,,,
يقول المثل الحساني أي في لهجتنا العامية: "تَحْكَرْ الْعَيْن الْعُودْ الْيَطْرَفْهَا" بمعنى أن العين قد تحتقر العود الصغير ولكنها لا تدرك أن ذلك "لعويد" قد يعورها ذات يوم. هذا مثل من الأمثال الشعبية المتداولة جدا وله معنى ذا أبعاد تقرأ من زوايا مختلفة ولكنها تصب في مصب واحد يعتبر أن لكل قيمته والتي توجب احترامه على أساسها.
....
قبلا كنت أحسب الجواري إماء لسن أكثر جمالا ولا أدبا من رباتهن وأن وجودهن باعتبارهن طبقة سحيقة لم تستحق يوما الإعتبار، ولولعي بقصص وحكايا الملوك والسلاطين استوقفتني كثيرا مابين الإحساس بالإعجاب تارة والدهشة تارة أخرى جوار آسرن قلوب من تنحني لهم الرؤوس إجلالا، إذ لهن في التاريخ باع طويل من التميز لصفاتهن، فمنهن الشاعرة والحكيمة والراقصة الجميلة والذكية..إلخ، كلها صفات أكثر من جميلة، كل أنثى تتمنى أن تكون عليها، وكم من الوجهاء والحكام تنافسوا على حبهن وامتلاكهن..
...
السيدة "هاجر" كانت جارية عندما أنجب منها سيدنا ابراهيم عليه السلام اسماعيل الذبيح والذي من ذريته جاء خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
...
هارون الرشيد ابن الجارية "خيزران" و"دون جوان زمان" كان خير نموذج في حبه للجواري المتميزات، إلى أن دخل يوما بيت يحيى بن خالد بن برمك قبل الخلافة، فاعترضت طريقه الجارية هيلانة والتي أحبها فيما بعد حبا عظيما لجمالها وبداهتها قائلة : أما لنا منك نصيب؟ فقال لها؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ فقالت : استوهبني من هذا الشيخ. فاستوهبها من يحيى بن خالد ، فوهبها له فحظيت عنده، ومكثت عنده ثلاث سنين، ثم توفيت، فحزن عليها حزنا شديدا ورثاها واسترثاها ، وكان من قوله فيها :
قد قلت لما ضمنوك الثرى وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله لا سرني بعدك شيء آخر الدهر
...
وغيرهن من الرائعات..كثير
..
الآن أحببت الجواري وتاريخهن المفعم بالإثارة وتأكدت أنهن طبقة لم تكن سحيقة يوما في ذاتها بل رفيعة .. نساء دخلن التاريخ ويستحقن منا الإشادة.. يستحقن كل التكريم...
إعجابي بهن ليس ذا ارتباط بالحقب الزمنية التي عشن فيها والتي استعبدتهن استعبادا وداست على كبريائهن أحيانا كثيرة ..إعجابي وليد قدراتهن العظيمة في الأدب والحب.. في الشعر والرقص ..في قدرتهن على الفرح واللهو وحتى في المجون وهن المقهورات المستعبدات المظلومات..
...
وتمسكت أكثر بصحة المثل القائل "تَحْكَرْ الْعَيْن الْعُودْ الْيَطْرَفْهَا"..
...
وأصبحت أؤمن بأن لكل منا قدرات وربما هائلة في أحسن الأشياء أو أسوأها توجب الإحترام أوالأخذ بعين الإعتبار.. وأصبحت أعي أكثر أن للصحراء قدرة وللماء فيها قدرات..
...
لا أدري لما كلما حلت الغالية سامية طرابلسي ضيفة على المدونة زخمت أنفاسي رائحة أحلام مستغانمي.. وأحسست بقلم وقلب مميز يتملى خربشاتي.. كم أشعر بهيبتها في كلماتها..وكم أحس بجديتها وهي ترسم ابتسامتها لتحييني مساء الخير وردة..للأدب وقار لا يضاهى..ولعشاقه سحنة حالمة وجميلة.. وجدااا..أكاد أقسم بها فيها.
التعليقات (0)