أجرب أن أكون شاعرا في غيابك
يَخِتَبرُ النسيان بالصمت
يكنس الانتظارُ ردهةً تُطلَّ على ضجيج بارد؛
ليس من داع لإزاحة الستائر؛
لن يأتي أحد ؛
العتمةُ: بياض يترك الفقدَ رغبةَبلا قدمين
أو ينشغل بالتفكير في شؤون عاطفة تعرك الظلال في المسافة
سوف يربِي في الغياب حزنه ليكبر أشجارا في شارع منسي
ثمت خلف الباب ظلٌّ يُدخّْن سيجارة ويُأخذ بيد أمل مُسِنٍّ
يتنزّه به في حديقة ترقد عارية في حضن الضباب ممراتها مرصوفة بالقرميد.
كنتُ بصدد تنظيف جدران حجرة القلب من العناكب
تلك السيدة عند الشرفة هناك تصفف شعرها عكس السنين ؛ تُفرد للعشاق الآتين من العزلة خُصلات الريح؛ وحجرها شمس تم تحويل وجهة أمنيتها
الانتظار بطانية في برد الفقدان والذاكرة أرجوحة تجدد الاوكسيجين ؛
أتذكر كم مرة أغلقنا الأبواب علينا وفتحنا أجسادنا مشرعة تأتي بجميع الرياح ؛
كم وقعت مغمى على لوح كتفيك قلتِ :
- أحب ُّ صوتَك.
نزعت صوتي وغطيتك به خشية أن تأخذي بردا في الغياب بعدها صرت دائما أخرس!
صمتي رابط الجأش.
خذي كل شيء ؛لا تتركي شيئا مني للموت .
يأتيني الضوء من عضة كنت تركتها أسفل شفتيك وعنفوان آهة خمدت عند لحمة كتفيك؛ يا لا هذا الشعاع الذي يغشى عيني ؛ كيف السبيل لأراك في الغياب دراجة هوائية يعبر بها شيخ بوذي صحراء اليأس .
أتدرب أن أكون صوفيا في غيابك أعلِّم هذا البوذي كيف يوقد للروح مباهجها من بين أصابعك.
كيف يًشعل المرء سيجارة بين يديِّ الظلام ؟
يسحب السيجارة يبرمها بين السبابة والإبهام من جهة الفيلتر ؛ يرققها ؛ ينزع الشعيرات الغليظة, يبلُّ بريقه إبهامه بسرعة يمررها بلطف على الظهر ذي النتؤات الخافتة يضعها عند طرف شفتيه يحنُّ بشفتيه عليها ؛ يتركها تستلذ أنينها هناك ؛
رغم أسلوبه المتكرر سيكون الانتظار أقل ملل .
يُلقمها نارا تكاد تنطفئ ؛ لا يستعجل احتراقها ؛
فالحرقة ما نستأجره لنلوذ به من نكد التسكع في شارع منسي بلا أشجار.
اشكُّ إني حزين ؛
اشكُّ إني على وشك الهذيان ؛ بوسعي أن أنساك قليلا حين أضطجع ظلَّ رائحتك فيما استجمع أنفاسي عند أول نفس من سيجارة تركت أعقابها في منفضة الصالة حيث مازال ظل كاحليك مستبدا بالمكان.
كلما زاد البعد ترجل الضوء يثير الصخب في زوايا العتمات.
قلبي فرن مقفل يلتهم لهبه ؛
في السابعة مساء حين تغيب الشمس ؛ ربما بعدك قليلا ؛ قبل انشغالي بتحويل البن رفيقا لسيجارة أطلت احتراقها ؛ سأجرب أن أكون مثل رماد السيجارة بين يدي عاشق يُطيل قامة الأمل ؛ كُفّي عن الدهشة أني في قفص دانتيلا رغبتي !
تأخذ السيجارة قامة مسافة تطول ؛ تأخذ شكل طريق يلتوي ويوهم أن ينتهي ؛
لن تنتهي السيجارة سألوذ بكاس بائسة لأغلب طول الدخان ؛
أنا المغلوب على أمره في حبك ...
أُوُلِي صمتي شطرَ وجهك الحرامِ ؛
ما ألذ التبغ الرخيص في غيابك ؛
ما ألذ الليل وأنا أتخيله يُمطر بين نهديك ؛
سأعترف إني قليل البلاد؛
البلاد بدونك بلا ثورة ولا انقلاب ولا شهداء ؛
كم البلاد بدونك مستعمرة للغباء ؛
كم هي قصيدة عمودية لا تحتاج حتى شرطي مرور؛
دابة حزني تجتاز العروض دونما عكازة الرهابنة ؛
قولي كم الله حزينا بلا أنثى !
قولي كم كنت بلادا وجعلوك منفى!
لست حزينا من أجلك؛ لست حزينا من اجلي ؛ هل فكرت معي في شأن أحفاد مسافتنا ومستقبل دمعتكِ؟
مازلت سيجارتي تشتعل ورمادها لن ينطفئ؛
ما شأني والعزلة؟
التعليقات (0)