مواضيع اليوم

أخذوا الديمقراطية وأخذنا القشرة

عبدالصمد السويلم

2012-05-02 07:46:23

0

معظم الشعوب المتقدمة الآن إذا نظرنا إلى مكونات مجتمعاتهم لوجدنا أعراقا كثيرة ومتنوعة تعيش جنبا إلى جنب يسودهم التعايش والسلام ، يجمع بينهم أكثر من رابط ولعل أقوى تلك الروابط في تقديري رابط المواطنة ووحدة الصف وإتفاقهم على هذا الشعار بعيدا عن التناحر والتباغض كما هوا الحال في معظم مجتمعاتنا وبأشكال متعددة وببالغ الأسف أقولها . على سبيل المثال شعب مثل شعب الولايات المتحدة رغم كل الخلافات والإثنيات التي بينهم إلا أنهم جميعا متفقين على شعار واحد وهوا ( أنا مواطن أمريكي) وتحت هذا الشعار إستطاعوا بناء دولة كبيرة ومترامية الأطراف وموحدة تحت قيادة وسلطة موحدة جعلوا بذلك دولتهم قوة مهيمنة على العالم . وفي مشهد آخر نجد أر دوغان قد إستطاع التغلب على تناقضات كثيرة في مدة وجيزة . من بينها التناحر الديني الذي كان حاصلا هناك بين الإسلاميين والعلمانيين وكذلك إنتشال تركيا من الديون والتسول إلى المركز السابع عشر إقتصاديا في خلال فترة لا تتجاوز العشرين سنة . ومن هنا أعود وأكرر على ضرورة إستصلاح الداخل وحل الأزمات الداخلية أولا ، وبنظرة متأنية على الدول النامية نجدها غنية بالموارد فقيرة بالكوادر مثل تشاد و معظم دول إفريقيا لم تعي بعد أن المعادلة تغيرت ولم تعد كالسابق فالبقاء ليس للقوة والقمع كما كان في الماضي ولكن للأذكى كما هوا حاصل ومشاهد فالدول القوية هيا ليست كذلك بسبب عدتها وعتادها فقط بقدر إتفاقهم ووحدة كلمتهم على مضامين المجتمع ولملمة كل مكوناته ببعضه عن طريق الديمقراطية التي تطبق هناك فالفائز هناك في السباق الرئاسي لا يقصي غريمه لأن الديمقراطية تعني حفظ وصيانة حقوق الجميع على حد سواء وليس مطاردتهم وزجهم في السجون وإقصائهم عن الساحة عن بكرة أبيهم لذلك على الحاكم ان يعي هذه المعادلة جيدا قبل أن يجلس على كرسي الرئاسة وليس عند أول هبة ثورية ضده . هنا تكون الديمقراطية قد أخذت مجراها على وجه كامل , أما المهزلة التي نراها لا تعدو أن تكون سوى قشور ديمقراطية ليس أكثر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !