ليت الدهر يفيقك لترى حال ماكنت به مولعا بدراسته وهي الشخصيه العراقيه في مجتمع وطنك العراق الذي زودت شبابه بزاد بقية ما غرسه الحكم العثماني في عقوله ليت ياأبن العراق البار العلامه والمفكر مؤسس علم الاجتماع العربي الحديث الدكتور علي الوردي طيب الله ثراك ،
أين هو اليوم الذي فهم الشخصيه العراقيه وأفهمها أفكاره المعتدله الموضوعيه أين هو من الطبقه السياسيه التي تولت حكم العراق قسمه بالقسطاس بعد العام 2003 هذا تمني لكن لا يأس فهناك خريجو مدرسته ومريدوه ومعهم علماء الاجتماع وعلماء النفس مدعوون اليوم لدراسة تلك الطبقه السياسيه ومفاهيمها وقيمها التي لم تعمل بها أكثر أنظمة الحكم والأحزاب السياسيه جهالة ،
يقول العلامه الوردي لم يكن أهل العراق في أيام الحكم العثماني ليعرفون شيئا من المفاهيم السياسيه الجديده (١)، قول صائب لمة فكرنا المبدع لأن الدرس الوحيد الذي كان الحكم يغذيه منه هو الحلال والحرام والأحكام الشرعيه أما بناء الانسان حضاريا وتبنيه العلم وإنشاء مشاريع الزراعه والصناعه والاقتصاد فهي في رأيه رجس من عمل الشيطان فما بال ساستنا سياسيو القرن الواحد والعشرين قرن العلم الذي أجرى فيه الأطباء عمليه جراحيه في قلب جنين في رحم أمه ؟
من الظواهر التي غرسها حكام الدوله العثمانيه في عقول أبناء الشعب ظواهر لا وجود لها الا في شرع الغاب ومنها ظاهرة (( الشقاوة))
وهي من الظواهر الاجتماعيه التي تدل على مبلغ سيطرة المد اليدوي على العراق في العهد العثماني والشقي من الناحيه الاجتماعيه يعد من الأبطال الذي تفتخر بهم المحله ويشار اليهم بالبنان وهي أن مواطنا أعتدى عليه مواطن أخر فالأول أستقوى بأحد أشقياء بغداد وطلب نجدته وأخذ حقه من المعتدي فيسارع الشقي متهجما على المعتدي ويروح نازلا فيه الضرب والجرح وربما القتل ، وفي زمن طبقتنا السياسيه تقليد وممارسه لظاهرة الشقي وهذه المره لم يكن شقيبغداد بل هو طيار في الخطوط الجويه العراقيه ففي مطار بغداد الدولي تتهيئ طائره لتغادر الى أربيل وعلى متنها عدد من المسافرين فإذا بالكابتن يخرج من كابينته ويخاطب المسافرين يا جماعه لقد تلقيت طلبا يدعوني ان أتوجه الى البصره وإمامكم خياران اما ان تأتون معي الى البصره ، أو تنتظروني في مطار بغداد لحين عودتي من البصره ونطير الى أربيل يبدو أن النداء أو الامر الذي تلقاه الطيار قد يكون اما من مسؤول أو رئيس تكتل سياسي أو من قريب أو من حبيب وقد يكون من شريك صفقه فهب لنجدته كما هب شقي بغداد وكانت في كراج النهضة او كراج علاوي الحله ،، يللا يللا نفرين ونقبط علاوي علاوي ،
أليست هذه هي ظاهرة الشقاوه يا حضرة الكابتن يا حضرة وزير الطيران المدني أم ماذا ؟ بالتأكيد غياب القانون وعند غياب القانون تعم الفوضى وتسود ؟ إثم ياجناب قائد الطائره ما هكذا تبنى السياسات الاقتصادية للبلاد ولا هكذا هي الفزعه والنخوه التي وقودها حياة الناس ومصالحها الا يجوز ان بين المسافرين من لديه قضيه تتعلق بحياة إنسان او لديه مهامه رسميه او دراسيه ، ان فزعة شقي بغداد ياحضرة الطيار قياسا لفزعتك هي ذره رمل في صحراء ؟ رفقا بالعراق وأهل العراق ؟
لو كنت قد وضعت الدراهم التي تريد ان تهبها للمفكر والكاتب غالب الشابندر في طبق من فضه بدلا من ظرف من ورق لكنت رفيقا للجود وغوث مبذول للضعيف جناب الدكتور حيدر العبادي ان حضور الشابندر الى ديوانك المعمور كان لتكريم إبداعه الأدبي والعلمي وليس لإلقاء قصيدة مديح للسلطان ،، ثم ان غالب الشابندر هو احد القادر الفاعليين لحزب الدعوه الأسلاميه الحاكم الذي انت كنت عضوا في حلقة حزبيه مسؤولها عزت الشابندر وثانيا ان غالب الشابندر مفكر وكاتب وأديب له مكانته ودوره في سياسة العراق مما كان لنفسك ان تقبل منك ذلك الموقف الذي شاهده الملايين من الناس وأخيرا باي مفاهيم وقيم ابي الشابندر ورفض تسلم كيس الدراهم منك وبأي مثل وقيم أردت ان تعطي كيسا من دراهم لمفكر ومبدع،
لاتلمني إذا وقيت الأواقي بالاواقي لماء وجهي واقي
لم لم تسمحوا بأنشاء احزاب معارضه الخوفكم من كشف فشلكم ؟ حتى بادرت جماهير الشعب من كل أطيافه بزرع بذرتها الاولى وذلك من خلال مظاهراتها العارمة التي عمت كل محافظات العراق مطالبة التغيير والإصلاحات حتى تقضي على البلاء الذي جاء به سيئ الصيت برايمر الى العراق ،
(١) المصدر ،، كتاب لمحات أجتماعيه من تاريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي ،
التعليقات (0)