أحداث الخبر. من زرع حصد

طالعتنا بعض الصحف السعودية اليوم بخبر أيقاف عقوبة الجلد اللتي صدرت بحق 12 شابا سعوديا تورطوا بأحداث الخبر اللتي حدثت في يوم الأحتفال بالعيد الوطني السعودي قبل أيام .

وقالت صحيفة الوطن السعودية . (( إن إيقاف التنفيذ استند إلى توجيهات جهات عليا؛ وإن بعض شهود العيان أعربوا عن ارتياحهم لإجراء الإيقاف الذي يُعطي فرصة جديدة للشبان ولاستكمال إجراءات القضية التي شغلت الرأي العام السعودي، وأثارت تساؤلات جدية عمّا حدث عشية اليوم الوطني في مدينة الخبر، وعن مسبّبات الفوضى التي تورط فيها شبان سعوديون في يوم مناسبة وطنية. وحسب مصادر أمنية فإن أعمار الشبّان الـ 12 تتراوح بين 18 و 30 سنة، وهم يمثلون جزءاً من 80 شخصاً تمّ إيقافهم على خلفية الأحداث، ومن بينهم 14 حدثاً موقوفون في دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام )) .

وكانت صحيفة الوطن السعودية قد نشرت تحقيقا صحفيا عن أحداث الخبر وروايات لشهود عيان للحادث في عددها الصادر يوم السبت 26 – سبتمبر الماضي جاء فيه .

 وروى عدد من الضحايا والمتهمين لـ"الوطن" تفاصيل ساعات النهب والسرقة والتحطيم التي منيت بها عدة محلات متنوعة الأنشطة.وكشفوا أن "شرارة" الأحداث اندلعت بعد تحريض أحد المشاغبين ضد أحد المحلات الذي يحمل اسماً عالمياً زاعما أنه يدعم إسرائيل في محاولة تحريضية بدأت بعدها عمليات تحطيم المحل والمحلات المجاورة. وأكدوا أن كثيرين ممن شاركوا في أعمال السطو على المحلات ونهب محتوياتها كانوا ملثمين، ويحملون أسلحة بيضاء "سكاكين صغيرة" وعصي وغيرها.

عندما تتلاعب الأنظمة العربية بالكلمات , وعندما تغير لونها حسب الظروف . وعندما يكون همها الأكبر تثبيت زعامتها بأي طريقة كانت , حتى لو كانت هذه الطريقة أن تغسل عقول الشباب بكل الوسائل المتاحة لتجعل منهم عقولا فارغة لاتستطيع التفكير ألا بما يفكر به القائد الأوحد . فلا بد أن نتوقع مثل هذه الأحداث اللتي حصلت في الخبر واللتي من الممكن حدوثها في أي مكان آخر من أرض العرب . ونظاما مثل النظام السعودي اللذي بنى ملكه بالدعوة الى دين جديد أستحدثه أبن عبد الوهاب خدمة لسيده اللذي أسمى نجد والحجاز بأسم آبائه كدليل على أنه يملك البلاد والعباد , ليس أستثناء عن باقي الأنظمة القمعية العربية .

عندما كانت الولايات المتحدة بحاجة لمن يقاتل السوفيت في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي لبست السعودية ثوب الجهاد ضد الشيوعية الكافرة وصرفت من أموالها ما لايعد ولا يحصى . وجندت الشباب السعودي والعربي في كل مكان لخلق جيل جهادي أستطاع بمساندة الولايات المتحدة أن يركع الأمبراطورية الشيوعية في آخر الأمر . وقد قامت في سبيل ذلك بشحن هذا الشباب العربي بكل ما تستطيع من أفكار تكفيرية من أفكار أبن تيمية وبن عبد الوهاب حتى أصبح هؤلاء الشباب يكفرون حتى مجتمعاتهم وأمهاتهم وآبائهم . متناسية أن الولايات المتحدة حليفها الأول , هي قائد الغرب العلماني الكافر شأنه شأن الأتحاد السوفيتي . وعندما حول هؤلاء التكفيريون ميدان المعركة الى أراضي نفوذ الأمبراطورية الكافرة الأخرى , حليفة النظام السعودي الأول والحامية المستميتة لدولة بني صهيون . لبس هذا النظام لباس الليبرالية . وراح يحارب الأفكار اللتي زرعها في رؤوس الشباب من قبل. هذا الشباب اللذي أصبح لايفرق بين المسلم اللذي لا يؤمن بأبن تيمية وبين الكافر اللذي لايؤمن بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ولا بين أنسان بريء مهما كانت عقيدته وآخر محارب لله ورسوله .

وعندما وجد هذا النظام أن حزبا ينتمي الى مذهب معين يقود المقاومة ضد حلفائها الغربيين ودولتهم الصهيونية اللقيطة . لبس ثوب الطائفية ليبرز نفسه كحامي لأهل السنة والجماعة ضد الشيعة الكفرة اللذين يتلقون أوامرهم من أيران الكافرة .

يقول أحد الأخوة المدونين السعوديين في أحدى تدويناته مايلي .

والشيء الذي يُغضبُ الإنسان فعلاً هي الكلمات التي نسمعها من البعض اسمعوا بعضاً منها :

أحسن، ستار بكس أمريكي يدعم اليه.!!

أكيد اللي سووا كذا شيعة روافض!! .

الله يقلع البدو الهمج، أكيد هم اللي كسر! .

كله من أهل الرياض المتخلفين.!

أكيد أنهم مدسوسين من إيران .!!

فمن أين لهؤلاء مثل هذه الأفكار العنصرية والطائفية . واللتي لم يسلم منها حتى مواطنين سعوديين أخوان لهم في الوطن والدين .

كتب أحد المعلقين على موقع شريط youtube  يصور أحداث الخبر ( ستجده على أحد الروابط أسفل الموضوع ) مايلي . وأنا أورده كما هو بأخطائه الأملائية .

الله يرحم ايام الملك فهد ماكنا نعرف يوم وطني ولا المشاكل والشغب الي صاير هالايام المفروض بعد الاحداث هذي يكنسلون اليوم الوطني ... وبالنسبه للشغب والتكسير نصهم اهل الرياض يجون الشرقيه يسون فيه طقعه ونص ولا على بالهم الشرقيه كلهم شيعه الله يصلحم بس . !!!

وهذا المعلق يسفه في تعليقه أهل الرياض لأنهم يعتقدون أن أهل الشرقية كلهم شيعة . معترفا ضمنيا بأنه لايمانع أن كان هذا العمل التخريبي موجها للشيعة . ؟!!!

تثبت هذه الأحداث ومثيلاتها أن لا بديل عن الديموقراطية لبلداننا العربية , لكي نتخلص من كل هذه الأمراض الأجتماعية . فعندما يجد الشباب العربي نفسه قادرا على التعبير عن نفسه , وأن له كلمته المسموعة فسوف لن يقوم بمثل هذه الأعمال الهمجية . وعندما يتعلم العربي معنى المواطنة والشراكة في الوطن فسوف لن يتفوه بمثل هذه السفاهات العنصرية والطائفية. وأذا لم تنتهي الأنظمة العربية عن غيها فسيأتي اليوم اللذي تحصد فيه ما تزرع . وما حصل في الخبرمن الممكن أن يحدث في أي لحظة بشكل أوسع وأكبر . وحينها ؟؟؟؟؟ .

http://www.ayam.ws/

رابط لمقطع فديو لأحداث الخبر youtube

http://www.youtube.com/watch?v=MBtFW6KItmk

http://www.alwatan.com.sa/NEWS/newsdetail.asp?issueno=3284&id=119091

http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3286&id=119290