الحمد الله القوي القدر وهو الذي يرسم الطريق ويمنح التوفيق، ويحذر الغافلين ويثبت المجدين العاملين المخلصين ،والله صبحنه يحب المؤمن المحترم العامل الذي يعمل للدين والدنيا معا ،ولقد حبب الله عز وجل إلى رسوله العمل النافع،اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه الذين كان منهم التجار والصناع والزراع،فاستغنوا بالله عمن سواه فرضي الله عنهم أجمعين،
يقول الله الكريم في كتابه العزيز(((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون،وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون))) بعد ايام سيحتفل الاوربيون والمسيحيون في كل بلاد الدنيا بميلاد السيد المسيح،الذي لايهمنا نحن المسلمين احتفاليهم بهذا العيد ،يحتفلون بما حققوه من ارتفاع في الأنتاج وتحقيق ازدهار في الأقتصاد والذي يهم الإسلام والمسلمين في هذه الأيام،هو الدعوة إلى العمل الصالح النافع ،فقد أمر الله المؤمنون أن يعملوا لدينهم ودنياهم كل فيما يسر الله له، وحذرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل وأمرنا بأن نتعوذ بالله منه فمن دعائه صلى الله عليه وسلم <<اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل والهرم>> ولقد اختص الله تبارك وتعلى شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بأن جعلها شريعة عامة وخاطب بها الناس كافة وكتب لها الخلود،فكان لابد من ان تحقق للناس سعادة الدارين سعادة الدنيا والأخيرة،وتٌنظم شؤون الدنيا والدين، والإسلام لا يأمر اتبعه بالإقبال على الأخيرة والإعراض عن الدنيا،بل يأمرهم أن يقبلوا على الدنيا فيملأوا جنباتها بالخير،ويعمروها بالجد النافع والعمل المثمر،وهم في زحمة الحياة ،ومعركة مع الدنيا لا ينسون ان امامهم أخرة ينتظرهم حسابها وجزاؤها فيأخذون من دنياهم لأخراتهم ،وبهذا المنهج المستقيم في العمل للدنيا ولأخيرة،جاء القرأن الكريم ليرسم للناس طريق العزة والسيادة والسعادة في الدنيا وفي الأبد قال الله الكريم (( وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الأخيرة ولا تنس نصيبك في الدنيا ،وأحسن كما أحسن الله إليك)) ومن هنا نرى أن الأسلام دين يحث على العمل، ويدفع إلى السعي ثمرة يده ،إسوة بالأنبياء والمرسلين، روى الطبراني وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم <<من امسى كالاِّ من عمل يده أمسى مغفورا له>> وقال صلى الله عليه وسلم << إن الله يحب المؤمن المُحترف>> أي الذي له مهنة وعمل يعود عليه وعلى أهله وأولاده والمجتمع الذي يعيش فيه بالخير الكثير،وروى البخاري وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال<<ماأكل أحد طعاما قط خيرا من أن ياكل من يده،وإن النبي الله داود عليه سلم كان يأكل من عمل يده>> فعمل المسلمين الأولون بهذه النصائح الغالية،فكانوا يعملون حتى ينفعوا أنفسهم ويقدموا الخير لغيرهم ولأمتهم ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم << أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس>> فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملون في التجارة والصناعة والزراعة،بل كانوا لايحتقرون أي عمل كان، بشرط أن يكون حلالا ليس حراما،ولا يوصل إلى الحرام ،الأن دينهم ونبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علمهم أن العزة والسيادة في الجد والعمل،فعملوا الخير لأ نفسهم والخير الأمتهم ،فنالوا رضا الله والرسول والناس أجمعين.
هكذا كان عمل المؤمنين من عباد الله الصالحين،في كل عصر وفي كل الزمان لا كما يعتقد بعض الناس أن عمل عباد الله الصالحين أن يضعوا سبحة بين أيدهم ثم يبدأون العبث بحباتها ويحسبون ذلك ذكر الله وهو نسيان الله تعالى،وليس هذا تدين .
