أخي محمد دحلان .. التنسيق الأمني !!
- في قضية إستشهاد مأمون النتشة ونشأت الكرمي التي شكّلت إستمراراً لمسلسل الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ولم تتوقف للحظة / يبدو أن حماس وملحقاتها من فيالق المقاومة الصوتية وجحافل التحرير الكاذبة / يركنون ضمن رؤية عامة / كفى الله المؤمنين شر القتال / أن يعلّقوا كل أسباب العجز والقصور وقلّة الحيلة وإرتهان الإرادة والقرار لأولياء النعم ... على شماعة السلطة الوطنية وحركة فتح ... تهويد القدس / الإستيطان / جرائم المستوطنين / طرد المقدسيين / الإعتقالات / مصادرة الأراضي / قطع أشجار الزيتون / نهب محصول الزيتون / الحواجز العسكرية / السيطرة على مصادر المياه / كلها تتحمّل المسؤولية فيها السلطة الوطنية وتأتي تحت مسمى التنسيق الأمني؟؟! حتى إذا تعثّر هنية أو الزهّار في الحمّام / أو أصيب أبو راس أو الحية بالزكام / فهو التنسيق الأمني!!! أما إذا قتل المبحوح في دبي أو عز الدين الشيخ خليل في دمشق فهو التنسيق الأمني ... وإذا تفركش إجتماع فسائل دمشق أيضاً فهو التنسيق الأمني .. كما أن شبكات العملاء التي أعلنت عنها حماس في غزة فهي نتيجة للتنسيق الأمني ... طبعاً ما يقال لا يعدو كونه فلسفة تعمد إلى التشويه والتخوين الممنهج والمخطط للنيل من السلطة الوطنية وأجهزتها المدنية والعسكرية وتقديم حركة فتح على إعتبار أنها حركة عميلة / وأن السلطة وفتح / باتت جزءاً من منظومة الإحتلال الإسرائيلي ... وهذا ما لا يقبله أو يقتنع به عاقل ... لكن الأهداف والأغراض المقصودة من وراء هذا المسلسل الدعائي الضال والمضلل تتمحور حول ضرب المفاهيم الوطنية وشطب التاريخ النضالي وتشويه الصورة العامة للحركة الوطنية وإطارها المعنوي م.ت.ف كون حركة فتح هي العمود الفقري والرافعة الطليعية للمشروع الوطني الذي تسعى حماس لوراثته والسطو عليه إن لم تتمكن من السيطرة عليه / بالرغم مما يحمله هذا المنطق العدمي والعبثي من إعفاء للإحتلال من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن جرائمه اليومية وفي أحسن الأحوال التخفيف منها / وهذا ما تعودنا إلى غياب عبارات / الرد المزلزل / والإنتقام والثأر / عن ردود فصائل المقاومة الصوتية على جرائم الإحتلال ... مع أنها حتى عندما كانت جزءاً من بيانات وتصريحات أصحاب المؤتمرات الصحفية النارية .. أيضاً كانت للإستهلاك المحلي!!! ولكن الملاحظ أن التهديدات المتضمنة نوازع ورغبات الإنقلاب على السلطة والإشتباك معها تزداد حدّة ووقاحة أكثر من أي وقت مضى ويتناغم ذلك مع العديد من الإجراءات والأنشطة الميدانية لإنجاز هذا الغرض الإنقلابي وتم الكشف عنها من قِبَلْ أجهزة السلطة الوطنية .
ومن الطبيعي بأن الحديث عن التنسيق الأمني / لا يقترن بحقيقة أن كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة خاضعة بالكامل للإحتلال الإسرائيلي / وهو المسؤول المباشر عن كل ما يتعلق بحياة الإنسان الفلسطيني / من رخصة البناء في معظم أنحاء الضفة وصولاً إلى توفير المأكل والمشرب والكهرباء وتصاريح السفر والعلاج وصولاً لإقامة الصلاة في الحرم القدس أو زيارة كنيسة القيامة / وتستطيع قواته وأجهزته العسكرية والإستخبارية الوصول إلى كل نقطة في الأراضي الفلسطينية دون كبير عناء بكل ما تمتلكه من إمكانيات وقدرات هائلة / وإخفاء هذه الحقيقة المفضوحة لا يمكن أن يكرّس مفاهيم مغلوطة ... وإلا كيف يمكن القياس إذا كان معظم الشهداء الذين سقطوا في الضفة جراء الجرائم الإسرائيلية نتيجة للإقتحامات والإجتياحات هم من أبناء فتح وكذلك أكثر من 60% من المعتقلين والأسرى في السجون الإسرائيلية هم من حركة فتح بما فيهم قيادات من الصف الأول بالحركة .. هل هذا أيضاً جزء من التنسيق الأمني بين فتح والسلطة والإحتلال؟! وهل نحن من يملك طائرات الإستطلاع والرصد وأجهزة التصنت والملاحقة والمتابعة المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة للتجسس؟؟ وهل فتح والسلطة التي تمتلك أقمار التجسس الصناعية من طراز " أوفيك من 1-9 "؟؟ وهل فتح والأجهزة الأمنية هي التي تقوم بنقل وإخفاء عناصر حماس والقيام على خدمتهم وإختيار مكانهم حتى تقوم بتسريب هذه المعلومات للإسرائيليين أم من يتكفّل بهذه المهام هم حماس نفسها؟؟ وكم من المندسين والمخترقين في صفوف حماس وغيرها من العملاء والخونة الذين زرعهم الإحتلال الإسرائيلي / وليس ببعيد عن الأذهان عندما هرب المسؤول عن جهاز الإتصالات العسكرية والأمنية في حركة حماس للطرف الإسرائيلي بعد إفتضاح أمره وإنكشاف عمالته!!!
لذلك فإن حماس وكتائب المقاومة الصوتية التي لم تعد تتقن توجيه سلاحها إلا للصدور الفلسطينية وفي مواجهة المشروع الوطني / مطالبة بأن تعيد تنظيف بيتها الداخلي وتنقية صفوفها من الخونة والجواسيس / بدلاً من التخفي والتلطي وراء شعار التنسيق الأمني ولا ندري إذا لم تكن التهدئة التي تفرضها حماس بفوهة البندقية والقتل والملاحقة في غزة هي جزء من التنسيق الأمني مع إسرائيل أم غير ذلك!!!
التعليقات (0)