لمن لا يعرف النشمية أدما زريقات ، فهي من وصفها بسام البدارين ، مدير مكتب صحيفة القدس العربي في عمان في مقال نشره مطلع آب 2011 بأنها ، ضمن مجموعة من الاسماء، تمثل ظاهرة سياسية وإجتماعية جديدة في الاردن ، واعتبرها من أهم قيادات الشارع الاردني حاليا. ويضيف في مقاله المشار اليه بأنه "ليس سرا ان ادما زريقات المعلمة البسيطة اصبحت الآن تلازم تأثيرا في الشارع والواقع من توجان الفيصل.الفارق مهم وخطير حسب سياسي رفيع المستوى، فرسميا لا يمكن وصف زريقات بانها ساعية للمناصب او للظهور لانها الآن ظاهرة صنعتها بامتياز حكومة القرارات الارتجالية" ..
ويضيف البدارين في مقاله قائلا " بأنها لم تغادر الحي الذي تقطنه ، ولا يمكن لوزير الداخلية الخروج للرأي العام لاتهامها بالعمل مع اجندة او جهات خارجية او بمناصرة المشروع الصهيوني في الاردن، وحتى الوزير نفسه لن يستقبله العدد الذي استقبل المعلمة زريقات لو زار اي محافظة اردنية . ".
الحقيقة الأخيرة تتضمن إشارة الى إستقبال الكرك الحاشد لأطول مسيرة على الاقدام شهدتها البلاد في تاريخها ، وكانت قد إنطلقت في 28/7/2010 من جسر مادبا /اليادودة ونحو الكرك تحت عنوان " نصرة أخت النشامى أدما زريقات".والتي تلت قرار وزير التربية والتعليم الاسبق ابراهيم بدران بإحالة مجموعة من الرواد الناشطين ضمن اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين الى الإستيداع وعلى رأسهم السيدة أدما زريقات مسؤولة قطاع المعلمات في اللجنة ، وقد إعترضت قوات البادية والدرك تلك المسيرة التي أصر منظموها والمشاركون فيها على إستكمالها ، وتمكنوا من ذلك . وكانت تلك المسيرة ، وجهود هؤلاء الرواد الأخرى ، هي الدافع الرئيسي للإطاحة بالوزير بدران و الموافقة على تأسيس نقابة المعلمين .
وقد وثق الصديق عبد الغفور القرعان في سلسلة من المقالات الرائعة جهود وتضحيات مجموعة الرواد الاوائل ، ومن ابرزهم مصطفى الرواشدة وأدما زريقات وسواهما من المخلصين من أبناء الوطن ، والتي تكللت بالنجاح في إحياء نقابة لمعلمي الاردن شهدنا مؤخرا انتخابات لجانها ومجلسها ، وهي الانتخابات التي شهدت صورة بشعة من الإقصاء والتشويه وإغتيال الشخصية الذي مارسته الماكينة الإعلامية لدى جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل اللاإسلامي واللاأنساني كما يصفه البعض بحق تلك النشمية الاردنية وسواها من ناشطي حراك المعلمين.
ويعبر البيان الذي أصدرته لجنة المعلمين في حزب الوحدة الشعبية في الرابع من نيسان الحالي عن البلطجة التي تعرضت لها الأخت أدما زريقات وغيرها من ناشطي حراك المعلمين من قبل هؤلاء المتطرفين الذين يحاولون حصرثمار الربيع الاردني في بروز الأفاعي والزواحف السامة الملتحية والاشواك وتغييب الورود والازهار متعددة الالوان والعطور التي كان ينتظرها الاردنيون ، عبر إستغلال الديمقراطية ، حيث استنكر الحزب ما تعرضت له الناشطة وعضو اللجنة ادما زريقات من قبل المشاركين في الحملة الانتخابية لمرشحي الحركة الإسلامية في نقابة المعلمين من حملة اتهامات وافتراءات أخلاقية، وشخصية، وصلت حد اتهامها بالإساءة إلى القرآن الكريم.
ونقرأ السطور التالية المعبرة من ذلك البيان : " إننا في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي إذ نترفع عن مثل هذه الممارسات التي لم تكن يوماً من أخلاقياتنا الكفاحية لا نستطيع أن نقبل من أي حركة كانت أو من ماكينتها الانتخابية أن تقوم بهذه السلوكيات لأنها تتناقض وإعلانها تبني مشروع إصلاح لبناء الديمقراطية وقبول الآخر".
