أخلاقنا في شهر رمضان
يتميز شهر رمضان المبارك بالكثير من المميزات والخصائص عن غيره من الشهور حيث أنه شهر أضيف إلى الله تعالى فالإنسان فيه في ضيافته تعالى وفي ضيافة المولى تكون الأنفاس تسبيح والنوم عبادة.
وكذلك مما يميز شهر رمضان المبارك وقوع ليلة القدر فيه والتي هي خير من ألف شهر ، وهي بلا شك أفضل ليالي السنة على الإطلاق وعليه فشهر رمضان هو أفضل الشهور ، كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخطبة التي تكلم فيها عن هذا الشهر الفضيل.
وأهم ما يميزه أيضا كما قلنا فضله عن سائر الشهور فلله تعالى عطايا خاصة لعبيده ، حيث يقول محمد بن مروان ، سمعت أبا عبدا لله (عليه السلام) يقول ( إن لله في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على مسكر ، فإذا كان في آخر ليلة منه اعتق فيها مثل ما اعتق في جميعه).
والسؤال هنا لماذا لا نتميز نحن أيضا في شهر رمضان كما تميزه ؟!، فليكن لنا تميز مثلا في معاملاتنا وفي أخلاقنا ، وصحيح أن هذا الشيء مطلوب في سائر أيام السنة ولكنه في هذا الشهر المبارك آكد وإلا كما لشهر رمضان فضل كذلك لحسن الخلق عموما فضله ، يقول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )( أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق ).
ففي الصيام مطلوب الالتزام بالأخلاق الفاضلة والتي منها غض البصر فقد ورد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل أصحابه أي الأعمال أفضل في شهر رمضان فقال من قال ، الصلاة قال ، لا ، فقيل الجهاد في سبيل الله قال ، لا ، فقالوا الله ورسوله أعلم فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غض البصر عن محارم الله.
وعلينا أن لا نغضب ولاسيما في شهر رمضان حيث البعض يؤثر عليه الصيام فيلجأ أحيانا إلى الغضب والصراخ بحيث يصل به إلى المعاملة الغير لطيفة كمعاملة بعض الآباء لأبنائهم في داخل منازلهم أو بعض الموظفين في داخل أماكن عملهم ولعله يحصل من يذكّره بصيامه فلا يستجيب أو بعد أن يفعل ما يفعل يقول ((اللهم أني صائم))، فمن المفترض أن يراعي فريضة صومه من قبل أن يحدث ذلك ، يقول الرسول الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم)( ما من عبد صالح يُشتم فيقول إني صائم سلام عليك لا أشتمك كما شتمتني إلا قال الرب تبارك وتعالى : استجار عبدي بالصوم من شر عبدي فقد أجرته من النار).
فينبغي على كل الأطراف في شهر رمضان التسامح ونبذ كل ما يعكر الصوم من بعض التصرفات غير اللائقة والأخلاق غير السوية بمعنى أن تصوم كل جوارحي عن كل ما هو مبغوض عند الله تعالى من هذه الأخلاق كالغيبة والنميمة وغيرها ، قال أبو عبدا لله (عليه السلام)( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عن الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك).
بمعنى أن شهر رمضان فرصة كبيرة وسانحة للتغيير إلى الأفضل سواء على المستوى الأخلاقي أو العبادي الشخصي أو الجماعي .
فبإمكاني أن ارفع من رصيدي العبادي في هذا الشهر من قراءة القران الكريم وقراءة الأدعية مثلا ولن نتحدث عن هذا الشأن كثيرا لأن فضل قراءة القران في شهر رمضان معروفة ومعلوم أيضا أن هناك أدعية مخصصة لشهر رمضان المبارك سواء في أوقات السحر أو غيرها.
فلو التزم الفرد المسلم والمؤمن بما تحدثنا عنه بالنسبة للمستوى الأخلاقي لأحدث تغيير ملحوظ في شخصيته الأخلاقية.
ناهيك عن ما لشهر رمضان المبارك من فضل كبير في تغيير بعض العادات الاجتماعية والفردية السيئة وعلى رأس تلك العادات التدخين فكثير من المدخنين يعزم على ترك التدخين في شهر رمضان المبارك أو مع اقتراب أيامه ، وذلك لان الصيام يساعدهم كثيرا على التقليل منه لأنهم قطعا لن يدخنون في نهار شهر رمضان وبالتالي يساعدهم على تركه بشكل كلي.
وأيضا كما للشهر الفضيل دور كبير في ترك العادات السيئة له أيضا نفس القوة في تعزيز بعض العادات الجيدة والسلوك المحبب كالتزاور أكثر والتلاحم وتبادل وجبات الإفطار فيما بين الأقارب والجيران والأهل والأصدقاء.
وأخيرا نذكّر بما لشهر رمضان المبارك من يد رحيمة على التائبين والعائدين إلى السميع العليم فالباب التوبة مفتوح في هذا الشهر ، شهر الله ، شهر الرحمة والتوبة والمغفرة شهر الخير والغفران ، فنسأل الله تعالى في هذا الشهر الفضيل أن تعم الرحمة كل المسلمين ويعم الأمن والأمان كل ديار الإسلام .
التعليقات (0)