أدعياء وإن ارتدوا لباس الحٌرية
يتميز العالم العربي بمميزات كثيرة يحتار الشخص في إحصائها , من المميزات بالوطن العربي من مٌحيطه لخليجه الادعاء أي إدعاء الشيء خصوصاً في الأمور الفكرية والثقافية والمعرفية وهذا ما يٌسمى شعبياً بالمفهوميه والفهلوة .
السعودية جزء من العالم العربي وليست استثناءً من المميزات التي تٌميز ذلك العالم العجيب الغريب , في السعودية هناك الأدعياء ومنافسيهم الأقوياء كما يعتقدون , أدعياء التنوير والمعرفة والتفكير والثقافة الخ فهم في وأد وما يدعون له في وأد آخر , الليبرالية والعلمانية والتنوير الخ لم تعد تحتمل هرطقات مٌدعيها من النساء والرجال مثقفين ومثقفات شباب وشابات , تشوهت المصطلحات أكثر مما هي مشوهه , في السابق كان التيار الديني ممثلاً في مرحلته التاريخية الشهيرة "الصحوة " .."الغفوة" .. يشوه المصطلحات خوفاً من سحب البساط من تحت أقدامه وخوفاً من ظهور أجيال تؤمن بالإنسان كإنسان والوطن كوطن للجميع وتؤمن بالاختلاف والتعددية "مناهج الثقافة الإسلامية بمراحل التعليم العام " قد يكون الجهل سببٌ في حدوث عمليات التشويه واكتسابها الصفة القطعية فالعقلية السائدة جهلٌ وتجهيل ونقلٌ لا عقل ؟ أما اليوم فالتشويه أصبح يٌمارس على لسان الأدعياء الذين لم يتركوا لمنافسيهم وخصومهم أي شيء فالتطرف والتهكم والقذف وقلب الحقائق وتوجيه أصابع الاتهامات لطرف والتغافل عن أسباب ومؤثرات أخرى الخ أصبح ظاهرة ومٌلاحظ ويصدر ممن لبس لباس الليبرالية والعلمانية والتنوير الخ , المتصفح بمواقع التواصل الاجتماعي والقاريء الجيد المٌتجرد من الانتماءات الضيقة يكتشف أن تشويه الليبرالية والمناهج الفكرية الأخرى لا يكون ذو تأثير كبير إذا كان سببه جهل أو تجهيل أو خوف لكنه يكون ذو تأثير كبير إذا صدرمن دعاتها وحماتها ومنظريها وحاملي لوائها , الحريات الحقوق المساواة نقد المؤسسات الدينية الرسمية والغير رسمية بصورة غير بناءه الخ جميعها تٌمارس والغلاف حٌرية تعبير لاخلاف هٌنا فالحرية حقٌ لكن لماذا لا تتركوا الهجوم وتضعوا النقاط على الحروف وتتركوا البشر يعيشون ويدافعون عما يرونه صحيحاً فوظيفة المثقف والمٌفكر والحقوقي الحقيقي إشعال شمعة الأمل والحقيقة وحملها وليس إجبار الناس على حملها أو الاستضاءة بها , الأدعياء يريدون المجتمع أن يكون صورة طبق الأصل بل يريدونه قطيع يهتدي بهديهم ويسير بركبهم فماذا أبقوا لتيار حركي مؤدلج يٌمارس نفس الأساليب باسم الدين والحٌرية المنضبطة والحماية من الانفلات , التيار الديني بمؤسساته وشخصياته المختلفة جزئياً وكلياً أدرك أنه لا صورة طبق الأصل وأخذ يعمل على تحسين خطابة وفسح المجال أمام مختلف الآراء بشكلٍ مٌبسط هذا التحسن إن كان دون المأمول الا أنه مؤشر ايجابي يتمنى كل مؤمن بالحرية والتعددية والحقوق والقيم والإنسانية أن يستمر ويتحسن ولا يتوقف عند مرحلة مٌعينة بل يواصل ليصل لمرحلة تٌصبح فيها التعددية خصوصاً الفقهية الواقعية " تطبيق على أرض الواقع " أمرٌ طبيعي ويٌصبح الفرد مؤمن ومٌلتزم ومواطن قبل هذا وذاك له حقوقه وحرياته المٌصانة بالقانون الغير مٌنتهكة بقواعد فقهية كقاعدة سد الذرائع , إدراك التيار الديني لم يٌحفز الأدعياء على الحذو حذوهم بل أصبحوا وأمسوا يتنادون للهجوم والتهكم ويشمتون بمن سقط أو تعثر ! أين دعوات التحديث والإصلاح والتجديد والتحسين وأين عبارات التشجيع والمساعدة على النهوض والدفاع فمن حق الإنسان اعتناق ما يراه صواباً ومن حق المجتمع الدفاع عنه حتى مع الخلاف والاختلاف , أليس من الأولى التشجيع والنقد البناء ورفع القٌبعة لمن تجاوز عقبات التاريخ القديم والموروثات النقلية الغير مٌقدسة وانفتح على مختلف الآراء ولو كان بشكلٍ جزئي وبسيط , القيم كٌتلة واحدة وليست أجزاء يختار منها الشخص ما يناسبه ويترك مالا يناسبه أو يظن أنها لا تناسبه " مشكلة عقلية نفسية " , مشكلة الليبرالية وغيرها من المناهج الفكرية العقلية بالوطن العربي والسعودية بشكلٍ خاص هي الأدعياء الذين لا يريدون التعددية كما يدعون بل يريدون طبق الأصل وهذه معضلة عربية عربية بحاجة لنهوض الحقيقيون الذين تواروا عن الأنظار معللين ذلك بالمراجعات وظلام الفضاء العام وهذا عذرٌ أقبح من ذنب فقد خلت الساحة لأدعياء يظنون أنهم يحسنون صٌنعا ؟
التعليقات (0)