اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية هو مثال للرجل الذي مرت عليه عشرات السنين و هو يعيش في الظل رغم مؤهلاته و طموحه و ما يظنه في نفسه من كفاءة, ثم تشاء الأقدار التي لم يتوقعها - لا هو ولا زملاؤه في المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أن يتحول حظه بين يوم و ليلة فيصبح في بؤرة الضوء, عضوا في الجماعة التي تحكم مصر اليوم و ترسم ملامح مستقبلها.
و هو عضو ليس كأي عضو, فهو من أوكلت له مهمة إدارة المرحلة الإنتقالية من الناحية الدستورية والقانونية و كذلك رسم خارطة الطريق الذي سوف تسير عليه مصر للانتقال من المرحلة الثورية الى المرحلة الدستورية المدنية.
و لأن زملاءه في المجلس يفتقدون الخبرة السياسية والقانونية التي يتطلبها حكم مصر في هذه المرحلة, فقد وجد صاحبنا نفسه حرا طليقا في إدارة أخطر ملفات حكم مصر.
و كان لابد أن يلتقطه ابناء تيار سياسي يلتفون حوله يمدونه بالأفكار و الغطاء السياسي لقراراته و السند المعنوي بالإيحاء له بأن الشعب يؤيد تلك القرارات و أن معارضيه لا يمثلون وزنا حقيقيا في الشارع.
و لم يكن هذا السند من ذلك التيار للواء شاهين مجانيا في يوم من الأيام. و كان الثمن هو هيمنة التيار على لجنة تعديل الدستور ثم اجراء استفتاء تكرس نتيجته ترتيبا للمرحلة الانتقالية يحقق مصلحة ذلك التيار وحده في الإستيلاء على الحياة السياسية المصرية و تهميش التيارات الأخرى التي قادت الثورة.
ليس مستغربا على الإطلاق ما فعله ذلك التيار السياسي, فهذا دائما شأنه كما هو شأن السياسة, و لكن الملفت للنظر والمثير للقلق هو ما نشهده الآن من عملية منظمة لصناعة ديكتاتور.
اسمعوا لما قاله الرجل في حديثه الى المذيعة المحترمة ريم ماجد في قناة أون تي في. لقد تصور سيادة اللواء (او صوروا له ) أن الإستفتاء على التعديل الدستوري كان استفتاءا على المجلس العسكري و نتيجته تعني ان الشعب قد أعطى الشرعية للمجلس لكي يفعل ما يريد و يقرر ما يراه في مصلحة الشعب . و كأن ال22% من المصريين ( و هم يضمون النخبة التي قامت بالثورة مع بعض الأقباط ), والذين قالوا لا, هم ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة. و هو لا يكتفي بذلك بل يهدد بأن المجلس العسكري يمكن ان يمنع التناول الإعلامي الذي يعارض قراراته.
لقد فقد هذا الرجل و مجلسه العسكري حيادهم المفترض في العملية السياسية.
اللواء ممدوح شاهين اليوم يلعب في حق المصريين بالخارج في التصويت و هو في ذلك يحقق مصلحة اخرى لنفس التيار السياسي الذي لا يرغب في أن يصوت المصريون بالخارج في الانتخابات المصرية لانه لا يضمن توجهاتهم و لا يستطيع ان يؤثر عليهم بنفس الاساليب التي يستخدمها في الداخل.
ممدوح شاهين هو مشروع ديكتاتور صغير , أما التيار السياسي اللاعب من خلف الستار فيبدو أنه لا يتعلم سواء من تجربته نفسها مع عسكر سنة 1952 او من تجربة حسن الترابي مع البشير في السودان و قد يصل إلى نفس النتيجة التي وصلوا اليها من قبل في مصر و وصل إليها إخوانهم في السودان.
http://www.youtube.com/watch?v=AlezoNl7P3Q
التعليقات (0)