مواضيع اليوم

أحبته ...حتى أحترقت

زهرة الشمس محمد

2011-06-27 22:53:11

0

نعم كانت توربيد الشارع هكذا يسمونها أهل الحى، كان لا خلاف على جمالها من اثنين، كان ينتظر الجيران ميعاد خروجها إلى المدرسة، حتى يسمعوا أصوات كعبها الذى يلامس الأرض بحنية، ويروا وجها الذى هو قطعة من البدر، فهى ممشوقة القامة، عذبة الصوت، كلامها همس واسمها همس، كانت زوجة الأب تسميها بالمثل البلدى الجاهل (خراط البنات خرطها ومات!).

رفضت كل من تقدم لها من شبان تتهافت عليهم البنات وكأنها استأثرت لنفسها بكل عرسان المحافظة، حتى أصبحن اخواتها يموتن غيظا منها، ويريدن أن تتزوج بأى شكل، هم لا يكرهونها؟ ولكن يدركن إذا دخلوا معها فى منافسة فهى معركة خاسرة بكل المقاييس!

قرر والدها يوما أن يفاجئها بقبول عريس متقدم لها من بلد ريفية، ولكن كانت عائلة كبيرة ذات حسب وجاه، علمت همس بالخبر عندما عادت من المدرسة، وصدمت وقالت أنا لا أتزوج من الأرياف، ولا أجيد التعامل مع الفلاحين، الحق لم تكن مغرورة، ولكنها عاشت فى مدرسة المعلمات فترة ليست بقصيرة، وتعرفت على مجموعة أصدقاء من الأرياف جعلوها تكره مدرسة المعلمات، فطبعا ليس لأنهم بنات مزعجين، أو سيئين، وأنما هى كانت موضع غيرة منهم لأنها جميلة، قليلة الكلام، وكانوا يزنون كلامها بميزان الذهب الحساس، وأه لو ضحكت فى المدرسة، يجرى السعاة يختلسون قليل من نور بسمتها حتى تضىء لهم طيلة الليل، لم أبالغ فى وصفها.

بصرف النظر عن رأى همس أصر والدها على إتمام عقد القرآن (كتب كتاب دفعة واحدة)، إنزعجت همس من تسرع الأب الذى كان يتميز بغلظة القلب، ولماذا يدفع بها دفعا وهى جميلة وغير معيوبة، ياترى هل هذا من الحاح أخواتها للأب؟ ياترى هل هذه رغبة زوجة الأب من التخلص من هذه العروس الساحرة صاحبة أكبر عدد من العرسان؟ لقد كانوا يتحججوا بأى شيء حتى ينقروا بيتهم مجرد رغبة فى سماع همسها العذب عندما تحدث أخواتها وينادى عليها أبيها؟

لا أحد يعرف ما سر جاذبيتها، هى فعلا لها سرها! تم عقد القرآن واصغنت همس لحديث الأب ذو الرأى المستبد، وبدأ يأتى عريس الغفلة ليتمتع بالنظر إلى وجه القمر الذى وهبه الله أياه وهو يحلم بليلة الدخلة، كانت همس تحاول أن تستصيغه، ولكن كان يسبب عسرا فى الهضم، وإنتفاخا فى القولون بكلماتة المستفذة.

مضى على عقد القرآن شهرين، والعريس يأتى محملا بما لذ وطاب من الأرياف، والأخوات سعداء، فقد زالت عائقهم الوحيد وأصبحت مربوبطة برباط مقدس لا حل منه، فهم يأكلن كل يوم ألوانا مختلفة من خيرات بلد العريس وأهله المقتدرين ذو الغناء الفاحش، أما عن زوجة الأب ترقص طربا فى غرفتها من كثرة الهدايا اللاتى أشدقها عليها هذا العريس الكريم.

نعم هو رجل كريم وطيب القلب ولكن من أين له أن يقتنى عصفورة يسمونها توربيد العاصمة ويضعها فى قفص وهو غير مدرب على العصافير! كل مايجيده هذا الشهم هو فلاحة الأرض والتجارة! وأن يكون ذو حسب ونسب وجاه!

طبعا حدثت النهاية سريعا، وغير متوقعه للأب، أو الأخوات، أو زوجة الأب، النتيجة واحدة وهى الطلاق! لا شيء آخر! الطلاق!

