أحمر ياااا زر البندورة
محاسن الحمصي
بصراحة انا مش رح أهوب ناحية الانتخابات ومش رح انتخب حد لا احزاب ولا افراد ولا اخوان
ومين بيقول بالناقص صوت الله محييه .
احنا بدنا نعيش ، بدنا نتنفس ، بدنا وطن فيه رخاء اقتصادي على الاقل في حدود 30% مش اكتر
بدنا حزام وسط لا طويل ولا قصير نشده حول بطوننا ..شبعنا ضغط وزم وشد .
النائب المرشح يصرف على حملته الانتخابية ويبعزق المال هنا وهناك حتى يدخل تحت القبة الخضراء
وحين يجلس على المقعد يبدأ في سن قوانين جديدة وتغيير القديمة وحفظ ملفات
في ادراج مكتبه والمواطن المفروض
انه سينتخب يبدأ في الركض وراء النائب ومطالبته بتحقيق برنامجه الانتخابي الذي وعد به
في اليافطات والولائم والعزائم والمضافات المفتوحة قبل اليوم الموعود ..
لكن كما المجالس السابقة احلام واوهام وبيع شعارات وكلام ..
فكيف نثق ونعطي الصوت ونحن بُح منا الصوت ؟
خلينا في همنا اليومي وتعبنا في توفير لقمة بسيطة لاهل بيتنا وتسديد فواتير الماء والكهرباء
لابدنا سياسة ولا بدنا كلام في الهواء ..حتى الهواء صار عواصف وزوابع وغبرا والاجداد
بيقولوا هذا غضب من الرب ..!
والحساسية
زادت من همنا ..لان ذلك يعني شراء ادوية والادوية بدها فلوس ..وفلوس مافي ..!
نكتب عن اسعار الخضار؟؟
والاردن معروف في الاغوار الغزيره في العطاء وان الخضار والفواكه من تربتها هي الافضل والمفضلة ،
كنا نصدر الخضار للبلاد المجاورة صرنا بدنا نستورد وصرنا نهرب البندورة تهريب ..!!
الله قالها يا جماعة الخير ان كيلو البندورة بدينار وسبعين قرش ؟
يرحم ايام مصانع رب البندورة
والسحارة كلها بنص دينار وبياع الخضرة ينادي احمر يازر البندورة وما حد يعبرُه ..
صار الزلمة لما يصادف بنت وجهها احمر يقول نيالها على الاقل خدودها بندورة ،
ونظرُه يبقى معلق في الخدود مش اعجاب لكن اشتهاء لصحن قلاية معتبر .
الاسعار ترتفع عالميا نقول معلش حالنا من حال الغير الذهب يصير 28 دينار للغرام قلنا بلاش نتزوج ..
البنزين ارتفع.. بلا من السيارات ..
القهوة تدللت ..قلنا بطلنا الكيف لأن اصلا الدخان غير مستحب مع رفع سعره
والارجيلة كمان تضر بالصحة ننساها وخلينا على العلكة المخدات اللي بتكسر الاسنان ..!!
السولار طار فوق قلنا خلينا مصقعين ونلتف بحرامات اذا كنا نملكها ونشعل باقي عفش البيت او على منقل الفحم اذا ما زاد سعره هذه
الشتوية لانه الحمدلله الاسعار بتولع في الشتاء
يمكن لأن الحكومة تفضل ان نتدفء طبيعيا
من وهج حرارة الجسم المرتفع ضغطه .
وخلينا في الغذاء ..الزهرة او القرنبيط الكيلو بدينار
يعني راس زهرة مابيكفي تعمل صينية مقلوبة ، والاجمل تاخد صورة تذكارية مع..كوسة !
والبطاطا المرطبة ، المرخية بسبب خزينها بالثلاجات صار الاطفال يغنوا لها ع البطاطا ..
اما الفواكه فهي محرمة ويمكن تطلع فتوى انها تضر بالصحة
وليس فيها فيتامين ولا داعي لتناولها الا ان زرت بيت مسؤول ..طبعا اذا استقبلك ...!
المدارس ، الجامعات ، الكتب ..القرطاسية لم يبقى شيء يحتاجه البني آدم منا الا و ارتفع الا معنوياتنا في الحضيض ..
والناس بتسأل ليش الشعب الاردني مكشر ولا يضحك للرغيف السخن ؟..حتى الرغيف مكشر ..!!
كيف تضحك واولادك نفسهم في صحن سلطة ؟ مع انهم ايام الرخص ما كانوا يحبوه
بس كل ممنوع مرغوب ..! كيف تنام وعقلك شغال على راتبك اللي طار من اول يوم
والبقال لم يعد يدينك واللحام والخضرجي ؟ وكل هذه المصائب ونقول الحمدلله نعمة كريم.
لكن الحكومة وراك وراك لا ترحمك ولا تخلي رحمة الله تنزل عليك ..لانها لا تشعر بما يعانيه
المواطن الغلبان ..
مثال بسيط ..في اجتماعات الوزراء او الحكومة او افتتاح التي تبث في الاخبار ،
تجد على الطاولات صحون البيتي فور ومياه الصحه المختومة ومحارم الفاين ..لان اللقاء طويل
يحتاج من المسؤول سد الرمق بدل الغداء وبل الريق ومسح عرق وتعب وجهد البحث
عن حلول لمشاكل المواطنين ..ان كان الاجتماع العملي هكذا فكيف الاجتماع على طاولة الغداء
او العشاء .. وياريت في نتائج محسوسة او ملموسة
الا التصريحات بلا طعم ولا نكهة ؟ هل يفكر المسؤول كم ثمن زر البندورة وضمة البقدونس او الجرجير
التي ياكلها في بيته والمطاعم والبوفيهات المفتوحة والمغلقة ؟
لذلك انا لن اذهب لانتخب ، رغم انه واجب وطني ملزمة به لانه بالمقابل هناك واجب وطني على الحكومة
وهي ايجاد حل لهذا الغلاء الغذائي على الاقل ،
لا نطلب حاليا المستحيل من حكومة جاهزة للرحيل فهي لم تقدم شيئا يذكر ..للمواطن ليشكر
..او علينا ايضا الذهاب الى السوق الصيني
بسقف السيل لعلنا نجد ازرار بندورة ولوازم طبخة تسد الرمق ..
كاتبة من الأردن
التعليقات (0)