أحلام يوليو وكوابيس يناير
بقلم د /صديق الحكيم
فاتحة القول :اليوم تمر بنا الذكري الستين لثورة يوليو1952 وللتاريخ أكتب ما أحسه نحو هذه الثورة التي قامت قبل ميلادي بأكثر من عشرين سنة لقد قامت ثورة يوليوعلى مبادئ ستة كانت هي عماد سياسة الثورة وهي:القضاء على الاقطاع والقضاء على الاستعمار والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وإقامة جيش وطني قوي وإقامة عدالة اجتماعية.
وأري أننا بعد ستين سنة من ثورة يوليو وسنة ونصف من ثورة يناير أن كلتا الثورتين لم تحقق أي من أهدافها بالكامل فثورة يوليو حاولت القضاء علي الاقطاع بالتأميم وتحديد الملكية الزراعية وتوزيع الثروة علي صغار المزارعين المعدمين في شكل تمليك أراضي الاصلاح الزراعي وهو الأمر الذي يتذكره جيدا جدي العزيز وزملائه الذين حولتهم ثورة يوليو من أجراء في وسية أفندينا إلي أصحاب أرض وعزوة وإن كانت قراريط .
والقضاء علي الاستعمار الإنجليزي تحقق فعلا لكننا بعدها وقعنا تحت احتلال أمريكي بإرادتنا عندما اعتقدنا أن 99 % من أوراق اللعبة في يد ماما أمريكا ومن القضاء علي سيطرة رأس المال علي الحكم دخلنا إلي الانفتاح الكبير وظهر رجال الأعمال الجدد(محدثي النعمة) وسماسرة التوكيلات وبيع القطاع العام الذي صنعته ثورة يوليو في أول عهدها أوفي عقدها الأول والآن وبعد ثورة يناير مازال رأس المال يتحكم في مصر من أول الإعلام الفاسد لرجال الأعمال من الفلول إلي التلاعب بالبورصة من نجلي المخلوع
وحياة ديمقراطية سليمة انقلب عليها العسكر قبل ستة عقود عندما أطاحوا باللواء محمد نجيب ووضعوه رهن الإقامة الجبرية طيلة 30 عاما حتي قضي نحبه في 1984 ولم تقم له جنازة عسكرية رغم أنه أكبر رتبة في ثورة يوليو وكان أول رئيس لمصر الجمهورية وانقلب عليها العسكر بعد ثورة يناير عندما ساهموا في حل مجلس الشعب بتمرير قانون معيب والدستور أولا وحل مجلس الشوري والدستورية الثانية كل هذا في سبيل الحفاظ علي المصالح والمكاسب التي حققوها علي مدار ستة عقود
أما مبدأ إقامة جيش قوي هدف سعي إليه المخلصون من بني وطني عندما صعنا صاروخ شاهين في مصانعنا الحربية التي تحولت بعد ذلك لصناعة الغسالات والأواني المنزلية لكن حلمهم تكسر علي أعتاب 5 يونيو 1967 لكن عندما عاد المخلصون من أمثال سعد الدين الشاذلي ورفاقه الأبطال عبرنا المستحيل وانتصرنا علي العدو لكن الفرحة لم تكتمل أخذها كيسنجر وطار إلي كامب ديفيد حيث اتفاقية السلام المزعوم
وأخيرا مبدأ إقامة عدالة اجتماعية أهم ملامحها التعليم المجاني الذي أنتج زويل ومحمد مرسي الرئيس الحالي لكن أحلام ثورة يوليو لم تكتمل وتحولت بعد البدايات الجميلة إلي كوابيس من القمع والدكتاتورية والاضطهاد في الستينات وما أدراكم ما الستينات كما قالها الرئيس
خاتمة القول :هل نحتفل بثورة يوليو ؟ نعم نحتفل بالتاريخ وبالتجربة التي لم تكتمل أو خرج بها حكامنا عن سياقها الطبيعي علي مدار ستين سنة وأري أن أحلام يوليو التي استحال بعضها إلي كوابيس أخرجت الشعب المصري في يناير للتخلص من الكابوس الأكبر لكن هذا الكابوس الأكبر خلف وراءه كوابيس كثيرة تحتاج ليقظة الشعب ووحدته وتعاونه والتفافه حول الرئيس دكتور محمد مرسي حتي تتحقق أحلام يوليو أو أحلام يناير فهما لايختلفان حتي ولو اختلفت الأزمان والأشخاص
عاشت مصر حرة قوية بشعبها وجيشها وبثورتيها يوليو ويناير
للتواصل مع الكاتب (225) sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)