جاء الأب ليصفعها صفعة شديدة، محاولا منه لردعها، ولكن أم العريس كانت امرأة ذات حنكة ، وكانت قروية أصيلة، وتفهم فى المبادئ والقيم، وأجابت: (كنا نريدها تزيين بيتنا ونتوجها بالجواهر، ولكن برضاها، لا نريدها أسيرة وتدبل فى جنينتا؟) يا لها من قروية عاقلة، فقد أقنعت هذة المرأة الأب المتغطرس، والعريس الهائم حبا فى معشقوتة، والأخوات الحزينات، يا لها من إجابة حكيمة من امرأة بسيطة مسنة!

بالفعل تم الطلاق سريعا كما تمنت همس وتحقق حلمها بحريتها مرة آخرى، قد ظنت إنها بالفعل نالت حريتها! ولكنها لم تعرف إنها ستبدأ معانتها مع زوجة الأب، وقررت أن تذيقها العذاب ألونا، ربما لم تكن معاناة غير مقصودة من زوجة الأب وربما ضغط عاد اليها مرة آخرى من هذه الفتاة التى تظن أنها خلف أى مشكلة فى المنزل.

لذكك قررت همس أن تنقل عملها من مدرستها إلى محافظة بعيدة نائية حتى تسكن سكن الطالبات وترتاح من هذا العناء، وافق الأب على مضض، فقد رأى هو الآخر هذا حل يرضى جميع الأطراف.

مرت شهور قليلة على همس فى المحافظة الجديدة والأب يزورها بإستمرار، وهى تقوم بالمقابل بزيارت قليلة لأخوتها.

كانت تسافر بالقطار كثيرا وكانت رحلتها تطول بوحدتها حتى قابلت أسامة! تعلقت به من أول نظرة، وهو غرق فى عشقها، أنطوت ساعات سفرها، وانقضت وحدتها، وقالت هذا هو! هذا هوا!

ولكن فهى تعرف أن أبيها لن يقبله أسامة العريس هو مجرد مدرس ثانوى حديث التخرج، هذا يزيد الموضوع بلة، أى إن دخله لا يتعدى ثمن حذاء العريس السابق لها!

حاولت أن ترسل بعض أصدقاءها إلى الأب للتمهيد للموضوع، ولكن عارض الأب الفكرة بشدة، فعلمت همس أن لا أمل من محاولتها ، وعليها البحث عن طريق آخر لتحصل على ماتتمنى، جاءت لها فكرة شيطانية، وأن من الحب ماقتل! وطبعا عندما تعشق المرأة فإن فى عشقها مذاهب وأقاويل، وياليتها كانت أقاويل بل قولوا افعال.

كانت فكرتها تتلخص فأن ترسل لوالدها تخبره بأنها ستأتى مع أصدقاء المدرسة جميعا بمناسبه إنتهاء العام الدارسى، وعلى الأب أن يعد العدة والعتاد، ويعزم الأهل والكل يتزين وسيتقبل الوفود التى عزمتها همس، بالفعل فعل الأب ما قالتة همس، فى الآخر هى من أسرة محترمة ومعروفة فى المجتمع ويريد أن تظهر بصورة جيدة أمام الجميع.

جاءت همس تمشى على استحياء وبالفعل معها أناس كثيرين ويبدو عليهم إختلاف الأعمار، فمنهم المسنين، والشباب، ومتوسط العمر من النساء والرجال، تعجب الأب وقال أين زميلات المدرسة يا همس؟

أخذت همس تقدم العريس المنتظر للأب وفى صحبتة باقة الورد، وبحوزتة الشيخ حسب النبى المأزون؟

وقالت بالنص إن لم أتزوج أسامة الأن فسوف أحرق نفسى؟ صعق الأب من كلامها ومن المدعويين الذى لا يعلم عنهم شيء، وأصبح لا يسطيع التحكم فى أعصابة، لا يعرف كيف يأتى بالحكمة أمام ضيوف بالمئات، ومأذون، وعريس لا يدخل ذمتة بشىء، لأنه فى نظرة مجرد لص وسارق فرح.

تدخلت زوجة الأب و أصحاب العمم الكبيرة من الأعمام، وقالوا نحمد الله أن تكون بأيدنا لا من خلفنا، الكل أجمعوا على رأى واحد، وحيث أن همس كانت مطلقة قبل سابق، فيخشى الأب من أن يتسبب لأبنته فى كارثة، حتى لو دبح هذا الأب بسكين همس نفسها؟ ويا لها من تقاليد وعادات موروثة!

