أدبيـات الإنفصال .. أوراق مبعثرة
حلقة (23)
السيفُ أصدق انباءاً من الكتبِ
منذ توقيع إتفاق سلام نيفاشا السيء الذكر ؛ ظنت الحركة الشعبية لتحرير (جنوب) السودان وعملائها من سقط متاع الشماليين المجهجهين أن جنوح حكومة الخرطوم للسلم ، وإستجابتها للضغوط الأمريكية والغربية لتوقيع هذا الإتفاق المعيب ؛ بما تضمنه من تجاهل وإغفال لحسم قضايا أساسية لا تزال عالقة إنما هو مؤشر للضعف والهوان وذل الأعناق وطأطأة الرؤوس . وبداية إنتكاسة تفتح لهم الباب على مصراعيه كي يسرحون ويمرحون ويعيثون في الأرض الفساد .....
قوات الحركة الشعبية
كنا ولا نزال نقول لهم بأن أبيي المسيرية أرض شمالية ولا تفريط فيها ..... ولكنهم مع ذلك ظلوا سادرين في غيهم .... بل وتمادوا فظنوا أن بإمكانهم ترك قواتهم المسلحة داخل أرض الشمال في أبيي المسيرية والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
لم نكن نريد الحديث أو التطرق لمسألة إستعادة الجيش السوداني للنظام والأمن في منطقة أبيي المسيرية . وذلك يوصفها أرض شمالية محضة ؛ وللجيش والأمن السوداني الحق في تنظيفها من كافة العصابات وبؤر التمرد واللا مسئولية ، وإعادتها إلى رحاب وحضن الوطن على الوجه المنوط به والمفروض أن تكون عليه ، وغير مستغرب عليه ولا يستدعي التعليق وإسالة الكثير من الأحبار ........
ولكننا فوجئنا الآن بمحاولات مستميتة محمومة رغم أنها لا تتعدى مرحلة الأحلام والهضربة والكلام من هنا وهناك ، وتهديدات ووعيد على الفارغ دون المليان ....... قالت الحركة الشعبية كلام .. وقالت الصليبية العالمية كلام ... وقالت الخارجية الأمريكية كلام ... كلام في كلام في كلام .... ثم قال فتية في قواتنا المسلحة آمنوا بتراب وطنهم وزادهم الله هدى كلمتهم الفصل وفعلوا بمثل ما سمعنا ورأينا .... وأنا ليهم بَجُـرْ كـــلام ... دخلــوها وصِقـيرا حـــام.
الفريق أول عصمت عبد الرحمن
الآن ووفق تصريحات قائد القوات المشتركة سعادة الفريق أول عصمت عبد الرحمن"بأن الجيش السوداني سيطرد فلول قوات الحركة الشعبية من أراضي الشمال بالقوة خلال الأسبوع القادم" . فإن على قوات الحركة الشعبية الساهية اللاهية أن تأخذ الأمر على محمل الجد وتغادر أرض الشمال باسرع من البرق أو لمح البصر ، حتى لا تتعرض لما لا يحمد عقباه من حسم وحزم القوات السودانية المسلحة المعهود ؛ ثم لا تملك إزاء ذلك سوى ممارسة ما جبلت عليه من الفرار العاري والركض الحافي بأسرع من الهـبـوب والهـــروب نحــو غـابـات الجنوب.
من جهة أخرى فإنه وعلى مشارف الخمسة وثلاثين يوما الأخيرة من تاريخ السودان المعاصر. فإن على الجهات المختصة في الخرطوم أن تصدر تعميما شفافا وتوجيهات واضحة لكل أبناء الشمال المتواجدين حاليا في دولة جنوب السودان ؛ وكذا المقيمين فيها من التجار والجلابة ونحوهم ؛ بضرورة العودة السريعة إلى حضن بلادهم السودان خوفا من إحتمال تعرضهم لأعمال إنتقامية وتصفيات عرقية دموية سبق وأن تعرض لها شماليون في الجنوب مرات عدة ...... وأن على كل مواطن سوداني منهم أن يتحمل تبعات قراره في حالة إصراره على البقاء والإقامة في أراضي دولة جنوب السودان عقب إعلانها رسميا في 9 يوليو 2011م المبارك ؛ والذي بقدومه نستشرف عهدا مشرقا جديدا لبلادنا .... نبتهج فيه بتوديع "رجـل أفريقيا المريــض" ونستقبل البداية الحقيقية لسودان معافى متحرر من معظم المعوقات الجهوية والعنصرية المقيتة التي فتت من عضـد وحدته القومية منذ العام 1955م ولا يزال.
التعليقات (0)