علي جبار عطية
وجدت نفسي اسبح في بحيرة من الأمنيات والأحلام العراقية الخالصة في صباح ذلك اليوم الخريفي الذي لم تفارقه نفحات صيفية فقد اصبح الصيف صديقنا والحرارة لم تنخفض عن درجة حرارة الجسم !
حلمت بيوم لا تنفجر فيه عبوة لاصقة ولاسيارة مفخخة ولا عبوة ناسفة .. ذهبت تصوراتي بعيداً اذ كانت السيارة التي اقلها تسير على الطريق الخالي ذات اليمين وذات الشمال كأنها سيارة عروسين لا اختناقات مرورية ولا انسدادات طرق ولا مواكب مسؤولين ولا شتائم ركاب ناقمين على الوضع ولا بذاءات سواق ولا شكاوى نساء مسنات من عقوق الاولاد وجور الزمان!
رأيت الناس يتبادلون عبارة التهذيب (العفو عيني، تفضل اغاتي، انتظر أخي) واختفت عبارات الشدة والغلظة والوقاحة والغلبة والمصطلحات المستوردة من دول الجوار مثل (ابو الشباب) و (خالي) و(ياولد) ونحو ذلك!
اختفت من الخارطة الاجتماعية اللافتات السود التي تعلن موت الشاب الفلاني بحادث غدر جبان او بعملية ارهابية وحلت محلها لافتات بيض تعلن عن سفرات سياحية باسعار تفضيلية الى اجمل بقاع العالم ..
حلمت باختفاء الحصة التموينية التي تثقل كاهل من يتسلمها بكسر الظهر وحلت محلها مبالغ نقدية يتسلمها المواطن على رقم حسابه في المصرف!
ذهب خيالي بعيداً فالمواطن يرفض الشقق السكنية التي تعطيها له الدولة بعد الزواج لانه يريد بيتاً أرضياً..
كنت افكر بيني وبين نفسي هل هذه الاحلام كثيرة على العراقي المبتلى بالحروب منذ فجر الحضارة …
كسر اناء احلامي سائق السيارة بقوله :
((اخوان، الاجرة ناقصة واحد)) !!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)