أصيب الأب حقيقة بهذيان فى الفرح وأخذ يتمم كالسكران ، حقيقة الصدمة كانت شديدة، النتيجه أن العريس أخذ عروسته ورحل بها إلى مدينتة، ومنذ ذلك اليوم لما يزورها الأب ولم يعرف أخبارها طيله تسعة أشهر حتى علم ذات يوم هاتفيا أنها ستضع مولودها الأول وأنها ستكون بين أيدى الرحمن وتريد أن تشاهده ويبارك مولودها أمام أهل زوجها، بالفعل وضعت همس طفلة جميلة مثل أمها سمتها "حنين"، ولكن أسامة كان عابثا مصفرا الوجه، عاقدا الحاجبين فهو ممن يكره إنجاب البنات، ولم تعرف همس هذه الحقيقة منه مسبقا، ولم يكن ذات الوقت أى أجهزه لمعرفة نوع الجنين فى هذه المحافظة النائية.

جاء والد همس واستجاب لنداء الأبنة ونقر الباب اليوم الثانى لولاده حنين وهو يحمل الكراتين المحملة فى ضوء النهار، و يتصبب عرقا لأنه بحث عن العنوان حتى تورمت قدماه، جاءت همس مسرعة، وهى التى لم تشعر بالفرحة إلا عندما رأت والدها وجاء محملا من كل شىء لهمس، حقا إننا أحيانا نخفى مشاعرنا ولكن من يستطيع أن يبطىء خفقات قلوبنا تجاه من نحب ونعشق؟

سعدت همس بأبيها وأستقبل أسامة حماه بترحيب مغلف بقلة ذوق، وكأنه يريد أن يعاقب الرجل على مقاطعته لأبنته، قضى الأب ساعات قليلة مع همس وهى تبكى وتتوسل له أن يمكث معاها وكأنها تخاف من شيء ما فى خاطرها، لقد شعر الأب بعدم إرتياح الزوج بقدوم حنين، وقال أنه كانت أسعد أيامة عندما جاءت همس وأخواتها، ولم يشعر بنفس السعادة عندما أستقبل أخوة همس، ورغم أن الأب كان لماحا، وأظهر خبرة السنين وحنكتها، و لكن أسامة لم يبالى بها! أستعد الأب للمغادرة وهو يحاول أن يطمئن همس ويقول لها سوف يرسل لها أختها لتمكث معها فترة الإجازة، وربما ترعى حنين وتهتم بهمس أيضا.

أوفَى الأب بوعده وأرسل الأخت الصغرى، وانقضت الأيام سريعا بهمس وحياتها الجديدة وإنشغالها مع حنين، ولكن لم تكن حياتها المألوفة من قبل مع أسامة، فأصبحت حرب دائمة بخصوص إنجاب البنات؟ ولم يعد أسامة يعود إلى المنزل كثيرا؟

وإذا بها تذكره بأحد شيوخ الأعراب ، واسمه أبو حمزة الضبَّي أنه هجر خيمة امرأته، وكان يبيت ويقيل عند جيران له حين ولدت امراته بنتا ، وكانت المرأة لا ترى داعيا لهذا الهجران ، فكانت إذا رقَّصت طفلتها غنتها بهذه الأبيات :
ما لأبي حمزة لا يأتينا .. يظلَّ في البيت الذي يلينا ..غضبا أن لا نلد البنينا ..تا الله ما ذلك في أيدينا ..وإنما نأخذ ما أعطينا.. ونحن كالزرع لزارعينا.. نُنْبتُ ما قد زرعوه فينا

مرت الأيام والشهور سريعا وتقريبا مر حوالى عام ونصف وأصبحت همس حامل بناء على رغبة الزوج فى إنجاب الولد، كانت طائعة وتريد أن تمر بها المركب سالمة، حتى لا تعود غضبانه لبيت أبيها وهى التى تحدت الكل من أجله، مرت الشهور سريعا وجاء ميعاد إنجاب همس للمولود الثانى، كانت تتمنى فى نفسها أنه ولد! ولكن كانت المولودة بنت، سمتها "ياسمين "، كانت الصدمة شديدة لهذا الزوج الذى لا يقنع بقضاء الله، أستقبل المولودة الجديدة بوجه عابثا كالمرة السابقة،بل أصبح مجنونا هذه المرة، وعلاه الضجر وخرج مسرعا من المنزل، وترك المسكينة تبكى بصحبة زهرتين كالملائكة، ومن أين له أن يعرف الملائكة؟ هكذا كانت حياة التوربيد فى بيتها، وجه شاحب من الجوع والفقر والمعاناه، وزاد كل هذا بغطرسة وعنصرية لما تعرفها همس إلا بعد أن فات الأوان! جاء الأب كعادته محملا بالأشياء ومعه زوجة الأم والأخوات، فهو يدرك ماذا سيفعل هذا العقل الحجرى عندما يعلم بأنها بنت، فأدرك الأب الموضوع وأتى بكل عيلتة حتى لا تشعر همس إنها وحيدة، وبالفعل شعرت همس بروح ودفىء الأسرة التى أفتقدتة بعيدا عن بلدتها، وعن عائلتها، مع إنسان تظن أنه ملاك ولكنه عكر صفو حياتها، ولم يرحمها حتى فى ساعات الرضاعة والولادة من حرق دمها، وتسميم لبنها!

