أخيراً استطاع الإنسان أن يهزم الطبيعة .. وأن يروض تمردها .. وأن يستأنس عنفوانها ..
ذهب عصر الكوارث والزلازل والبراكين والأعاصير التي خلفت وراءها عشرات الملايين من الضحايا من بني البشر في جميع أنحاء الأرض .. وهدمت العمائر .. و دمرت حضارات ..
انحسم الصراع لصالح الإنسان وانتهى بهزيمة الطبيعة ..
ومثلما صنع الإنسان البشري الربوت "الإنسان الآلي" ليحاكي صانعه البشري حتى في لعب الكرة وإجراء العمليات الجراحية .. فها هو الإنسان يصنع اليوم الزلازل التي تحاكي وتنافس زلازل الطبيعة .. ولكن زلازل بني الإنسان ليست من النوع المدمر الهدام .. بالعكس إنها زلازل من النوع الجذاب البديع ..
وتتجلى حلاوتها وإبداعها خاصة إذا كانت زلازل من صنع النصف "الحلو" للإنسان .. نسائية يعني !!
شوف الحلاوة .. شوف الطعامة ! ..
قررت النساء في استراليا القيام بثورة بركانية ضد فتوى شيخ إيراني "كاظم الصديقي" قرر فيها أن زلازل الطبيعة المهلكة والمخربة والمدمرة إنما هي بسبب إنحلال وتعري النساء .. فقررت نساء استراليا صنع ما يسمى (زلزال النهود) وذلك عن طريق مسيرة يقمن فيها بكشف أجسادهن "النهود بالأخص" ليبين أن زلزال النهود لا علاقة له بزلزال الطبيعة المخرب المدمر ..
ومن هنا بقى يا سيدي .. ظهرت المؤامرات "الرجالي " المتلمظة ..
حيث تسرب إلينا خبر أن أحدهم سيعمد إلى إطلاق فتوى مفادها:
أن أرداف الراقصات الشرقيات هي السبب في إعصار تسونامي !! ..
وهنا حتما سترد النساء على الفتوى ب (زلزال الأرداف) !!..
وما إن ينتهي هذا الزلزال "الحلو" .. سيفجر آخر فتوى أن بطن المرأة الهندية المكشوف هو السبب في الحرب التاريخية بين الهند والباكستان بما ينذر بحرب نووية عالمية ..
طبعاً ستنطلق في إثر تلك الفتوى مسيرة (زلزال البطون) !! ..
وهكذا فإن الكرة الأرضية على موعد مع سلسلة من الزلازل الحلوة .. بدأت بزلزال النهود .. مرورا بزلزال البكيني .. ثم زلزال البطون.. وأخيراً زلزال الأرداف .. إلخ .. إلخ .؟.
وطبعاً ستتغير تقنيات معامل ووسائل " رصد" تلك النوعية من الزلازل .. وأعتقد أنها ستعتمد على تكنولوجيا "المناظير المكبرة" ومؤكد ستجرم فيها نظم "المجسات" ..
وسيكون الالتحاق بوظيفة في أحد هذه المراصد من "أحلى "الوظائف التي سيقبل عليها الرجال ..
وأظن أن العالم كله سوف يتشوق ولأول مرة لسماع أي خبر عن اندلاع زلزال من تلك النوعيات "الحلوة" ..
ولا أدري كم الخسائر التي ستخلفها وراءها .. فالأمر متوقف على ردة كل شعب "رجالي" تجاه مرور الهزة الزلزالية من أراضيه .. كما أننا لا نعلم على وجه اليقين مدى آثار مثل هذه الزلازل على نفس الجنس الذي تنتمي إليه من حيث استشعار أي نوع من الارتعاشات أو الذبذبات بحكم الامتداد الطبيعي .. أو بحكم الوقوع في منطقة حزام الزلازل ..
وحيث أننا "زهقنا" من الزلازل (الرجالي ) التي تمثلت في حربين عالميتين راح فيها أكثر من ستين مليون إنسان بخلاف زلزال هيروشيما ونجازاكي وعلاوة على زلازل النابالم و والمنضب والإشعاعي والعنقودي التي تطلقها أيدي أبناء الصهاينة ضد أبناء العرب حتى تركت تشوهاتها في كل مكان من أرض العرب ..
لذا فإن استراليا هي صاحبة السبق في تغيير نوع الزلازل و(لونها) ودرجات "اهتزازاتها" و(مقاسها) قصدي مقياسها ..
ولأنها زلازل جديدة علينا فإن العلم الحديث لم يفصل بعد في تحديد مناطق حزام تلك الزلازل الصناعية ,وطرق معالجتها على نسق اليابان بحسبانها منطقة أولى للزلازل الطبيعية في العالم .. فأستراليا مثلاً قد عرفناها باعتبارها منطقة زلازل نهود نشطة !! .. لذا وجب رسم خريطة جديدة للزلازل الحلوة في العالم ..
وطبعاً وحتى لا ينقلب السحر على الساحر ننبه إلى أن هذه النوعية من الزلازل هي نوعية غربية أوربية حضارية صرف .. يعني مالناش دعوة بيها خالص ..
وبعدين لم نعرف ما مدى التصرف نحو إنسان أراد أن يرمي (بنفسه) في منطقة زلزالية نشطة .. هل سيلومه أحد ؟
وما تأثير نوعية مثل تلك الزلازل على مرضي القلب والسكري والضعف عن مواجهة حتى "هواء " زلزال معدي عليه !
وطبعا إحنا عارفين إن علماء الجيولوجيا بياخدوا عينة من الأرض التي قام فيها زلزال لفحصها ولضمان التحوط والحذر منها مستقبلاً ..
فماذا عن زلازل النهود والأرداف وغيرها ؟!..
ما هي العينات التي سيحصل عليها علماء "الجيولوجيا" من تلك الزلازل لتحديد مقياسها أو "مقاسها" لضمان العمل على تكرارها مستقبلاً !! وما هي طرق معالجة أو مواجهة مثل هذه الزلازل في حالة اندلاعها فجأة ؟! ..
يحضرني مشهد من مسرحية "مدرسة المشاغبين" حين تعثر "جابر الملواني " وكيل المدرسة في إلقاء خطاب المدرسة .. وبدأ يتهته في الكلام .. فنبهه عادل إمام "الأباصيري" إلى الحل في حالة شعوره بالتعثر( كل ما تتزنق "إقلع " ) أي يخلع قطعة من ملابسه ولحظتها سينطلق لسانه بالكلام .. أعتقد أن هذه ستكون نفس نصيحة العلماء والمتخصصين في حالة التعرض لأي موجة زلزالية مفاجئة .. "كل ما تشوف زلزال .. إقلع " !!
بس مش عارف النصيحة دي ستوجه لمين من النوعين بالظبط !!
أسئلة ستحتاج إلى إجابات "علمية" "اهتزازية" ستجيبنا عنا الأيام او بالأحرى "خبراء" الزلازل "الحلوة" ..
وكل زلزال " حلو" وانتم طيبين !!
" ننوه لحنان العراق باعتبارها صاحبة السبق في إثارة خبر هذه الزلازل "
التعليقات (0)