مواضيع اليوم

أحسنت سيدي الرئيس ...وتَخبٌط حمـــاس

ماهر حسين .

2011-09-29 07:00:59

0

 ماهر حسين .

كنت ممن تابع خطــاب الأخ الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة وكنت ممن شعرت بالفخر وأنا أرى هذا العالم يتضامن مع قضيتنا ومع شعبنا ويتفهم حقوقنا ،ولقد شعرت بفخر أكبر عندما كنت أرى دول العالم وممثليها يتفاعلوا مع الخطـــاب فنراهم يصفقوا ونراهم يقفوا وبل وبتجاوز للأعراف ولطبيعة اجتماعات الأمم المتحدة اِستمعنا إلى بعض الحضور (يقوم بالتصفير ) تأييدا" لكلمات الرئيس ولا يفوتنا هنا أن نعيد التأكيد على مشهدا" لن يُنسى ..مشهدا" خلقته ثورتنا الإنسانية العادلة مشهدا" صنعه شعبنا الفلسطيني العظيم وكل الأحرار الذين تعاطفوا معه وناصروه حيث أن هذه الثورة وهذا الشعب قدموا للعالم رموزهم ليكونوا رموزا" لأحرار العالم ومن هنا جاء التصفيق الحــار عندما ذٌكِر أسم القائد الرمز أبو عمار وكذلك عندما ذُكر أسم الشاعر الكبير والمبدع محمود درويش .
صفق العالم ووقف ليؤيد حقنــا فكان هذا التصفيق والوقوف تصويتا" على شرعية مطالبنا وعدالة قضيتنا وفي المقابل شعر البعض في الأمم المتحدة بالعزلة ..تلك العزلة التي اختارها بفعل وقوفه مع الاحتلال أو بفعل الاحتلال نفسه .
خطــاب الرئيس أبو مازن عبر عن كل ما يجيش في صدرونا ورسم الطريق للحل وأكد على الثوابت فلم يمنح فرصة لأحد لإحداث فتنة أو تشكيك مستغلا" أي نقطة وردت بالخطــاب ..تحدث الرئيس بصراحة عن الحق التاريخي وعن الظلم الذي وقع على شعبنا وتحدث عن المسار السياسي وعن القرار التاريخي بالموافقة على إقامة دولتنا على الأراضي المحتلة عام 1967 ومدى صعوبة هذا القرار وذكَر بالتفصيل تجاوزات الاحتلال وعصابات المستوطنين ولم ينسى أهلنا داخل الخط الأخضر ولم يتجاوز المصالحة الفلسطينية أو قضية العاصمة القدس وبالطبع أكد للعالم بأنه هو شخصيا" من الأراضي المحتلة عام 1948 وبأن قرار 194 هو الحاكم في قضية اللاجئين .
ردود الأفعال على الخطاب عالميا" عبرت عن نفسها بالقاعة ولاحقا" لذلك سمعنا عن صمت في البيت الأبيض أثناء الخطـــاب اِسِتماعا" لكلمات الرئيس أبو مازن التي خاطبت القابعين هناك في ضميرهم ولا ندري إن وصل النداء والخطاب لمكامن الضمير الإنساني لديهم أم لا !!!
في إسرائيل وكما يبدو بأنهم عاشوا الخطــاب وكما يريدون فمنهم من أستخدمه للخلاف السياسي هناك ومنهم من اعتبره تأجيجا" للصراع وكما أعتقد بأن البعض منهم فهم مغزى الطريقة التي حددها الرئيس الفلسطيني للتعامل مع الاحتلال فالتوجه للأمم المتحدة (التي أعطت لإسرائيل الشرعية منذ سنوات ) هو موقف يعبر عن احترام الرئيس والقيادة الفلسطينية للشرعية الدولية وتأكيده على أننا نسلك طريق المفاوضات على أسس ثابتة لضمان نجاح الوصول إلى اتفاق ودولة وهذا تعبير عن الفكر السياسي الذي يمثله الأخ الرئيس في منظمة التحرير وفتح ومنذ أعوام .
لا يُعيبُنا العمل من أجل إقامة دولتنا ولا يُعيبُنا بالطبع التوجه للأمم المتحدة وبل إن ما يٌعيبٌنا هو الانكفاء وعدم استخدام كل الطرق للعمل الجاد لتحقيق أمال شعبنا وطموحاته المشروعة .
اليوم ونحن على أبواب بدء مناقشات طلب فلسطين في مجلس الأمن نقـــول للسيد الرئيس : أحسنت سيدي الرئيس ..نقول هذه الكلمات من القلب والعقل والروح أقول هذه الكلمات وكلي ثقة بان كل مخلص لفلسطين ومٌنتمي لقضيتها ومٌنتمي لشعبنا يقول هذه الكلمات ومن قلبه قد يوجد ملاحظات للبعض وهذا لا يسيء للخطاب وهذا لا يقلل من شأن الخطاب وتاريخيته ولكن الفلسطيني معارضا للسلطة أو مختلفا" مع القيادة وربما مخالفا" لها يقول وبلا تردد أحسنت سيدي الرئيس يقولها مدفوعا" بالانتماء للوطن وللشعب يقولها وهو يٌشاهد الجماهير تحتشد لتقول أحسنت سيدي الرئيس .
