مواضيع اليوم

أحلام الماضي وآمال الحاضر

عبدالصمد السويلم

2012-05-02 07:56:12

0

البداية في زمن التسعينيات ومنذ كنت صغيرا حديث السن كنت أسمع شائعات كثيرة آنذاك حامت وتناثرت على مسامعي وتنوعت بين التفاؤل والأمل والترقب وإلى غير ذلك , وكذلك الحال مع الكثيرين من الاحداث من أقراني وغيرهم هنا في المهجر من بلاد الحرمين مدينة جدة تحديدا . ومع صغر عقولنا لم تكن تمتد بنا الرؤيا لأبعد من العالم 2000 وفي تلك الفترة أثناء حكم الرئيس إدريس ديبي والذي لايزال إلى اليوم , أخذ معظم الآباء يحدوهم الامل في التغيير وكل تفكيرهم الخلاص من زمن الدكتاتورية والحروب والنزاعات متلمسين لأي بارقة أمل من الممكن أن يحسن حالهم إلى الأفضل وبذلك تمت البيعة للرئيس الجديد الذي ردد قبل ذلك مقولته الشهيرة (أنا لم آتيكم بذهب أو فضة ولكن جئتكم بالديمقراطية) فقد ساعدته كثيرا في إرساء سيطرته على مقاليد السلطة في البلاد . وتعمقت فكرة الديمقراطية أكثر في فكر الآباء والذين كان من بينهم والدي طبعا , وأستبشروا خيرا بالقادم الجديد الذي سطر أول شعاع الديمقراطية في البلاد بزعهم! حيث لم نلمس من الحرية إلى الآن سوى الإسم فقط . نعود لحديث التسعينايات مرة آخرى حيث لم نكن نملك نحن الصبيان بين أيدينا إلا بعض الأوهام بحسب شغفنا وإشتياقنا لوطن لم نره بعد ولي أن أورد لكم بعضا من تلكم الأوهام التي كانت بمثابة الحلم والأمل في آن معا بالنسبة لنا نحن معاشر الصبيان لكي تلمحوا شيئا من ماضينا وصفاوة إشتياقنا , فمرة نسمع عن تشاد الدولة الأم والحاضنة لأحلامنا الصغيرة لذلك المستقبل الذي رسمناه , حينها لم نكن نعي مايحدث هناك حيث كانت الشائعات تطوقنا من كل مكان والقلوب مشدودة للوطن نأخذ كل خبر وننسج حوله الاحلام والآمال إلى درجة أن إحدى الشائعات كانت مفادها أن عام 2000 يسكون عام النفير الجماعي إلى تشاد ستكون عندها في تطور هائل تزاحم الدول المتقدمة على سلم الترتيب , وهكذا أخذنا نسرح ونمرح بين الشائعات والأوهام تارة اخرى وبين الأمل لمعانقة تراب الوطن لم تكن المعالم واضحة في أعيننا غير إيماننا بأنها قد تطورت بقدرة قادر أيضا فهناك شائعة اخرى أو سموها كما شئتم مفادها أن منتخبنا الوطني سينافس في نهائيات كأس العالم . هذا بعضا مما كنا نثلج به صدورنا ونثري به أفكارنا الصغيرة لوطن عشقناه ولم نراه . في أجواء غابت فيه عوامل السعي والحث على الرحيل الجاد لتشاد أو بزيارة على أقل تقدير لنروي هذا الإحساس المتأصل في نفوسنا البريئة آن ذاك . وبعد العام 2000 أخذت الصورة المثالية تذبل شيئا فشيئا وحصل النكران عند فيئات كثيرة كانت ترفرف في وجدانها هذه الأحلام حتى دخلت في مرحلة من الصدمة , ولكن سرعان ما أفاقت منه , وإنشغل الآباء بالسعي وراء لقمة العيش ولم يجري في خاطرهم ربط أبنائهم بالوطن مما أدى إلى إلى إنتشار اللامبالاة في أوساط الشباب وتنامت فكرة البحث عن الإنصهار في المجتمع بطريقة أو بأخرى وهكذا تباينت الآراء بين الرضا والسخط وفي خضم كل هذه الأحداث تجدد الامل مرة أخرى في الآونة الأخيرة على ما يطالعنا ونراه من نخب ومجموعات إتخذت من العلم والمعرفة هدفا واخذو في السعي لترسيخ هذا الهدف. شباب واعد وطموحات أقوى تسلموا الشعلة من الآباء وأنطلقوا فعلا في رحلة السعي والإنجاز لمستقبل الوطن والله أسأل ان يجعل النجاح حليفهم .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !