مواضيع اليوم

أدبيات الإنفصال .. أوراق مبعثرة (حلقة 10)

مصعب المشرّف

2010-10-31 18:22:01

0

أدبيات الانفصال .......
أوراق مبعثرة

 حلقة (10)

فلتفتح جوبا صدرها لإسرائيل ولمن تشاء

 

منذ عام 1955م ولا يزال ، دأب ساسة وقادة الجنوب إبتزاز الشمال بشتى المقولات والأفعال ..... وقبل يومين صرح سيلفاكير أنه لايستبعد إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ,وفتح سفارة لها في جوبا بعد الإنفصال.....
وسواء لم يستبعـد سيلفاكير أو إستبعـد ؛ فنحن نطمئنه بأننا لم نعد معنيين بمثل هذه الإبتزازات والتصريحات التي لا تنم سوى عن قلة الحيلة والإحساس بالنقص من جهة . والحقد والضغينة والكراهية التي يكنها الجنوبي تجاه الشمالي من جهة أخرى ، ولأسباب ليس أقلها إحساسه أنه كان ولا يزال يتم التعامل معه في داخل محيط المليون ميل مربع كمواطن من الدرجة الثالثة .
بإمكان سيلفاكير وباقان أموم ومن لف لفهم بعد إنفصال الجنوب المأمول أن ينادوا إليهم من يشاؤون ...... وبإمكانهم فتح أبواب الجنوب لإسرائيل ومن هم وراء إسرائيل ... كل هذا لن يغير من واقع الأشياء شيئا ..... فقبل أن يقيم سيلفاكير علاقات دبلوماسية وتعاون مثمر مع إسرائيل وإستقبال رسمي ووداع لقادتها وفق ما يأمل ؛ نذكره بأن مصر تفعل ماهو أكثر من ذلك بكثير مع إسرائيل . وكذلك تفعل الأردن وعراق المالكي والأكراد ودول عربية أخرى فماذا أفادت إسرائيل هؤلاء؟

وخلال ذلك إعترفت موريتانيا بإسرائيل وأقامت معها علاقات ديبلوماسية ظنا منها أنها "الطريق الزراعي" السالكة المفروشة بالورود وسط جبال الملح والصحراء القاحلة إلى قلب الولايات المتحدة ومساعدات الغرب السخية ..... فماذا جنت موريتانيا بعدها غير عدم الإستقرار السياسي وتعدد الإنقلابات العسكرية؟  

وقبل أن يسمح سيلفاكير لإسرائيل بفتح سفارة لها في جوبا نذكره بأن لإسرائيل سفارات رئيسية ووجود إستخباراتي حيوي في أثيوبيا وكينيا والكونغو وهلم جرا . وكل هؤلاء تجمع بينهم وبين السودان حدود مفتوحة ممتدة وقبائل مشتركة ...... ومن ثم فماذا سيغير إعتراف دولة الجنوب بإسرائيل من الأمر؟
ومن جانب آخر فهلا تساءل سلفاكير وغيره في الحركة الشعبية عن الثمار التي جنتها الدول الأفريقية المجاورة من علاقاتها مع إسرائيل ؟ .... ومنذ متى كانت إسرائيل تنفع ولا تضر؟

وهل نسي سيلفاكير (أو ربما كان وقتها داخل الغابة) أن نظام مايو قد سبقه في أوائل الثمانينات من القرن الماضي إلى إسرائيل ، وتعاون معها في نقل الفلاشا من أثيوبيا بعد لقاء سري تم بين جعفر نميري وآرئيل شارون بتدبير من المليونير السعودي عدنان خاشقجي .... فهل مدت إسرائيل يدها لإنقاذ نظام مايو من الإنهيار في إنتفاضة أبريل 1985؟
ومن جهة أخرى يبدو أن سيلفاكير وغيره من المتمردين السابقين وكأنهم قد إستيقظوا لتوهم من سبات عميق ، حيث نراهم وبطريقة مضحكة مثيرة للشفقة لا يزالون ينظرون للصراع العربي الإسرائيلي بمنظور سنوات الخمسين والستين من القرن الماضي ؛ دون أن يعوا حقيقة أن طبيعة ومقومات وإستراتيجيات ومكونات هذا الصراع قد تغيرت وانقلب حالها رأسا على عقب جراء ثورة المعلوماتية والعولمة وإتفاقات كامب ديفيد وتفاهمات أوسلو التي قلبت المفاهيم وموازين القوى وخلطت الأوراق ونقلت الصراع العربي الإسرائيلي نحو الشرق والشمال حيث إيران الخميني وأفغانستان القاعدة ولبنان حزب الله وتركيا أردوغان...وربما غدا باكستان النووية...... وحيث باتت تكنولوجيا الصواريخ العابرة هي التي تهدد أمن إسرائيل الإستراتيجي وليس كتائب وألوية ومشاة ومدرعات ومدفعية دول الطوق الكلاسيكية.

ثم أن إسرائيل وخبراءها في مجال الأمن والدفاع يدركون تماما أن فتح الباب لصراع غير مبرر مع الخرطوم التي لا تعتبر دولة من دول المواجهة أو الطوق لن يفيد إسرائيل بشيء بقدر ما سيشكل تشتيتا للجهود فيما لا طائل من ورائه ؛ وضررا بليغا على أمن إسرائيل الحيوي في المستقبل المنظور . وسيؤدي لا محالة إلى جلب القاعدة وإيران إلى السودان مثلما جرى الحال في الصومال وجنوب لبنان وسوريا والعراق.
عليه ومن هذا المنطلق نقول لسيلفاكير وباقان أموم وغيرهم من أهل كهف الأدغال الجنوبي ... نقول لهم أفتحوا صدر جوبا بعد الإنفصال لمن تشاؤون وكيفما ترون ، ولكنكم في كل الأحوال لن تكونوا أفضل من غيركم الذين سبقوكم بالإيمان إلى تل أبيب والـ CIA

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات