أدبيـــات الإنفصــــال .. أوراق مبعثرة
حلقــة (12)
هل كان جون قرنق وحدوياً أم إنفصالياً؟
تناولنا في الحلقة الماضية (رقم 11) وبوجه عام مسألة تقرير المصير وفق الحقائق التي وثقها مؤلف (جنوب السودان من الحرب إلى السلم) – طبعة 2005م – تأليف الكاتب والصحفي المخضرم الأستاذ "عبد الله عبيد" .. وحيث إتضح أن فكرة تقرير المصير ترجع لعام 1993م حينما دعى السيناتور "هاني جونسون" أهم القيادات الجنوبية من سياسيين وعسكريين للإجتماع . وبعد المداولات وقعوا بالإجماع على وثيقة تطالب بتقرير المصير للجنوب. وأن جون قرنق هو الذي جعلها بنداً من بنود إجتماع أسمرا الذي تم بينه وبين رئيس التجمع الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني والذي وجد منه ترحيبا ومؤازرة. وتبعا لذلك أصدر مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي بأسمرا عام 1995م ميثاق القضايا المصيرية ومن أهمها إعطاء الجنوب حق تقرير المصير . وبعد ذلك وقعت القوى السياسية الشمالية بما فيها نظام الإنقاذ الحاكم.
وصف فتحي سرور لجون قرنق بأنه إنفصالي:
في الصفحة رقم (21) من الكتاب الذي بين ايدينا يذكر الأستاذ عبد الله عبيد في مقال له بتاريخ 3/3/2002م ما يلي:
[أدلى د.أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري – أثناء حضوره مؤتمر البرلمانات العربي بالخرطوم قبل عيد الأضحى بأيام – بتصريح صحفي للحقيقة والتاريخ عندما سئل عن المبادرة المشتركة. أجاب سعادته قائلا: (إن المبادرة المشتركة ما زالت قائمة ، إلا أن التجمع الوطني الديمقراطي – الذي يمثل المعارضة – هو المسئول عن تعطيل المبادرة المصرية الليبية المشتركة) وأبدى دهشته متسائلا: (كيف يضع مولانا محمد عثمان الميرغني يده فوق يد جون قرنق؟ الأول يقود حزبا وحدويا .. والثاني رجل إنفصالي).]
متمرد ومخرب كالثور في مستودع الخزف:
في ختام المقال المشار إليه يفند الكاتب عبد الله عبيد مزاعم جون قرنق الوحدوية الزائفة بقوله:
[ليسمح لي الميرغني رئيس التجمع أن أشارك د.سرور الدهشة في مسألة تحالفك – وأنت القائد الوجدوي- مع الإنفصالي المتمرد جون قرنق مهما رفع من شعارات وحدة السودان. فالمناضل الوطني الأصيل الذي يسعى لوحدة وطنه – مهما بلغ خلافه مع النظام القائم وحمل السلاح – لن يدمر ثروات ومؤسسات وطنه. فإذا كان صادقا في دعواه لإسقاط النظام ليحل محله ويحكم السودان لما دمر حفارة قناة جونقلي وأوقف العمل في أضخم مشروع تنموي كان الأمل فيه أن يغير وجه الحياة في الجنوب! ولو كان المتمرد قرنق يسعى بحق ليحل محل النظام القائم لما استهدف مواقع إنتاج البترول وخطوط نقله ، لأن الذي يطرح نفسه بديلا لنظام قائم فعلا يهمه أولا أن يجد مشاريع تنموية ذات موارد قومية يمول بها برامجه وخططه الإقتصادية حتى يشعر الشعب بالفرق بين النظامين.
ليسمح لي الميرغني أن أختلف مع (سيادته) في وصفه للمتمرد جون قرنق بأنه (رجل وحدوي) . أقول له أن قرنق متمرد ومخرب كالثور في مستودع الخزف . وما شعارات الوحدة التي يلوح بها إلا لذر الرماد في العيون]
السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
لا حول له ولا قوة وعدو لكل الأنظمة:
وفي الصفحة رقم (24) من الكتاب ضمن مقال كتبه أستاذنا عبد الله عبيد بتاريخ 12/3/2002م يقول الكاتب:
[فقرنق شخصيا لا حول له ولا قوة . فهو أداة في يد الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية تبنى زوراً وبهتاناً قضية أهل الجنوب العادلة ووفر له الإستعمار المال والسلاح والإعلام لخدمة إستراتيجيته طمعا في بترول ومعادن وأراضي زراعية ومياه فوق الأرض وتحتها وفي السماء.
إستراتيجية الدوائر التي تدعم قرنق ترشحه حاكما للسودان وهو مقتنع بذلك. لذا سمى العصابات التي تحارب معه : (الجيش الشعبي لتحرير السودان) . مِن مَن يحرر السودان؟ لتعلموا ذلك أرجو أن أضع الحقائق المعاصرة التي عشناها كلنا وما زلنا نعيشها:
- كما نعلم جميعا أن قرنق أسس جيشه عام 83 في ظل نظام مايو. في آخر سنوات مايو حمل السلاح وتمرد ودخل الغابة ورفض المشاركة في السلطة.
- سقطت مايو وجاءت حكومة ثورة الانتفاضة الشعبية عام 85 ووجهت له الدعوة للمشاركة في السلطة فرفض واستمر في تمرده!!
- أجريت إنتخابات برلمانية تعددية ديمقراطية ، رفض المشاركة فيها واستمر في تمرده.
- بعد الإنتخابات البرلمانية وقيام حكومات قومية وإئتلافية دعي للمشاركة في السلطة فرفض وتصاعد بتمرده وأصبح يحتل مدنا وقرى ويقيم عليها حكمه الهمجي!!
- ثم وقع الإنقلاب العسكري في يونيو 89 وقام النظام الحالي وبذلت معه ومع قادة حركته كل الجهود السلمية والعسكرية لحل القضية والمشاركة في السلطة. فلم يزد قرنق إلا عنادا وإصرارا على الحرب.]
التعليقات (0)