صمتاً، ستبدأ صلاة الحزن تواً، لأنتشي بسعادة الوقت، لحظة واحدة أعود بها إلى الوراء ميتاً، لأعود إلى ما أنا عليه حياً، أتوالد في ذاتي كثيراً من المرات، فأحبل بي، وأنجب مولوداً مني يدعى "أنا".
و"أنا"، طفلي الحقيقي، أداعبه بحبة تفاح، وطريق مفتوح يسمح للغناء، وعتمة موشحة بظلال النور، لا تبعد كثيراً عن الأسوار الحديدية التي تشبه قضبان السجون، لتتخلل ظلي فينجبا معاً وليداً آخر ..
كما نحن، نتوالد يومياً، ونتناسل يومياً من أرحامنا، رجالاً ونساءاً، نتناسل فيما بين بيننا، لنرى، أي الولادات تكرر فينا رغبة اللجوء إلى الذي نبحث عنه سراً، نجده، ثم ندعي أننا لا نراه ...
نكرر التجربة، ونتكرر، فيصبح المرئي لا مرئي، واللامرئي يتحول إلى فكرة عابرة، تشق حالتين من طقوس الوجود، إما التعري من أجل الوضوح، وإما التستر من أجل أن نحتفظ بأسرارنا، داخل حقائب سيداتنا الأنثوية كرجال، وخلف قميص رجل نسي أن يقول ولو لمرة واحدة "أحبك" بحرية كنساء.
سأبدأ حفلة مع الحزن، من أجل الحصول على بعض من جنون السعادة، فأستريح داخل إحساسي، كأنني "أنا" الوالد والمولود، أنا الأنا، كما أنا، متساقطاً ومرتفعاً، أو أخوض معركة مع غبار الرماد، إن يكن، فثمة رائحة خاصة للذي يدور في صخب احتفالاتي الحزينة، متمرداً على حضور الخشب المغلف في الظنون، ومختلفاً عن وهمي الذي خلفته فراغات الوجود، وأحياناً فراعات العدم، وربما فراغات أخرى للفراغ، فتأتلف ملامحي، مرة على شكل فراشة داعبتها الرياح، ومرة على شكل حصان لا يرتفع عن مساحة القشرة الأرضية، متراً واحداً، وهو يصهل من رغبته في الحب والحرية ..
أريد أن أكون حراً في مشاعري، في جزني وفرحي، في كل أشيائي، أريد التناسل بي هكذا، وأريد أن أراكم تتناسلون مثلي، لنخلق جيلاً جديداً من "أحرار المشاعر".
التعليقات (0)