كنت قد قرأت تصريحات للأخ سمير مشهراوي التي تحدث بها عن خطاب الرئيس وما شكله لنا من أعادة الروح للموقف السياسي الفلسطيني وأشار الأخ مشهراوي كذلك إلى أن الجميع وبغض النظر عنا أي خلاف يقول :أحسنت سيدي الرئيس إلا البعض ممن أعمت الأحقاد بصيرتهم حيث لا يميزون الآن بين الوطني والخــاص وأجد بأنه من والإشادة بخطاب الأخ الرئيس والإشادة بكل من يشيد بالخطاب من باب الالتزام بهذا الوطن وهذه الحركة العملاقة التي يمثلها الرئيس أبو مازن وهذا الموقف لم يأتي وليد اللحظة أو كنتيجة الخطاب فلقد رأيت بالرئيس أبو مازن ومنذُ وجوده في رئاسة الوزراء بأنه رجل مؤسسات ورجل موقف وفكر متوازن يبحث عن انجاز إلى شعبنا بعيدا" عن الانفعال وبعيدا" عن التنازل عن الثوابت وها هي الأيام تٌثبت مدى قوة الرئيس أبو مازن بالحق وقوته بالإيمان بشعبه وبعدالة قضيته .
لقد شكلت تصريحات مشهراوي درس للأصول في الاختلاف والمخالفة وهي درسا" في الالتزام الوطني ولكن وبالمقابل شكلت لنا تصريحات حماس المتناقضة درسا" بائسا" في التخبط السياسي والتهور الفكري وعدم الوعي للحالة السياسية وكما أن مواقف قيادات حمــاس أشار ت إلى التشويه بأولويات حماس وبتأثرها بممارستها السلطة بعد الانقلاب وكما ظهر التأثير عليها وبفعل ارتباطها بدول إقليمية أخذت تتراجع عن تدخلها بقضيتنا بحكم انشغالها بأحوالها .
لقد سببت لنا مواقف قيادي حماس الصداع فمنهم المُتهجم والُمشكك ومنهم المُتصل سرا" بالرئيس تأييدا" ومنهم الرافض بسبب انفراد الخطوة ومنهم من يتحدث بطريقه مضحكة ومؤلمة عن فلسطين التاريخية في محاولة بائسة لتضليل شعبنا عن حقيقة موقف حمــاس السياسي وهنا وجب علينا الإشارة إلى أن تخبط حماس وصل إلى مستوى غير مسبوق بالتعاطي مع الخطــاب فتارة يتحدثوا عن انفرادية وهذا يعني رغبة بالمشاركة بالاستحقاق الذي رفضوه أصلا" واعتبروه حجه لتأجيل المصالحة !!! وتارة يتحدثوا عن تنازل وهم تناسوا خطاب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بالقاهرة وحديثه الواضح عن دولة فلسطين وعن حدودها في الضفة وغزة والقدس !!!!وبعضهم يتحدث عن التحرير وهم أسياد الهدنة المفتوحة !!!وأخيرا" يتحدثوا عن اعتقالات بصفوفهم في الضفة بمحاولة لفتح ملف عجيب غريب وهم من منعوا شعبنا في غزة من حق التعبير عن فرحته بخطــاب الأخ الرئيس وهم من يعتقلوا أبناء شعبنا في غزة ويتخذوا من كل القطاع رهينة لتحقيق مصالحهم !!!!تناقضات حماس و تناغم موقفهم وتوافقه مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل برفض خطاب الأخ الرئيس ابو مازن وبرفض التوجه للأمم المتحدة تعبير عن عدم وعي بالهوية الوطنية وعن عدم مراعاة لمصالح الشعب وتصريحات الأخ الرئيس ابو مازن حول موقف حماس وضرورة تواصل الحوار وتشكيل حكومة موحدة تعبير أخر عن وعي كبير يمثله الرئيس اتجاه تناقضات حماس .
بوصفنا لمواقف حمــاس ...
لن نقول عدم انتماء للقضية وسنقول عدم وعي للمصلحة الوطنية .
لن نقول انتهازية سياسية ورغبة بالحكم وسنقول قُصر نظر .
لن نقول مصالح خاصة بل سنقول سوء ترتيب للأولويات .
لن نقول حقد وسنقول منافسه .
وهنا نشكر كل صوت حمساوي شريف وواعي أشار إلى الايجابيات بخطاب الرئيس وأبدى انتقاده لأي سلبية متعلقة بعدم التنسيق مع حماس والانتقاد من حق حمـــاس ..ونقول لأمثال المصري مشير و يحيى موسى ونزال وغيرهم أرحموا شعبنا وارحمونا من ما تفعلوه بقضيتنا .. و نرجو أن تقوم حماس بمراجعة لمواقفها ونتمنى رؤية الرئيس في غزة هاشم قريبا" .

نهاية " أقول أحسنت سيدي الرئيس وبكل فخر أردد ما قاله لشعبنا الفلسطيني (أرفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون ).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !