أخلاق الصحابة يا قناة وصال ؟
الحوار المُتَّزن الموضوعي سبيل لتوصيل رؤية , فكرة , رأي لطرف آخر. مع احترام ذلك الطرف رغم وجود الاختلاف , وقد ننجح في ايصال الفكرة و الرأي وقد نفشل في ذلك, وهذا الفشل لا يدفعنا أبداً للفشل الأخلاقي .
و لطرح قضايا الاختلاف بين المتحاورين لابُد من فكر ناضج يُدير تبادل تلك الآراء المُتصادمة غالباً و طرحها بإسلوب مُترفع عن وحل السقوط الأخلاقي باللفظ و الكلمة ,فالحوار مع الآخرين يعكس مدى وعي و ثقافة وعقلية المُتحاورين ,ومن خلال الفاظهم المُتبادلة أثناء الحوار ينكشف الستار عن جانبهم التربوي .
و حتماً الخروج بفوائد جمَّة من ذلك النقاش الراقي,ومن أعظم هذه الفوائد هو تبادل الاحترام فيما بينهم و إن ظل الاختلاف قائماً.وجميع من تابع المناظرة بين الباحث حسن فرحان المالكي و الشيخ الفارس على قناة وصال و على امتداد ثلاث حلقات , خرج بانطباع سيء و نفور جلِّي بسبب اللاأخلاقية المُنتهجة .
فأين قناة وصال من الرقي و المصداقية و الحيادية الحوارية ؟
المذيع المُكلف بإدارة الحوار أو ما يُسمى بالمُناظرة إن صحت تسميتها بذلك , بدأ برنامجه بكلام جيد إذ أقسم أنه سيكون موضوعي حيادي مع الضيفين , لنجده في نهاية زوبعته في الحلقة الثالثة يتشدق بأنه نجح في نصب كمين و طعم لضيفه الباحث حسن فرحان المالكي. و بدأت طقوس خطبته الهوجاء و كأنه بعد معركة مُحتدمة نال نصراً ليعتلي قبة الأقصى و قد رفع راية النصر عليها, بعد تحريرها من احتلال العدو الصهيوني و الذي دام عشرات السنين .
قال تعالى:{ يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } – سورة التوبة ,لم يكن لهذه الآية أي حضور في منهجية تلك القناة, فقناة تنتهج الكذب و الخداع وتُرتب المكائد لضيوفها و الأدهى المُجاهرة و إعلان ذلك على الهواء مباشرة , كل ذلك بعيد كل البعد عن المهنية و الحيادية الإعلامية .
أساءت قناة وصال للإعلام و استخفت بجمهورها الدائم و بمتابعيها الغير دائمين أيضاً و فقدت مصداقيتها المفقودة اساساً لدى شريحة كبيرة من الجمهور,وتغافلت قناة وصال عن حقيقة مُثبتة وهي : أنَّ إدارة و منهجية الإعلام بتأثيرها القوي و الذي بدوره يُساهم في تغيير الكثير من قناعات و مفاهيم ذوي المواقف" و بما قامت به القناة - من خلال مُذيعها البعيد كل البعد عن المهنية الإعلامية - غيرت مفاهيم و قناعات بعض من كانوا تحت ظلها الإعلامي.
وفي الدقائق الأخيرة من الحلقة الثالثة و بإشارة من إدارة القناة كما نوه المُذيع تم ايقاف المناظرة لتتجلى الهزيمة على المستوى الأخلاقي أولاً و العلمي و المهني ثانياً,لم يكن هدف القناة من المناظرة إلا مُحاولة لفرض الرأي على الآخر من خلال رفض منهجه العلمي جملة وتفصيلاً والقاء الإتهامات و الشتم و إقحام مواقف شخصية سابقة من خلال التطرق لتغريدات قديمة في موقع التواصل " التويتر " في مواضيع مُشتته و لا تمت لموضوع الحلقة بأي صلة , و لم تمنع " أخلاق الصحابة " التي يتبعها ذلك المذيع من هجومه و صراخه و طرد ضيفه و على الهواء مباشرة.
أهكذا استقيت الأخلاق ممن تقتدي بهم ألا وهم الصحابة ؟
مما لا شك فيه أنَّ منهجية الإعلام و إدارته و كوادره تخترق حياة الناس من خلال حضورها المجتمعي و بتأثيرها القوي و المُغيِّر لكثير من المفاهيم و القناعات و المواقف , و هذا ما قُمتِ به يا قناة وصال فالكثير اشمئز من ذلك المشهد الركيك المُتهالك الأخلاق .
وتغافلتِ يا قناة وصال عن حقيقة مُثبتة وهي : أنَّ إدارة و منهجية الإعلام والذي بدوره يُساهم في تغيير الكثير من ثوابت و مفاهيم ذوي المواقف" و بما قمتِ به - من خلال مُذيعكِ البعيد كل البعد عن المهنية الإعلامية - غيرتِ مفاهيم و قناعات بعض من كانوا تحت ظلك الإعلامي, و ساهمتِ في زيادة عدد مُتابعي الباحث حسن فرحان المالكي , ليبحروا في قسمات بحثه العلمي علهم يقطفوا ثمراً غاب عن شهية عقولهم أعوام كثيرة , فعليكَ تقديم الشكر و الامتنان لقناة وصال على هذا الصنيع المزدوج الأثر يا حسن فرحان المالكي.
ليل الفرج
التعليقات (0)