وقد أدان البيان تلك القوى الإخوانية المتطرفة التي ، طبقا للبيان ، "انحصرت معركتها في السعي لكسب أكبر عدد من ممثليها في هيئات النقابة، واقتناص نضالات المعلمين، وتضحيات القادة الميدانيين الحقيقيين لحراك المعلمين، والذين دفعوا ثمناً لمواقفهم، هُمْ وأُسَرُهم، فانبرى إطار الحركة الإسلامية المشارك في قطاع المعلمين، الذي كان بعيداً عن انطلاقة الحراك ولأشهر عدة، وبعد أن أصبحت النقابة قاب قوسين أو أدنى، إثر تذليل المعيقات القانونية والدستورية، والعقبات السياسية، وتدخلات القوى التي كانت تعيق تأسيس نقابة للمعلمين".
وأضاف البيان أن "إطار الحركة الإسلامية المشارك في قطاع المعلمين، الذي كان بعيداً عن انطلاقة الحراك ولأشهر عدة، انبرى لتوظيف كل الوسائل للسيطرة على النقابة الفتية، والهيمنة عليها، ووصل هذا النهج حد تجاوز الأصول والأعراف النظيفة عند التنافس في الحملات الانتخابية مع رموز الحراك المجربين"..
حقيقة غياب الحركة الإسلامية عن إنطلاقة حراك المعلمين التي أشار إليها الحزب يدركها المطلعون على مسار ذلك الحراك ، ويمكن توثيق بداية حضور الحركة الإسلامية بالاشارة الى مسيرة نصرة الاخت أدما زريقات في العام 2010 التي شهدت ،طلاقتها بداية الحضور الاخواني عبر عضوي المكتب التنفيذي لحزب الجبهة زكي بني ارشيد ومراد العضايلة خلال زيارة "تضامنية" مفاجئة قاما بها للمشاركين في المسيرة . مع الاشارة الى أن القيادي في جماعة الاخوان المسلمين ، الدكتور اسحق الفرحان ، كان قد تنكر لمطلب المعلمين بإنشاء نقابة ، في مرحلة تاريخية سابقة حينما كان وزيرا للتربية والتعليم.
خطورة الحملة الاعلامية التي تعرضت لها الاخت زريقات تتمثل بالصبغة الطائفية البغيضة والمتطرفة لتلك الحملة التي مست النسيج الوطني"
والتي تتناقض مع تصريحات وبيانات الحركة اللا إسلامية المضللة حول تبنيها مشروع إصلاح لبناء الديمقراطية وقبول الآخركما يشير بيان لجنة معلمي حزب الوحدة الشعبية .
وقد كانت انتخابات لجان ومجلس نقابة المعلمين قد شهدت تجسيدا للنهج المكيافيلي المقيت لدى الحركة الاسلامية في الاردن في إستغلال الديمقراطية حيث (اكلوا على الفكين) كما وصفهم الزميل نبيل غيشان في مقاله في العرب اليوم حين تحالفوا في اطار اللجنة الوطنية حيثما فرضت الظروف والوقائع ذلك, وشكلوا كتلا منافسة لها في مناطق اخرى مثل البلقاء والزرقاء!
أخيرا ، نشير الى أن الفقرات السابقة لا تشكل دفاعا عن الاخت أدما زريقات وهي التي تدافع عنها تضحياتها وجهودها الرائعة بالشكل الافضل، فهي التي انتخبتها الهيئة العامة للجنة الاردنية لنصرة القدس وحق العودة مؤخرا أمينا لصندوقها وكانت قد ترأست لجنة مقاومة خصخصة التعليم التابعة للجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين بالاضافة الى تمثيل المعلمات في تلك اللجنة وهي التي قدمت نموذجا للمرأة الاردنية النشمية التي تحاول الحركة "المتطرفة" التي لا تحمل من الاسلام الا اسمه وضعها في كيس نفايات أسود من القماش ودفنها خلف جدران سجن بيتي خادمة للرجل الذي حباه الله مقابلها بميزة اللحية التي تؤهله للمتاجرة بالدين الاسلامي .
التعليقات (0)