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن العمل عبادة والعمل صالح ينفع به الخاص والعام ، يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم <<مامن مسلم يغرس غرسا او يزرع فيأكل منه طير او انسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة>> وروى الإمام أحمد في مسنده<<إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليفعل>> ومعنى الحديث،أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،يحثنا على العمل وإلى أخير لحضة من الحياة وإلى أن تقوم الساعة فلو قامت الساعة وأنت تزرع أو تغرس فلا ترم ما بيدك إن استطعت بل اتمم الزراعت فإنك في عمل صالح يحسب للك عند الله، ايها المسلمين لا تضيعوا أوقاتكم في الفراغ والقيل والقال والكلام الفارغ، اعملوا وابحثوا عن عمل،إن كنتم تقدرون عليه ،تحركوا لا تخلدوا الى الراحة والكسل، لاتتوكلوا على المساعدة الأجتماعية التي تقدمها لكم الدول الأوروبية ،وأنتم قادرون على قطف ثمار الخير بأنفسكم ،إن لم تجدوا العمل فاقرؤوا وتعلموا القرءة والكتابة بالعربية والألمانية حتى تفقهوا في دينكم ودنياكم ،اقرؤوا ما تيسر من كتاب ربكم في بيوتكم مع أزواجكم وأبنائكم ،ساعدوا نساءكم في الأعمال المنزلية ،وفي تربية الأطفال فذلك شرف لكم ،وقد قام به من أفضل منكم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،وذلك يدخل السرور على قلوب نسائكم فتزداد المودة والمحبة بينكم ،أما إذا مكثت في البيت متكئا كالأمير تعطي الأوامر لزوجتك ،افعلي كذا،لاتفعلي كذا،الماذا فعلت كذا وكذا؟ فإن زوجتك في هذه الحالة ستكرهك وتجري عليك من البيت،الأنك تتدخل فيما لايعنيك ،وأنتم أيها شباب المسلم يا شبابنا المؤمن افلا تستحيي أن تعيش بالمساعدة الأجتماعية انت ووالدك ،وانت شاب أنعم الله عليك بقوة الشباب وكل النعم التي أنعم الله عليك ينبغي أن تؤدي شكرها لله تعالى ،عيب وعار عليك أيها الشباب المؤمن أن يراك الألماني وأنت تزاحم الشيوخ عند مكتب المساعدة الأجتماعية وهم يعلمون أنك مسلم ، فإنهم حينئد يتهمون دينك العضيم بالكسل والخمول،فألمانيا ايها الشباب فتحت لكم كل الفرص ،للدراسة والتكوين المهني،وبعد الدراسة والتكوين تستطيع أن تحصل على عمل شريف يغنيك عن المساعدة الأجتماعية التي لا يرضى بها إلا العجزة والشيوخ،يا شبابنا المؤمن تراب العمل وغبار الحرف خير من زعفران البطالة،وأبغض الناس إلى الله الذي يضيع نفسه وعياله ، وشر البلاد بلاد يصاب أهلها بالفقر والجهالة ، أتقو الله أيها الشباب في دينكم ،وفي أمتكم الإسلامية،لا تزيدوها ذلا على ذلا وهوان على هوان واعملوا ياشبابنا أن الكسل يقتل صاحبه،ويضعف الصحة والعقل والفكر،وإن الأنسان المتكاسل خائن لدينه ووطنه،خائن لنفسه وأهله وولده،الأنه يوم يكون فقيرا لن يحسن تربيتهم،ولا الدفاع عنهم ولا حفظ مروأتهم ومكانتهم،ولايستطيع أن يكون منهم علماء عظماء تنتفع بهم الأمة الأسلامية والإنسانية جمعاء.
ولو أن المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة كانوا أقل كفاءة في الأقتصاد من اليهود الذين كانوا يسيطرون على اقتصاد يثريب فبل الهجرة،لهزمتهم اليهود عند المواجهة الأولى،لو كان المهاجرون صعاليك مثلنا اليوم ما استطاعوا أن يكونوا جيشا يزحف على دولة الروم و،ولا استطاعوا أن يربوا رجالا أمثال عثمان ،وعبدالرحمان بن عوف، الذين فتحوا خزائنهم للإنفاق على هذا الجيش الفاتح العظيم الذي فتح الدنيا بلا إله إلا الله محمد رسول الله.
إن الإسلام دين حركة دين حياة وعمل وقدرة، ولابد من هذا كله لتحقيق السعادة في الدنيا ولأخيرة، نحن بحاجة إلى ان نعرف ديننا بدقة،وأن نصنع الرجال الذين يحسنون النهضة على اساس هذا الفهم الصحيح لإسلام هو الذي يجب ان يكون عند كل مسلم مؤمن،وبذلك يتحقق النصر،وتعود العزة إلى مكانها ((والله العزة ولرسوله وللمؤمنين،ولكن المنافقين لا يعلمون))واللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه،وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه، أمين
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)