جاء وقت رحيل الأب وأسرته على وعد بالعودة مرة آخرى عندما تتاح فرصة حقيقة لذلك، توسلت همس إلى الأب أن يأخذها معه، ولكن الأب رفض بشدة، وقال لها عليكى بالصبر يا همس ولا تنسى أنه اختيارك! علمت همس أن لا جدوى من التوسل لأبيها وأنه لن يسمع رجاءها!

رحل الأب ومرت الأيام ثقيلة على همس، وظلت همس وحيدة ربما تكون أسبوعين على الأكثر، كعادتها تنتظر الزوج بالوردتين التى وهبهما الله لها، تبكى لا تعرف كيف تجفف الدموع المنهمرة منها كعقد اللؤلؤ، ويعود الزوج كل يوم متاخرا، معلنا عصيانه وصيحاته بالفقر الذى أهل عليه، وهمس لا تعرف ماذا تقول غير أن ربنا يأذن المرة القادمة بالولد، رد الزوح بسخرية ( هو لاسة فية كارثة جاية، كفايه لحد كدا وكل واحد يروح لحالة! تعجبت همس من الكلام ولم ترد مطلقا وقالت أنها زوبعة فنجان، وستذهب إلى حالها، ظل الحال هكذا لمدة أسبوعين من النكد المتواصل لهمس، حتى هزلت وضعفت ولا تسطيع إرضاع الطفلة!

وذات يوم لم يخرج أسامة كعادتة فى كل يوم ولكن قرر أن يكثف كورس النكد لهمس، ضاقت همس ذرعا بالاطفال، وبالدنيا وبالحياة، وربما بالإيمان؟ وربما زارها الشيطان؟ ودخلت همس لتأخذ حمامها كالمعتاد وكانت النتيجة أن همس احترقت فى الحمام! هل أحرقت نفسها؟ هل أحرقها زوجها؟ هل أحترقت بدون إرادتها؟ اسئلة عديدة ولا من مجيب؟ وشاهد الإثبات هذا الزوج الذى لا يعلم سره الا الله؟ والشاهدة الثانية حنين الطفلة التى لم تتجاوز الثلاثة سنين ولا تعرف أى شىء فى الدنيا.

سمع والد همس بالخبر فجاء مسرعا يقدم قدما ويؤخر الآخرى لعل الخبر يكون غير صحيحا وأخذ همس إلى المستشفى كالمجنون يريد أن يسعفها، يريد أن تنطق أو تدلى بشيئا، كانت تقول كلمات غير مفهومة، الحريق قد قضى عليها تماما وتقريبا كانت تقضى الأنفاس الأخيرة، كانت تردد كلمات عن غرفة نومها، و فرشها التى لم تزال تدفع فى أقساطة مع هذا الزوج المتحجر المشاعر.

وأخيرا رحلت همس وحملت سرها معها! رحمة الله عليكى يا زهرة الحى، هكذا إنتهيت يا توربيد؟ إنتهى التوربيد بالكيوبيد!

أخذ الأب الضعيف الجثة يحاول تغسيلها فى أى بيت سريعا قبل الدفن، فهو يخشى العودة بالجثة إلى البيت حتى يتحاشى المأساه التى سوف تحدث من أخواتها، كان الأب يتمالك نفسه حتى يدفن أحلى زهرة فى حياتة، الذى خطفها الموت وهى لم تتجاوز 28 عام، و يروى الأب أنها احترقت رغما عنها، فقد خشى الجميع أن تدخل الجثة بيوتهم، فهم يعتبرون هذا فأل سيئا، تعب الأب المسكين وتصبب عرقا، كان سهل علية وهو ذو العيلة المعروفة أن يأخذها إلى منزله، ولكنه سيتغرق وقت أطول وما أشد الصيف، أخيرا وجد الأب الحائر فى هذه البلدة أسرة صغيرة ، ساعدوه مقابل مادى وتم الدفن والحمد لله، غفر الله لها ولنا جميعا.

