التهميش و اللامساواة و الإقصاء و العنصرية المناطقية أو القبلية أو الدينية نقاط ضعف لدى الدول و الأنظمة الممارسة لهذه التجاوزات ضد مواطنيها، الولاء للوطن لا يعني الولاء لنظام ظالم و مقصر، و إحساس فئات معينة من المجتمع بالمعاملة الفرزية التي يمارسها النظام قد يدفعها إلى البحث عن سند تواليه خاصة لمن يشاركها العصبية إما عصبية الدين أو المذهب أو عصبية النسب......هذه الأنظمة وفرت لشعوبها الولاء لقوى مجاورة و قدمت الفرص لهذه الأخيرة للتدخل في شؤنها الداخلية بدعوى الوصاية.
ما يحدث في السعودية ليس أعمال شغب أو مؤامرة طائفية و لو سلمنا بذلك فإن ما يحدث في البحرين و اليمن و سوريا هو كذلك، لماذا هي ثورات شعوب ضد أنظمة جائرة و في مكان آخر شغب مثيري الفتن بتحريض من دول مجاورة........
هنا نقف عند مسألة الدواعي التي أخرجت الجموع في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و المغرب و العراق و البحرين و الأردن هي نفسها و لو بتفاوت فما الذي تختلف به المملكة السعودية عن هذه الدول؟
السلطات السعودية تريد أن تختصر أحداث العوامية في حركة مثيري فتنة تلقوا الدعم من إيران بالتحديد، هذا جزء من الحقيقة، إن افترضنا أن إيران من مصلحتها أن يتحرك الشارع في المنطقة الشرقية لإحراج السعودية ...... طبعا كما من مصلحة السعودية أن تتحرك مناطق عربستان و البلوش ضد طهران.......مع العلم أن طهران ستتهم السعودية في أي أحداث إحتجاج قد ينفذها العرب الإيرانيون أو السنة الإيرانيون.
الجزء الآخر من الخبر السعودي أن هناك منطقة مهمشة في السعودية و يعيش أهلها كمواطنين من الدرجة الثانية فقط لأنهم شيعة، إستعداء هذه الفئة و تخوينها قد يساهم في تأجيج الموقف زد على ذلك الحملة الإعلامية التي تقوم بها بعض القنوات الدينية.....أمر قد يحدث نوعا من الشرخ بين مكونات المجتمع، و قد يتحول الأمر من مجرد حركة إحتجاج أقلية ضد السلطات تريد حقوقها إلى صراع أهلي بين شقي المجتمع.
التعليقات (0)