أجهلُ جاهلٍ، وأبطلُ باطلٍ، وكم تدحض في بولك.
بقلم: محمد جابر
جهميٌّ، زنديقٌ، كافرٌ، مرتدٌّ، وثنيٌّ، ساحرٌ، مُبتدعٌ، ضالٌ، وأجهلُ جاهلٍ، وأبطلُ باطلٍ، وكم تدحض في بولك... ونحوها من أوصافٍ وتُهمٍ يُلصقها ابنُ تيمية بكلِّ مَنْ يقول بالتأويل، بالرغم مِنْ أنَّ التأويل ثابتٌ شرعًا وعقلًا ولغةً وأخلاقًا وعرفًا، لكنَّه غير ذلك بحسب عقيدة ابن تيمية وربّه الشاب الأمرد، ولسنا هنا بصدد الحديث عن مشروعية التأويل، وانَّما نريد أنْ نطرح أحد الأدلة التي ذكرها الأستاذ المُعلم في المحاضرة السابعة عشر من بحثه( وقفات مع... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)، والتي أثبت فيها أنَّ ابنَ تيمية قام بالتأويل الفاسد للنصِّ بالرغم مِنْ وجود قرينة تُفسر المعنى صراحة وتُغلق باب التأويل قطعًا، بل إنَّه كذِبَ على الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- ونسب اليه الخطأ والغفلة والاشتباه،
والدليل الذي طرحه الأستاذ المحقق هو من تُراث ابن تيمية الأسطوري الخرافي، ومن فمه وعلى لسانه، حتى لا يقول قائلٌ أنَّ هذا الكلام مُفترى على ابن تيمية، أو أنَّه غير موجود في مصادره، وبذلك فقد أثبت المعلم الأستاذ أنَّ ابن تيمية أولى من معارضيه في انطباق جميع الأوصاف والتُهم التي ألصقها بهم من كفر وزندقة وضلال ونحوها.
والآن لنرى كيف كشف الأستاذ المهندس عن هذه الحقيقة:
قال الأستاذ الصرخي: « المقطع8: قال شيخ التجسيم التيمي: {{ فَإِنْ كَانَ هَذَا الْمُعَارِضُ ذَهَبَ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ، فَهَذَا مَحْضُ الزَّنْدَقَةِ.. وكذلك رَوَى مُعَاذُ بْنُ جَبِلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: {صَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، فَأَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ}، فَحِينَ وُجِدَ هَذَا لِمُعَاذٍ كَذَلِكَ صُرِفَتِ الرِّوَايَاتُ الَّتِي فِيهَا إِلَى (مَا قَالَ) مُعَاذٌ،
فَهَذَا تَأْوِيلُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، لَا مَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ مِنَ الْجُنُونِ وَالْخُرَافَاتِ}}، وهنا يعلق الأستاذ المعلم:
أقول: رواية معاذ إن لم تكن نصًّا في المعنى فهي ظاهرة فيه، وهذا واضح عند كل إنسان سويّ، فليس في الرواية ما يدل على النوم فعبارة ((أي أمّا هي نصّ في ما يريد ابن تيمية أوهي ظاهرة في خلاف ما يريد ابن تيمية)) {ثُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي} لا تدلّ على النوم إلا بتأويل، ((وإذا أوّلت يا تيمية فأنت جهمي زنديق كافر مرتد وثني ساحر كما تتهم الآخرين)) خاصّة مع وجود قرينة {فَأَتَانِي رَبِّي} وهذه صالحة لترجيح اليقظة على النوم؛ لأنّه حال النوم يناسبه مثلًا {نمت فرأيت ربي} أو { رأيت في النوم أني جالس في حديقة فأتاني ربي}، أمّا {وضعت جنبي} فليس فيها ما يدلّ ولا ما يرجّح النوم، بل عادة ما يكون وضع الجنب السابق للنوم فيه نوع تفرّغ وخلوة وانقطاع فيناسبه {فَأَتَانِي..}، فيترجّح حال اليقظة على النوم، وعليه بلسانك أقول لكَ: يا شيخ تيميّة، لماذا تؤوّل يا جهمي؟! إنّها رواية لا إشارة فيها إلى النوم والقرينة على خلافه، فلماذا تؤوّل تأويلًا فاسدًا باطلًا وتكذِب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتفتري عليه بأنّه لا يفرّق بين حال نومه ويقظته زاعمًا أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حال نوم ورأى في نومه لكنه أخطا وغَفَل واشتبَه ونسِيَ فادعى حسب ظاهر كلامه أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في اليقظة رأى ربّه!! فلماذا هذا التاويل والكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا تيمية؟!! فلماذا هذا الجنون والخرافات التي ذهبت إليها؟ أفليس كلامُ المعارض وادّعاؤه أقلّ ضلالًا مما تدّعيه أنت من خرافات وخزعبلات ودعاوى الوثنية الأسطورية؟!!».
ويواصل الأستاذ المحقق في توجيه الضربات العلمية لكشف حقيقة ابن تيمية، حيث قال الأستاذ المرجع: « المقطع9: {{لا ما ذهبت إليه من الجنون والخرافات فَزَعَمْتَ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ) صُورَةً فِي الْيَقَظَةِ كَلَّمَتْهُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ): {يَا رَبِّ}، غَيْرَ أَنِّي أَظُنُّكَ لَوْ دَرَيْتَ أَنَّهُ يُخْرِجُكَ تَأْوِيلُكَ إِلَى مثل هَذِهِ الضَّلَالَاتِ لَأَمْسَكْتَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ عَلَى حَدِّ الْحِوَارِ آمِنًا مِنَ الْجَوَابِ غَارًّا أَنْ يُنْتَقَدَ عَلَيْكَ!}} انتهت مقتبسات238-249:بيان تلبيس الجهمية7، وهنا يعلق الأستاذ المعلم:
أقول: بكلّ تأكيد إنّ تيمية عبّر صدقًا عمّا يقوم به هو بنفسه وما وقع فيه من اضطرابات وتناقضات دائمة في كتاباته وأفكاره والتي ترجع إلى ما قاله {أنّك تكلّمت على حدّ الحوار أمنًا من الجواب غارًا أن ينتقد عليك} فأخذته (التيمية) العزة بالإثم ونسي أنّ حبل الكذب قصير، وأنّ الحق يدمغ الباطل وأنّ كلمة الله هي العليا!! فأنت يا تيمية أولى قطعًا وجزمًا ويقينًا من المعارض في انطباق ما قلته عليه من عبارات الجنون والخرافات والضلالات وأجهل جاهل وأبطل باطل وكم تدحض في بولك، فأنت أولى بها من المعارض بمليارات مليارات مليارات المرات!! وما بعد الحق إلا الضلال»، انتهى كلام الأستاذ المحقق.
هذا هو ابنُ تيمية، وهذا هو المنهج التيمي الذي يرمي غيره بأوصاف شنيعة وتُهم، هو أولى بها منه، على قول المثل العربي: (رمتني بدائها وانسلَّت).
لمعرفة التفاصيل من خلال الرابط الآتي:
https://www.youtube.com/watch?v=YTTFHRhhLG4
التعليقات (0)