أحلام الطـــــــــــــــــــــــــــــــريق ....
كنت أجد نفسي مشمئزة في كثير من الأحيان و أنا أستمع لواحدة تلوك في قوانين المرأة و تدافع عنها ، و تدعو المجتمع المدني و التشريعي ـ و مصطلحات أخرى يعرفونها و لا أعرفها ـ أن يهتم بنا نحن معشر النساء ... بصراحة كنت أشعر بالنفور، قناعة مني بأنني مكرمة في مجتمع أعزه الإسلام ـ الحمد لله ـ و نظمته قوانين تحميني أيضا و تحترمني كامرأة ... لسنوات عديدة كذلك كنت كلّما دعيت للاحتفالات بعيد المرأة أمتنع للقناعة نفسها .
و لكن الأمر هذه السنة اختلف معي لأنني قررت مرة واحدة أن أنتعش بصريا برؤية هذه الاحتفالات و ولوجها ، ثم أني أردت أن أعرف إلى أي مستوى وصلنا في فرض احترامنا على الأخر ؟... و كيف هو البرنامج المعد لنا في مثل هذا اليوم ؟ ... و كيف يحتفل بنا ؟ ... و كيف نكرم ؟... ثم من تمثلني و تكرم بدلا عني ... أو سأقول نيابة عني كامرأة ..... ؟ من ....؟ و هل ؟... و ؟.....و أسئلة كثيرة .
خرجت و كنت مشرقة الروح كإشراقة الربيع ... و كنت أظنني المرأة الوحيدة التي ستتقاذفها شوارع المدينة ... و لكنني فوجئت...فهن كلّهن هنا .... يعرفن الـ 8 مارس ... و كلّهن ذاهبات مثلي للاحتفال بيومهن ...
أول بوادر الاحترام إضراب أصحاب سيارات الأجرة في مثل هذا اليوم (العالمي) .... معنى ذلك ستكون طريقي طويلة إلى وسط المدينة ، ومنه سأمنح لمخيلتي المنتعشة مجالا واسعا للتفكير... أين سأذهب أنا و معاشر النساء هذه ... و ماذا سنجد ؟...
لقد دخلت في حلم جميل أسميته فيما بعد " حلم الطريق " ...كان الحلم واعيا و جميلا جعلني أتصور وجهة كل واحدة منّا.
حسن ...ربما بعضهن طبيبات أو ممرضات ، فالوجهة قطاع الصحة أين ستكرم طبيبة جيدة ، أو ممرضة تحب عملها ،أو حتى قابلة كانت طفرة بلسانها المهذب اللبق أجمع الكل على حسن تعاملها مع المرضى ...
و ربما بعضهن الأخر معلمات ، أو أستاذات ، أو مراقبات ، و وجهتهن مديرية التربية التي ستكرم مستخلفة شابة (يدمر عليها) مدير المؤسسة بالساعات الإضافية ، و (يتعنتر) عليها بقوانين هو لا يطبقها أصلا ، بل لا يعيها ، أو أستاذة ظلت ترفع العلم صباحا ، و تنزله مساء ستة أيام في الأسبوع ، تمارس عملها المكتظ بانتظام و في منتهى السعادة لا تكترث لزملائها من الرجال و هم ينعمون بأنصاف الأيام الحرة ، بل الأيام الحرة ، يمارسون فيها تجارتهم ، و أعمالهم ... أما أمومتها فتمارسها ليلا عندما ينام الصغار ، و إلا من قال لها اعملي (على رأي مدراء بعض ...)...
و بعضهن الأخر واضح أنهن طالبات جامعيات ، وجهتهن ستكون قاعة منتوري الكبيرة ، التي ستحتضن الدكتورة و الباحثة فلانة و هي تعرض للناشئات تجربة نجاح قوية تغرسها فهن ...
أما بعضهن فلا عمل لهن ، و لكنهن مثقفات ،و وجهتهن ستكون صلات المدينة المختلفة ، أين ستنظم ندوات فكرية ، أو أفلام وثائقية ، أو أمسيات ، أو محاضرات ....كلّها تهدف للرقي بالمرأة و فكرها .......
و قادني حلم الطريق إلى أن وصلت نبض المدينة ، و بدأت أجوب مراكزها الكبيرة و المكتظة بأجسادهن ، و الغريب أني لم أجد ليّ مكانا و أنا حواء مثلهن ، جبت كل المراكز و أنا أفتش عن حلم كنت قد رسمته في الطريق ، و لكنني ـ مع الأسف ـ لم أجده ....
عموما شكرا، شكرا جزيلا للجنة الحفلات التي أفادتنا و أطربتنا بالشاب فولان و علان ، و بترسانة ( الدسك جوكي ) المنتشرة في كل صالات و قاعات الحلم قسنطينة .
ثم عاودت أدراجي مشيا أيضا إلى منزلي الذي دخلته مكفهرة الوجه ، ساخطة ألوك و أجتر قوانين المرأة التى عرفت اليوم فقط أنها مسكينة لا تعرف الفرق بين من يحترمها و بين من (يشيخ ) عليها ...مسكينة لا تعرف أن تحديات امرأة الـ 2009 أكبر من ( هز وسط) ... و أن قيمتها أرفع من برنامج تافه سطر للاحتفال بها .
عموما لقد قررت أن أنظم إلى الاتحاد النسوي ـ الذي طالما اعترضت عليه ـ حتى أطالب بكل أحلام الطريق ... هذا إن قبل الاتحاد أن يضم متخلفة مثلي ...
ماذا هل سيوافق ؟ ...
لا أعتقد .
سهام بوخروف في اليوم العالمي للمرأة عام 2009
و لكن ..... و نحن في 2011 يبدو تماما بأن الحال هو نفسه ، لهذا قررت إعادة نشر أحلامي التي على الطريق...........آه .
ملاحظة : آسفة لبعض المصطلحات التي وجدتني أعبّر بها اضطرارا ... آسفة .
التعليقات (0)