مواضيع اليوم

أثقل الكلمات الانجليزية على الطلبة

علي الطائي

2011-07-26 23:40:50

0

 

أثقل الكلمات الانجليزية على الطلبة
Sorry, Please, Excuse me, Thanks


أسف.. من فضلك.. معذرة.. شكرا لك، هذه أربع كلمات بسيطة جدا في معانيها لدرجة أنها من أوائل المفردات التي يحفظها متعلمو اللغة الانجليزية، لكنها في نفس الوقت كبيرة للغاية في مضامينها وفي استخدامها، حيث استطيع ان اجزم مستشهدا بملاحظاتي اليومية انها من بين المفردات الأكثر تداولا بين متحدثي تلك اللغة أو على الوجه الاكثر دقة بين شعوب العالم المتقدم.

تحتوي جميع اللغات العالمية على الالاف من المفردات، بعض تلك المفردات لها معانى ايجابية ودلائل سلوكية عالية وبعضها الآخر تتسم بالسلبية ودلائل سلوكية هابطة، كما أن بعض المفردات تصنف على أنها نشطة من حيث كثرة استخدامها وتداولها وبعضها الاخر خاملة حيث بالكاد تذكر في مختلف مواقف الحياة اليومية. هذا بالإضافة الى ان بعض المفردات يمكن أن تستخدم في ظروف معينة لكنها في ظروف اخرى تصبح غير محبذه. هنا يأتي دور التربية والثقافة، فالعلاقة وثيقة جدا بين اللغة من جهة والسلوك الفردي والتربية والثقافة الاجتماعية من جهة اخرى، فالكلمة هي وسيلة التواصل مع الاخرين، الكلمة هي سلوك ومظهر الانسان الخارجي وطريقه للوصول الى الاخرين.

عمليا لا تكاد تخلو قواميس اللغات العالمية وحتى ربما تلك اللغات المندثرة في أدغال افريقيا من وجود تلك الكلمات الأربع، لكن على الرغم من ذلك فهي لا تبدو شائعة الاستخدام بين كل المجتمعات البشرية. دور التربية والثقافة يأتي هنا في تلقين الفرد منذ صغره على استخدام الكلمات المهذبة في التعامل مع الاخرين واستخراجها من طيات كتب القواميس وادخالها الى مرحلة الفعل والتوظيف والتفاعل مع أجواء الكلمة. بالضبط الموضوع أقرب ما يكون عندما نرى طفلا يتفوه بكلمات بذيئة، فهذه الكلمات لا تنسب الى اللغة وانما الى التربية والثقافة التي لقنته على استخدامها.

في حين أن مفردة (أسف) مثلا بالكاد تسمعها في ثقافة مجتمعنا، بل ترسخت في الثقافة على أنها تنقص من شخصية الفرد وهيبته، فإنها في المجتمعات المتقدمة رائجة بين شرائح المجتمع المختلفة الطفل والكبير، الرجل والمرأة. فالإنسان الذي نشأ في مثل هذه البيئة لا يجد حرجا ان يقول (أسف) حتى لمن هو أصغر منه أو مختلف عنه في الجنس كما يجده الفرد في بيئتنا، لدرجة أن البعض منا يجد صعوبة قصوى في اقناع طفل أن يقول (أسف) بحق من أخطأ عليه!!.

كثيرون هم الأشخاص وفي مواقف متعددة الذين سمعتهم يقولون في الشارع وغيره ( (Sorry، عن نفسي لا اعرف ما هو المبرر للأسف في مواقف بسيطة للغاية، فضلا على من هو المفترض ان يعتذر أنا أم هم ؟. وأتذكر ذات يوم أني سمعت صوتا ينادي من خلفي (Excuse me)، التفت لأرى من هو، فتبين انه طفل صغير لم يتجاوز السنتين لم يرد أن يعبر من أمامي قبل أن يستأذن!!.

كما ان الطالب يأتي الى المجتمعات المتقدمة ليتعلم لغتهم، هو بحاجة ان يفهم ثقافتهم اللغوية والاجتماعية التي بها يستطيع أن يكون ناجحا في التواصل معهم، فكثيرة هي المواقف التي رأيتها وذكرها لي البعض الآخر عن المواقف المحرجة والتوبيخ الذي يناله بعض الطلبة من قبل الناس لأنه لم يستخدم احدى هذه الكلمات الاربع المهمة على الرغم من أنه يحفظها، لكنه أتى من مجتمع يعاني من الجفاف اللغوي في التواصل ولم يألف على ترديد مثل هذه الكلمات، الأمر الذي يجعلها من أصعب وأثقل الكلمات على قلبه ولسانه.

تعامل المجتمعات المتقدمة مثل استراليا يبدو لطيفا للغاية بفضل استخدامهم لهذه الكلمات السحرية الاربعة، وكم نحن بحاجة أن نرسخ مثل تلك الثقافة اللغوية في انفسنا ومجتمعنا، قبل ان نصل الى اليوم التي تنقرض فيه كلمة (أسف) من قاموس لغتنا العربية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !