القسم الأول
النصوص المنسوبة للعهد القديم وهي ليست موجودة فيه
1- وإذ أوحي إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل, وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة,
لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه سيدعى ناصرياً. (متّى2/22-23)
في هذا النص يقول متّى إن ذهاب يوسف النجار الى الناصرة لكي يتم ما قيل بالأنبياء أن يسوع سيدعى ناصرياً, وهذا النص يعلم متّى والكنائس المختلفة أنه غير موجود في أسفار الأنبياء ولا في باقي أسفار العهد القديم! فمن هو الذي أوحى لمتّى كتابة هذا النص ونسبته للأنبياء؟
ونسبة هذا النص للأنبياء وهو غير موجود ألا ينطبق عليه القول لا تقبل خبراً كاذباً؟
2- فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة,
فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح. (يوحنا/1-45)
في هذا النص يكتب يوحنا على لسان فيلبس أنه قال أنهم وجدوا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة, وهذا النص مع أنه لا يوجد في الناموس أو في أسفار الأنبياء إلا أنه يتناقض كذلك مع ما تؤمن به الكنائس المختلفة من أن يوسف ليس والد يسوع بل ولد من غير رجل! فهل كان يؤمن يوحنا أن يوسف كان أباً ليسوع من جهة الجسد والطبيعة, أم أنه كتب هذا النص ونسبه لناموس موسى والأنبياء لإضفاء حالة من القداسة على ما يكتب مع علمه أن هذا الأمر غير صحيح وان النص غير موجود في الناموس والأنبياء؟
القسم الثاني
نصوص أخطأ كتبة الأناجيل في نسبتها لأسفار العهد القديم
1- حينئذ لمّا رأى يهوذا الذي أسلمه انه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة قائلا قد أخطأت إذ سلّمت دماً بريئاً,
فقالوا ماذا علينا, أنت أبصر,
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف, ثم مضى وخنق نفسه,
فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحلّ أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم, فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاريّ مقبرة للغرباء,
لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم,
حينئذ تمّ ما قيل بإرميا واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب. (متّى27/9-10)
في هذا النص ينسب متّى نص الثلاثين من الفضة الى سِفر إرميا وهذا خطأ لأنه مذكور في سِفر زكريا, كما في النص التالي:
فقلت لهم إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا,
فوزنوا لي أجرتي ثلاثين من الفضة.(زكريا11/12)
فعدم معرفة متّى للسفر المكتوب فيه نص الثلاثين من الفضة هل يدل على تلقيه لإنجيله عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟!
2- لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم أنهم ابغضوني بلا سبب. (يوحنا15/25)
في هذا النص ينسب يوحنا فقرة أبغضوني بلا سبب الى الناموس وهذا خطأ لان هذه الفقرة مذكورة في المزامير وليس في الناموس كما في النصين التاليين:
- لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً ولا يتغامز بالعين الذين يبغضونني بلا سبب. (مزامير35/19)
- أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب. (مزامير69/4)
ولا يوجد أحد من اليهود أو من الكنائس من يطلق على المزامير اسم الناموس! لأن الناموس هو ما تلقاه موسى من الرب من شرائع ووصايا.
فكيف وقع يوحنا في هذا الخطأ لو كان يكتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟!
3- أجابهم يسوع أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت أنكم آلهة لأُولئك الذين صارت إليهم كلمة الإله, ولا يمكن أن ينقض المكتوب. (يوحنا10/34-35)
في هذا النص يتكرر خطأ يوحنا مرة ثانية لان فقرة أنا قلت أنكم آلهة ليست مكتوبة في الناموس بل في المزامير كما في النص التالي:
- أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم, لكن مثل الناس تموتون, وكأحد الرؤساء تسقطون, قم يا رب دن الأرض, لأنك أنت تمتلك كل الأمم. (مزامير82/6-8)
فعدم تفريق يوحنا بين الناموس والمزامير الى أي شيء يمكن إرجاعه؟
هل يمكن للوحي أو الروح أن يقعا في مثل هذا الخطأ البسيط لو كان يوحنا يكتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟
القسم الثالث
النصوص التي ذكرت فيها أسماء وأعداد مخالفة لما هو مذكور في العهد القديم
1- لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح,
الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل. (متّى23/35-36)
في هذا النص يقول متّى أن الذي قتله اليهود بين الهيكل والمذبح هو زكريا بن برخيا وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان الذي قتل هو زكريا بن يهوياداع كما في النص التالي:
- ولبس روح الإله زكريا بن يهوياداع الكاهن,
فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الإله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون,
لأنكم تركتم الرب قد ترككم,
ففتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب,
ولم يذكر يوآش الملك المعروف الذي عمله يهوياداع أبوه معه بل قتل ابنه, وعند موته قال الرب ينظر ويطالب. (الأيام الثاني24/20-22)
وأما زكريا بن برخيا فهو من أنبياء بني إسرائيل بعد سبي بابل وكانت وظيفته تشجيعهم لبناء بيت الرب كما هو مذكور في العهد القديم.
فجهل متّى باسم الرجل الذي قتله اليهود هل يدل على كتابة إنجيله بسوق من الروح المقدس؟!
فهذا الخطأ ينطبق عليه قول لا تقبل خبراً كاذباً.
2- فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داؤد حين احتاج وجاع هو والذين معه,
كيف دخل بيت الرب في أيام أبيأثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة, وأعطى الذين كانوا معه أيضاً. (مرقس2/25-26)
في هذا النص يقول مرقس أن داؤد دخل الى بيت الرب في أيام رئيس الكهنة أبيأثار, وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول أن رئيس الكهنة في ذلك الوقت هو أخيمالك, كما في النص التالي:
- فجاء داؤد الى نوب الى أخيمالك الكاهن,
فاضطرب أخيمالك عند لقاء داؤد وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد. (صموئيل الاول21/1)
فهذا الخطأ في اسم رئيس الكهنة الذي كتبه مرقس هل يشير الى أنه كتب إنجيله عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟!
3- فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفساً. (أعمال الرسل7/14)
في هذا النص يقول لوقا ان الذين دخلوا مصر كانوا خمسة وسبعين نفساً, وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان الداخلين الى مصر كانوا سبعين شخصاً, وهم معروفون بأسمائهم, كما في النص التالي:
- جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفساً,
وابنا يوسف اللذين ولدا له في مصر نفسان,
جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون. (تكوين46/23-27)
فهذا الخطأ في تحديد عدد الداخلين الى مصر هل هو من روح الرب أم من روح رديء؟!
4- وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا أُغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها. (لوقا4/25)
في هذا النص يكتب لوقا على لسان يسوع قوله ان انقطاع المطر في زمن إيليا كان لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر, وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان انقطاع المطر كان أقل من ثلاث سنوات كما في النصين التاليين:
- وقال إيليا التشبي من مستوطني جلعاد لأخآب حيّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه انه لا يكون طلّ ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي. (الملوك الاول17/1)
- وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا في السنة الثالثة قائلاً اذهب وتراء لأخآب فأُعطي مطراً على وجه الأرض. (الملوك الاول18/1)
فكما نقرأ فإن المطر جاء في السنة الثالثة وليس كما كتب لوقا مما يدل على ان علمه بالعهد القديم ليس كثيراً! وهذا الخطأ عينه وقع فيه يعقوب في رسالته كما بينت ذلك سابقاً, ولست أدري من منهما أخذ هذا الخطأ من الآخر أم أن الروح الذي كان يسوقهما وافق على كتابتهما لهذا الخطأ!
من هذه الأخطاء يظهر لنا وجود نصوصاً وقصصاً في الأناجيل لا يمكن أن تكون قد كتبت بأي طريقة من طرق الوحي, وهذا يعني أنها ليست من كلام الرب ولا من وحيه, لان كلام الرب ووحيه لا يقع في أي خطأ, فضلاً عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء البسيطة والتي لا تحتاج إلا لبعض العلم بما هو مكتوب في العهد القديم.
ولقراءة المزيد عن هذا الموضوع يرجى زيارة المواقع التالية:
http://historicaljesus-isa.blogspot.com/
http://gospelsources.blogspot.com/
نادر عيسى
التعليقات (0)