مع الأمثال الشعبيّة ..
عمر غوراني
لديّ ولع شديد بالأمثال ، لا سيما الدارجة العامّية ..
عمر غوراني
لديّ ولع شديد بالأمثال ، لا سيما الدارجة العامّية ..
وهي جديرة بالجمع والتدوين والتوثيق ، فذلك تراث ، حفظه واجب وطني .. وقد فعل بعضهم ذلك .
الأمثال الشعبيّة مرآة لروح الأمّة . وهي في كلّ شعب خليقة بدراسات ( اجتماعيّة / سسيولوجيّة ) ..
يسدّ المثل القصير أحيانا ً مسدّ كتاب ..
ومما يحضرني في ذلك :
" إمشي اصحيح ، بحتار فيك عدوّك ! "
و " رحم الله من نطر قفاه " ..
و " لسانك احصانك .. إن صنتو صانك وان هنتو هانك .. " ...
ومنها ما فيه الحكمة الطبيّة : " إن أوجعك راسك إكرمو .. وان أوجعك بطنك إحرمو " ..
غير أنّ من أكثر ما يستهويني في الأمثال الشعبيّة ، ما ينطوي عليه بعضها من فكاهة وإضحاك ، مثل :
- " وسّعنالو باب الدار فات هوّ َ واحمارو " ..
و " ركّبناه عل جحش .. مدّ ايدو في الخرج ! " لمن تكرمه فيتمادى ..
- و " عبال مين يللي ابترقص في العتمة " للذي يحسب نفسه أو عمله ذا أهميّة ، وهو لايلفت اهتمام أحد ..
و " عريان طارد متشلّح " وفي مثل معناه : " يا طالب الدبس من (.....) النمس " ..
- وقريبا ً من معناه " شحّاد من شحّاد .. ما بمـلّي مخلاتو "
- وأمّا : " سير (ربّاط الحذاء) والتفّ على مداس (حذاء) " فيقال – أجلكم الله – في المتصاحبين الوضيعين . وقريبا ٌ منه في المتصاحبين قليلي ّ الحظ : " التمّ المتعوس على خايب الرجا " ..
ويلاحظ أنّ الأمثال التي تتناول الفقر وهمومه تتسم – بالعموم - بالإضحاك ..
فكما على أبواب الفقراء تنشأ العبقريّة ، كذلك على أبوابهم وفي أفنيتهم تنشأ الدعابات والفكاهات ، لإحداث التوازن النفسي ، فيما أظنّ ..
ومما أبهرني في الأمثال الشعبيّة : بلاغتها .. حتى لتجد في المثل ذي الكلمات الثلاث أربعة من وجوه البلاغة ! كما في المثل:
- رشح (زكام) الصيف سيف " !
1- فيه الإيجاز ( ثلاث كلمات)
2- وفيه السجع : ( الياء والفاء ) ..
3- وفيه الجـِناس (صيف ، سيف)
4- والتشبيه البليغ : المشبّه والمشبّه به (صيف ، سيف) دون الأداة ووجه الشبه .. !
أمّا المثل ذو الكلمتين ، وفيه الوجوه البلاغيّة الأربعة المذكورة .. فذلك هو :
" الصاحب .. ساحب " .. !
( تعليق على صفحة الأستاذ عوني قاسم ) .
التعليقات (0)