليبيا أو تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.إن الدخول في مثل هذه المبارات والاحتمالات تخدم القذافي وتعيد له الحياة والامل للأستمرار في حكم ليبيا بعد ان فقد الأمل وأختفى هربا من قصف الناتو عن الأنظار وبدأ الان في حشد الجماهير والقاء الخطب والتهديدات ليوهم العالم والشعب الليبي إنه لا زال ملك الملوك .
. لقد طال القتال المسلح وكلف ليبيا ألاف مئات الألاف من الضحايا بين قتيل وجريح ولاجئ هارب وعشرات البلايين من الدولارات من الدمار ولم يستطع الثوار حسم الأمر بالقتال لعدم تسليحهم من طرف دول الناتو لأنهاء الحرب وإعلان ليبيا الحرة الديمقراطية . كما أن القصف الجوي للناتو لم يخدم سوى إطالة الصراع . فالقصف الجوي أما أنه قليل لا يغطي حاجة حماية المدنيين وإما أنه مبرمج لأهداف أخرى لا نعرفها .والبعض يتساءل هل من صالح الغرب ودول الناتو دمار ليبيا لأنه يفتح لهم مجالا لللستتمار وأستغلال موارد ليبيا , ولا يهمهم من يحكم ليبيا فكلا الطرفين سيلجأ إليهم لبناء ما تهدم في الحرب . إذا كان الهدف غير هذا فما هو هدف الناتو من حرب القذافي ؟ . إن الدعوى بأن الناتو يحارب القذافي من أجل النفط والمال الليبي غير صحيحة , فالقذافي أعطى الدول الغربية كل شئ النفط والأمتيازات وعقود الأنشاء والتعمير وفتح ابواب ليبيا للتجارة والمصارف . وحتى السماح لهم بأقامة القواعد العسكرية البرية والبحرية من جديد في ليبيا وحماية أوربا من المهاجرين الأفربقيين , وأستتمر ما لديه من أموال في أمريكا وأوربا . هذا الأنفتاح في صالح طرف واحد وهو الغرب لن تستطيع اية حكومة منبثقة عن الثورة السماح به . إذأ ما هو هدف الناتو في حرب القذافي ؟ هل هو هدف إنساني ؟ نحن لا ننفي هذا لان بعضه إنساني لحماية المدتيين والبعض الاخر قد يكون لدمار ليبيا لبنائها من جديد وجعلها ظبي جديدة على سواحل اوربا ومدن الخليج العربي لألتهام ما يتوقع من دخل النفط . قد يقول البعض الليبيين ولماذا لا إن ذلك سيكون في صالحهم . لكن ما ذنب الضحايا من الليبيين الذين سقطوا في هذه الحرب . في النهاية إن ما يجري في ليبيا يشوبه الغموض لكن ما يهمنا هو هدف واحد وهو تحريرليبيا من حكم فرد حكمنا 43 عاما وحولنا إلى مخلوقات تحيا لتعيش وتنفذ ما تؤمر به لتحقيق رغبات وطموحات شخصية لفرد واحد وعائلته دون تفكيرأوكلام إلا بما يخدم هذا الفرد . والحل الوحيد كما قال السيد عبد الجليل في تصريحه لوكالةالأنباء الالمانية اخيرا ( إننا لا نتوقع أن بتنازل القذافي وهو حي عن هذا الكنز العظيم ليبيا الذي يديره لحسابه هو واسرته ونهايته لا تكون إلا بانهيار نظامه بفعل الثورة الليبية ضده أو مقتله خلال غارات الناتو والضربات الجوية وهو لا يريد ان يخرج من البلاد لأنه مطلوب دوليا ومعرض للأعتقال وهو لن يتنازل عن الحكم وهو حي ) . من هذا نرى انه ليس أمام الثوارإلا إستمرار الزحف على طرابلس وشراء السلاح اللازم وغلق الأبواب على الداعين للحوار والطلب من دول الناتو تسليحهم وتشديد القصف وتعميمه ومقاطعة نظام القذافي وعزله دوليا حتى يرجع الى وضعه في أوائل الثورة ويختفي القذافي عن الأنظار في حفرته ويصمت ويفقد الأمل .
التعليقات (0)