عاد الأب بعد ما بدأ يشعر الأحداث من حولة، وترك الجميع يبكون وينحبون الزهرة ،التى خرجت منذ ثلاث سنوات ولم تعد إلى المنزل مرة آخرى، هكذا كانت نهاية التوربيد؟ لا يستطيع أن يصدق أحد الماسأه، وترى هل هذه حقيقة أم وهم؟ أم اضغاث أحلام؟ ليته كابوس أو حلم وليس واقعا مزعجا؟ فعلا كما يقولون ليست المأساة رحيل من تحب ولكن المأساة رحيل قلبك مع من تحب، لذلك قرر الجد إصطحاب الطفلتين، حنين وياسمين، حتى يكونا سلوى له فى عزائه، وطبعا بعد العزاء إنصرف الزوج وعليه ألف علامة استفهام؟ وحقيقة فقد عمل طيب لأن الجميع لا يريدوا أن يروا وجه حتى لا يذكرهم بالمأساة.

وبعد مرور أربعين يوم بعد موت همس تجددت الأحزان ثانية، وأتت صدمة آخرى للجد وهى أن رحلت أيضا ياسمين ذات الأربعين يوما، لحقت بأمها بعد أن تعلق الجد بها، وكان لها الأم والأب، وكان عوض لها عن كل شىء، ولكن سرعان ماجاء القدر مرة آخرى وألحقه بهذه الضربة، لا يعرف هل هذا رحمة بالطفلة أم لا؟ هل الأفضل أن لا تعيش اكثر من ذلك؟ لماذا جاءت ياسمين من الأصل ولماذا رحلت؟ هل جاءت لتنهتى حياة الأم؟ ربما تكون عقاب لأسامة الزوج الجاحد وانه لايستحق النعمة؟ لا يعلم أحد الحكمة الا الله؟ ولا يعلم الخير إلا اللة.
علم أسامة بوفاة ابنته، ولا يعلم أحد هل تأثر أم لا؟ كل ما علمه الجد أنه تزوج بعد المرحومة بأربعين يوما، وسافر إلى السعودية و أختفى عن الأنظار، وعاد بعد عدة سنوات ليأخذ حنين، وذلك لأنه أعترف أن الله عاقبه وأن زوجتة الجديدة أنجبت بنت أيصا وبعدها قامت بإستئصال الرحم (حقا إن رَبَّـكَ لَبِاْلمِرْصَادِ)، فحرمت من إنجاب أطفال آخرين وعليه أن يسترد حنين، صمت الجد المسكين بعد أن قام برعايته لحنين على أكمل وجه، وكان يجد عوضا فيها عن همس ، وها هو جاء عليه اليوم ليسلم زهرة آخرى لهذا.... ، تلعثم الكلام فى فم الجد وتذكرمرارة القصة والأحداث من أولها، ولجأ إلى كبار العيلة ليسألهم المشورة، وأشاروا علية بتسليم الفتاة إلى أبيها، فهو راجل مسن ولن يستطيع الأعتناء بها طيلة الوقت، استسلم الجد إلى رأى أصحاب المشورة وسلم حنين إلى أبيها، على وعد أن ياتى بها لتزور الجد باستمرار.

إنتهت القصة وبإنتهائها طرحت اسئلة كثيرة ومنها:

من حرق همس؟ هل دفعت إجبارا إلى الحرق؟ ولماذا تنتحر وهى بين يديها أحلى زهرتين؟ وهل تنتحر القوية الشخصية، عنيد ة التفكير؟ فقد تحدت أبيها وتقاليد عائلتة فهل هذه بالضعيفة لتنتحر؟ ولماذا هذا التوقيت؟ ولماذا هذه الطريقة؟

اسئلة عديدة وما من محقق؟ النتيجة حسرات فى قلب الأب والأخوات التى سرقت أجمل زهرة فى بيتهم؟

وأنا أطرح سؤال عام على الجميع؟ هل مازال بعض الرجال ينظرون على من تلد الأنثى على أنها عار وسبه؟

هل مازالت بعض الزوجات تعانى من هذا الأضهاد والعنصرية؟ ياترى كم أنثى مثل همس دفعت حياتها من أجل عصبية وعنصرية لما يقبلها الله ورسولة؟ كم شردت أسر؟ كم انفصلت عائلات؟ ألا من نهاية؟ ألا من قانون رادع يحمى هؤلاء الزوجات ممن ورثوا الظلم والإستبداد من عادات موروثة؟

بالله عليكم كفاكم حرق الزهور والياسمين؟؟؟؟؟؟؟ يا عزيزى الرجل الذى ماذلت تنشد الولد إلى متى؟ أحب أن إذكرك بقول الله عز وجل (إن رَبَّـكَ لَبِاْلمِرْصَادِ).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !