أدعو الله ألا أقع فيما لا فكاك منه

إذا كتبتها أوقلتها وقرأتها آلاف الأعين وسمعتها آلاف الآذان فلن تستطيع الفكاك منها أبدا ولو اعتذرت ولو اعترفت بالخطأ  فقد أصبحت (للأسف) إن كانت سيئة غير مدروسة أو (للفخر) إن كانت طيبة ومدروسة جزءا من كيانك وشخصيتك ولو كانت مما يدعو للأسف فسوف تغطيك وتنتشر حولك وتتكاثر حتي تكون فوقك مثل الجبل تثقل شخصك وقد تمحو ما  قدمت  وذلك هو إحباط العمل...وإذا كانت مما يدعو إلي الفخر فهنيئا لك وأجرك مكفول ولو لم تشاهدها عين ولم تسمعها أذن (عليك الأذان وعلينا البلاغ) فضع كلمتك الطيبة حيث يجب وضعها وابتعد عما يثير الجدل.... فإن فعلت وأثرت الجدل كنت بعيدا عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا) واحذر أن تلقي كلمة دون تدبر فتقع فيما لا تستطيع الفكاك منه ....قد يخفف الاعتراف بالخطأ من ثقل التبعة ويقفل التسرب الذي لن ينقطع ويمنع تفاقم أمواج الهم والغم ....ويكون مخرجا من كهف الظلمات الذي يمنع ضوء الصفح والعفو ويكون عتقا من تجريح المتلقفين عثرتك ..........أدعو الله ألا أقترف ما أحذر منه....... وألا أقع فيما لا فكاك منه